الرئيسية نبذة عن المركز اصداراتنا عروض خاصة لإتصال بنا English
 

محددات الصراع العربي الإسرائيلي من وجهة النظر الإسرائيلية

د.ابراهيم ابو جابر                                                                                         عودة للصفحة
       أقيمت دولة إسرائيل، كما يعلم الجميع، على حساب شعب آخر هو الشعب الفلسطيني وأرضه ووطنه، ولهذا ومنذ عام (1948) وحتى الآن تعيش هذه الدولة وستعيش أوضاعاً غير إعتيادية، فاقدة للإستقرار والهدوء. هذه الدولة تنظر إلى العالمين العربي والإسلامي وبالذات الشعب الفلسطيني كأعداء لها، وعليه تأخذ جانبي الحيطة والحذر، لا بل والتخطيط المستمر نحو حماية نفسها وبالطرق التي تراها مناسبة، حتى وإن استدعى الأمر الاعتداء على الآخرين وتقتيلهم.
     
هذا وبناءاً على السابق يرى المفكرون والسياسيون الإسرائيليون من خلال استشرافهم لمستقبل المنطقة في ظل الصراع العربي الإسرائيلي، إلى أن مجموعة من المحددات (والعوامل) ستلعب دوراً هاماً في رسم سيناريوهات الحل بين الطرفين.
هذه المحددات هي:
1) المحدد الأمني/ استمرار وزيادة التفوق العسكري وسلاح الردع:
      
فإسرائيل تمتلك جيشاً مدرباً ومعداً إعداداً ممتازاً، إلى جانب تسلحه بأحدث الأسلحة المتطورة عالمياً، ناهيك عن إمتلاكها للقوة النووية (سلاح الردع)، لكن ذلك يرى الإسرائيليون أنه لا يكفي في ظل الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية، وعليه فلا بد من تطوير سلاح البحرية وتزويده بإمكانيات الرد بقوة، إضافة لتطوير منظومة من الصواريخ القادرة على إعتراض صواريخ العدو، لا بل وتدمير قواعدها قبل إطلاقها.
2) محدد التطبيع:
     
فإسرائيل منذ أيامها الأولى وقادتها يمدون اليد للدول العربية (الجوار) في تكتيك منهم لكسب الوقت أولاً ولبسط سيطرتهم على الأرض وتحييد هذه الأنظمة، وقد نجحوا في ذلك. واليوم تسعى إسرائيل لفتح أبواب التطبيع على مصراعيه مع كافة دول العالمين العربي والإسلامي، لتتفرد بالشعب الفلسطيني، فالقيادة الإسرائيلية الحالية تبني على مستقبل جديد مع العرب والمسلمين، الأمر الذي سيجعل منها دولة من دول الشرق الأوسط الأخرى وغير غريبة في المنطقة.
3) المحدد الديموغرافي:
     
ينظر اليهود لأنفسهم في الشرق الأوسط كإبرة في محيط عربي، فتعدادهم حوالي (6) ملايين في اسرائيل في حين يقارب تعداد العرب (300) مليون نسمة، هذا من جانب ومن جانب آخر وبالمقارنة بالشعب الفلسطيني فتعداد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية اليوم أكثر من(4) ملايين فلسطيني، في حين أن معدلات الإنجاب عند الشعب الفلسطيني أكثر منه عند اليهود.
      أما من جانب آخر فرؤية الحركة الصهيونية والقيادة السياسية الإسرائيلية المبنية على الأيديولوجيا الصهيونية تطالب بدولة إسرائيلية صافية من العرب (دولة اليهود فقط) وهذا بحد ذاته قد يعني مستقبلاً التقوقع الجغرافي في سبيل ضمان نفاذ هذا العامل لتشجيع الهجرة للداخل وخفض الهجرة المعاكسة.
4) محدد المياه:
     
كانت ولا تزال إسرائيل تشكو من نقص المياه لديها، وهذا كان أحد أسباب إحتلالها الضفة الغربية وجنوب لبنان والجولان، السيطرة على منابع الأنهار، ولهذا فلا يشك أحد في أن عامل المياه محدد مهم في مستقبل الصراع بين الطرفين.
5) المحدد الثقافي:
     
اسرائيل دولة غير مقبولة في المنطقة، لكونها أقيمت على حساب شعب آخر إضافة الى أن ذهنية الشعوب العربية وثقافاتها لا تهضم اسرائيل وممارساتها والحركة الصهيونية أساساً التي أشرفت على إقامة الدولة. ولهذا فيرى الإسرائيليون أنه من الضروري العمل على تغيير هذه المفاهيم القديمة عن اسرائيل والحركة الصهيونية وخلق جيل متفهم لوجود اسرائيل في المنطقة.
6) محدد العلاقة مع الولايات المتحدة:
     
وجود اسرائيل في المنطقة مرهون بعدة عوامل ومنها الموقف الأمريكي الداعم لها عسكرياً ومادياً ومعنوياً، وعليه فإستمرار هذا الحال لا شك أنه من أهم ما ستعول عليه اسرائيل حاضراً ومستقبلاً.
7) محدد الاستيطان:
     
الاستيطان كما نعلم من أهم مكونات الدولة وعامل هام في السيطرة على الأرض والبقاء، وخلق واقع جديد وحتى توسيع العمق الاستراتيجي للدولة وإيجاد خطوط دفاع أولية للدولة، ولهذا فهم يرون أنه ضروري لكنه لن يجدي ان كان بالقرب من تجمعات فلسطينية كثيفة، لأن ذلك سيؤثر على محاولاتهم إقامة دولة يهودية خالية من العرب، وعليه فهناك من ينادي بتفكيك مستوطنات في الضفة الغربية نهائياً والاحتفاظ بجيوب داخل الضفة من ناحية ومن ناحية أخرى خصوصاً إذا أدى سحب مستوطنات ما للتهدئة والأمن الفردي والجماعي.
8) محدد الحركات الإسلامية:
     
إسرائيل كباقي الدول تقريباً تقيّم الكثير من الحركات الإسلامية كإرهابية وبالذات الحركات الإسلامية الفلسطينية التي ترى أنها تهدف إلى القضاء على دولة إسرائيل، وعليه فهم يرون أن من أهم عوامل الاستقرار في المستقبل هي قضية الحركات الإسلامية والقضاء عليها إما من خلال تفكيكها ومصادرة أسلحتها، أو بمطاردة عناصرها وإخراجها خارج القانون، وهذا ما تتوقع إسرائيل حدوثه في الدول العربية والإسلامية وخاصة السلطة الفلسطينية .

       إذا ومن خلال استعراض أهم محددات الصراع مستقبلاً مع الدول العربية فلا يشك أحد في أن إسرائيل أكثر ما تحرص عليه وجودها وأمنها وتفوقها على دول الجوار، والقضاء على ما تراه من عوامل وعلى رأسها دعاة الفكر الإسلامي.

أعلى الصفحة  عودة للصفحة

المؤتمر في سطور

برنامج المؤتمر

المتحدثون

كلمات الافتتاح

ملخصات الأوراق

 المؤتمر في الإعلام

أخبار المؤتمر

إعلان المؤتمر

النتائج والتوصيات

 الكلمة الختامية

البيان الصحفي

خارطة موقع المؤتمر

صور المؤتمر

الداعمون

Designed by Computer & Internet Div.