الرئيسية نبذة عن المركز اصداراتنا عروض خاصة لإتصال بنا English
 

تصورات الدول الإسلامية (تركيا، إيران، باكستان) حول مستقبل الصراع العربي – الإسرائيلي حتى عام 2015

أ. د. عبد الفتاح الرشدان                                                                                  عودة للصفحة
       تحتل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي موقعاً مهماً في اهتمامات معظم دول العالم ولا سيما الدول الإسلامية حيث اعتبرت القضية الفلسطينية قضية لا تهم الدول العربية فحسب بل هي قضية تهم العالم الإسلامي ككل. إلا أن اهتمامات وتوجهات الدول الإسلامية تجاه الصراع العربي– الإسرائيلي منذ قيام الكيان الإسرائيلي عام 1948 كانت مختلفة ومتباينة. وهذا ربما يكون أمر متوقع في غياب وجود أي نوع من التنسيق أو التعاون الحقيقي بين مختلف دول العالم الإسلامي. حيث الدول الإسلامية متناثرة في عدة قارات ومناطق جغرافية مختلفة ولا يوجد لها تنظيم أو إطار يؤلف بين سياساتها ومواقفها تجاه القضايا الرئيسية التي تمس مصالح هذه الدول بشكل مباشر أو غير مباشر.
      
وإذ يصعب الحديث عن سياسات موحدة بين الدول الإسلامية تجاه الصراع العربي– الإسرائيلي فإن هذه الورقة تبحث في تصورات ثلاث دول إسلامية كبرى، وربما مؤثرة ولها وزن على الصعيد الإقليمي والدولي. وهذه الدول هي تركيا، إيران، الباكستان.
أولاً: تركيا والصراع العربي – الإسرائيلي
      
إن هناك عوامل مهمة ساهمت في التأثير على العلاقات العربية التركية مثل قضية فلسطين، والمياه والأكراد. ولكن هناك متغيران أثرا بشكل واضح في تعثر هذه العلاقات؛
1.  الإعتراف التركي بإسرائيل حيث كانت تركيا أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل في 28/3/1949، أي بعد عشرة أشهر من إعلان قيام الكيان الإسرائيلي، ثم بعد ذلك أقامت تركيا علاقات دبلوماسية على مستوى المفوضيات عام 1950.
2.  تطور علاقات تركيا بالغرب وانحيازها إلى العالم الغربي عبر الانضمام إلى خلف شمال الأطلسي أثناء الحرب الباردة ثم الوصول في حلف بغداد، الذي رفضته الدول العربية ما عدا العراق التي انضمت إليه في ذلك الوقت.

    ومنذ بداية التسعينات بدأت العلاقات التركية الإسرائيلية انتعاشاً كبيراً، ويعود ذلك إلى عدة عوامل:
1.  اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية عام 1988 بدولة إسرائيل ثم بدء المفاوضات بين الدول العربية وإسرائيل في مؤتمر مدريد عام 1991 وما نتج عنه من إقامه علاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل.
2.  تدهور العلاقات التركية مع بعض الدول العربية (سوريا والعراق) بسبب الخلافات على قضيتي المياه والأكراد.
      
ويمكن القول بأن موقف تركيا من الصراع العربي الإسرائيلي خلال العشر سنوات القادمة من غير المتوقع أن يكون موقفاً حاسماً وراسخاً، وبالتالي فإن الموقف التركي قد لا يسهم في صالح حسم الصراع لصالح سيناريو السلام أو التسوية، ولا في صالح سيناريو المواجهة والصراع. بل من المرجح أن تكون سياسة تركية أقوى إلى حالة التوازن بين طرفي الصراع وإرضاء الطرفين العربي، والإسرائيلي وذلك لعوامل مختلفة.
ثانياً: إيران والصراع العربي – الإسرائيلي:
      
أما بخصوص إيران فإنها نظرت إلى إسرائيل منذ قيامها عام 1948 باعتبارها حليفاً استراتيجياً، فقد أعلن أول رئيس وزراء لإسرائيل بن غوريون "إن على إسرائيل أن تحاصر الدول العربية من خلال تحالفها مع كل من تركيا وإيران وأثيوبيا، وذلك بهدف التقليل من عزلتها وتحقيق أهدافها. ومن هنا فقد سعت إسرائيل باستمرار لتوثيق علاقاتها مع إيران، وخاصةً في فترة شاه إيران.
       إلا أن قيام الثورة الإسلامية في إيران أدى إلى إعلان رفض شرعية الكيان الصهيوني وقطع العلاقات معها مباشرة، وسُلِّمت السفارة الإسرائيلية السابقة إلى منظمة التحرير الفلسطينية. وهذا ليس بغريب على النظام الإيراني الجديد باعتبار أن الثورة الإسلامية قد جعلت من دعم مسلمي العالم أحد أهدافها الأساسية، ولذلك جعلت الجمهورية الإيرانية الإسلامية دعم القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها.
       ولكن التوجهات الإيرانية في دعم منظمة التحرير الفلسطينية بدأت بالتعثر إثر الحرب العراقية الإيرانية، بعد دعم منظمة التحرير الفلسطينية للعراق. وأصبح هناك فصل ما بين الموقف المعادي لإسرائيل، ودعم منظمة التحرير الفلسطينية، إذ تحول هذا الدعم إلى منظمات فلسطينية أخرى بسبب الخلاف الذي نشب بين الطرفين.
       ويبدو أن انهيار الاتحاد السوفيتي، وبدء مسيرة التعارض السلمي مع مطلع التسعينات، قد أدى إلى التقليل من مكانة إيران في المنطقة. وبدأت إيران بانتهاج سياسة دفاعية غير هجومية تجاه إسرائيل، وبعد أن كانت إيران تعلن صراحة رفضها لعملية السلام في الشرق الأوسط، أخذت تعلن بأنها لن تقف أو لن تضع العراقيل أمام المفاوضات، على الرغم من قناعتها بأنها لن تعود على المنطقة بالسلام العادل.
       ويبدو أن إيران قد سلكت في سياستها الخارجية منحنى أكثر واقعية بعد إنتهاء الحرب الباردة، وظهور متغيرات جديدة، مما جعلها تعطي أهمية أكبر للمنطقة الشمالية (آسيا الوسطى والقوقاز)، والمنطقة الجنوبية (الخليج)، كما سعت إيران لتحسين علاقاتها مع الدول العربية.
ثالثاً: باكستان والصراع العربي – الإسرائيلي:
      
أما باكستان فقد اتخذت -منذ قيامها- موقفاً إيجابياً من جميع القضايا العربية، وخاصةً القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية إسلامية عادلة، ويبدو ذلك واضحاً عندما قام وزير خارجية باكستان في تلك الفترة بمساندة المجموعة العربية ضد قرار التقسيم الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين ثاني 1947، كما أن باكستان وقفت ضد دعوة إسرائيل إلى المؤتمر الأفريقي-الأسيوي عام 1954، وكذلك مؤتمر بابدونج عام 1955، وقد استمر الموقف الباكستاني على دعمه للقضية الفلسطينية انطلاقاً من اعتبارين:
1. الأهمية التي تتمتع بها القضية الفلسطينية، باعتبارها قضيةً مركزيةً في العالم العربي.
2. ما تُرتبه الرابطة الإسلامية على باكستان من مواقف تجاه القضايا العربية والإسلامية، وثروتها للوطن العربي كمحيط إسلامي تستطيع أن تتعاون معه إلى أبعد الحدود.
      
ولا شك أن هذا الموقف الباكستاني الداعم للقضية الفلسطينية كان يحقق لباكستان مكاسب سياسية في صراعها مع الهند، فضلاً عن تحقيقها مكاسب اقتصادية من العالم العربي.
       وعلى الرغم من عدم اعتراف باكستان بدولة إسرائيل منذ قيامها، والتأكيد على الحقوق العربية التقليدية في الصراع، إلا أن قصة العلاقة مع إسرائيل ظلت واحدةً من الإشكاليات المهمة في السياسة الخارجية الباكستانية. فقد حرصت الباكستان على التمييز بين الاعتراف ووجود اتصالات فعلية، حيث أن غياب الاعتراف بإسرائيل لم يَحُل دون قيام اتصالات، وأشكال مختلفة من التعاون السري بين البلدين.
       ورغم تنامي الاتجاه المؤيد للاعتراف بإسرائيل وتطوير العلاقات في عهد حكومتي بنازير بوتو ونواز شريف، إلا أن باكستان لم تتخذ أي قرار من شأنه الاعتراف بإسرائيل، أو التطبيع معها. ولكن القيادة الباكستانية الحالية حاولت التعامل بدرجة كبيرة من البراغماتية، والسياسية، واستغلال اللحظة الإقليمية والمحلية الراهنة لاتخاذ قرار بشأن الاعتراف بإسرائيل.
       فقد أعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف في مقابلة له في 17 يونيو/ تموز 2003 عشية ذهابه للولايات المتحدة أن على باكستان أن تكون براغماتية، وتعترف بإسرائيل.

أعلى الصفحة  عودة للصفحة

المؤتمر في سطور

برنامج المؤتمر

المتحدثون

كلمات الافتتاح

ملخصات الأوراق

 المؤتمر في الإعلام

أخبار المؤتمر

إعلان المؤتمر

النتائج والتوصيات

 الكلمة الختامية

البيان الصحفي

خارطة موقع المؤتمر

صور المؤتمر

الداعمون

Designed by Computer & Internet Div.