رؤيتنا للمتغيرات

نشـاطـاتنا

إصـداراتنـا

وثـائـــق

دراســـات

خدمات مجانية

الدورات التدريبية

الشؤون الإسرائيلية

أحدث إصدارات 2010

التسـويـة السيـاسيـة

 التحديات والآفاق

الوطــــن البديـــل آفاق التطبيق وسبل المواجهة

القرن الإفريقي وشرق إفريقيا

الواقع والمستقبل

رسالة أوباما التصالحية والمطلوب عربيا

الفاتيكان والعرب، تحديات وآفاق في ضوء زيارة البابا للمنطقة

التداعيات القانونية والسياسية لانتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني

السياسات العربية في التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي حتى عام 2015م

الأزمة المالية الدولية وانعكاساتها

 


 الصين والعرب ... خطوات هادئة وطموحات كبيرة !

جـواد الحـمد
8/1/2007
 

مثلت الجولة الثانية من حوار الحضارتين العربية والصينية وجهود تطوير العلاقات بين الطرفين التي عقدت في الرياض في ديسمبر 2007 قفزة نوعية في طريقة التناول ومقدار الانسجام الفكري والثقافي بين المشاركين ، وقد تحقق في هذه الجولة قدر اكبر من التفاهم ، كما تم تناول المسائل التفصيلية المتعلقة ببناء علاقات ثقافية عميقة بين الحضارتين وتعاونهما الدولي لتحقيق المصالح المشتركة، كما ساد الحوار قدر عال من الموضوعية والفكر المستنير حيث اثرت طبيعة المشاركين الواسعة من المفكرين من الطرفين على اجواء الندوة والحوار ، واظهر الجانبان حميمية اكبر في علاقتهما الثنائية، كما اظهر الجانب الصيني اهتماما كبيرا باللغة العربية ظهر بالكفاءة التي يتحدث بها اكثر المشاركين من الجانب الصيني ( شارك من الجانب الصيني 33 خبيرا وسياسيا ومفكرا ومترجما، في مقابل 43 باحثا ومفكرا واديبا وسياسيا عربيا، ليس بينهم مترجمون من الصينية الى العربية) ، فيما اظهر الجانب العربي حرصه على دور دولي واقليمي اكبر للصين، وابدى اهتماما متزايدا باللغة والثقافة الصينية حيث تقدم بعشرات الاقتراحات التي تتعلق بما يمكن للعرب القيام به في هذا المضمار، وهو ما حمل الجامعة العربية التي ترعى منتدى التعاون الصيني العربي منذ العام 2004 والذي تعقد هذه الندوات في ظله، عبئا ومسؤولية كبيرة تنقلها الجامعة عادة عبر اللقاء الدوري الوزاري بين الجانبين الصيني والعربي .

وتاتي اهمية انعقاد هذه الندوة على سابقتها، دون تقليل من اهمية سابقتها، لانها تعقد في المملكة العربية السعودية التي تمثل الثقل الديني والتاريخي الاهم للحضارة العربية الاسلامية، ولانها تعقد في ضوء خبرة ندوات سابقة وخاصة تلك التي خصصت لبحث العلاقات بين الجانبين في عام 2005 في بكين، ولأن طبيعة المشاركة اتسعت اكثر من ذي قبل للخبراء والباحثين والمفكرين من الجانب العربي خلافا لندوة بكين التي ساد فيها الخطاب الشعبي العاطفي على حساب الفكر والعلم والرؤى المستقبلية ، ولأن توقيتها صادف تراجع الولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط وعلى صعيد العالم ، حيث يستشعر العرب بالحاجة الى صديق دولي اكثر مصداقية وشفافية ونزاهة من الولايات المتحدة التي خذلتهم على مدى العقود الماضية ، كما يصادف انعقادها تطور قوة الصين الاقليمية في شرق آسيا بعد تزايد التقارب بينها وبين روسيا الاتحادية وتوقيع اتفاقات الأمن في شرق اسيا ، وكذلك في ظل محاولات عربية جادة للمشاركة في رسم مستقبل وسياسات النظام الدولي بعد حرمانها من ذلك لأكثر من قرن من الزمان.

وقد أثير في هذه الحوارات التساؤل حول جدية الصين في النظر الى الطرف العربي كشريك دولي مهم يمكن له الاسهام في بناء النظام الدولي ، وهل تضع الصين ضمن استراتيجيتها الدولية تطوير قوة ونفوذ العرب الدولي ، كما اثار بعض الخبراء التساؤل حول حقيقة توجهات الصين وقناعاتها ان كان تطور الدور العربي وتقدم الامة العربية يخدم المصالح الصينية الدولية والاقليمية ، وهل تضع الصين ذلك كأحد محددات سياساتها الخارجية ؟

كما أثارت النقاشات والمداخلات التي سادت الحوار والمناقشات الاهتمام لدى الباحث بان ثمة تحول مهم سوف تشهده العلاقات الصينية العربية قريبا لصالح مزيد من التقارب والتعاون في العمل الدولي والاقليمي، كما نظر بعض الصينيين المشاركين الى علاقاتهم بالعرب بوصفها جزءا مهما من تشكيل قوة الصين ونفوذها، بل ومدخلا من مداخل بناء اقتصادها العملاق خلال الاعوام الخمسة القادمة، وعلى الاخص فيما يتعلق بالاستفادة من النفط والغاز العربي، وفيما يتعلق برعاية المبدعين الصينيين في التعامل مع اللغة العربية ادبا ومحادثة،  وبدت الطموحات من كلا الطرفين كبيرة ومتفائلة تستظل بقصص وحكايات طريق الحرير الذي كان يربط الجزيرة العربية بالصين منذ قرون مضت عبر مدينة شيان الصينية.

 لكن عجلة التغيير في العالم بفعل التوجهات الامريكية القائمة على اقتصاد السوق والعولمة والسيطرة والهيمنة على منابع الطاقة، ومقاومة حركات النهضة في الشرق الاوسط، وقدرة الولايات المتحدة على حشد الامكانات العسكرية والاقتصادية والاعلامية الهائلة لدعم مشروعها وافكارها دوليا ، وفي ظل التحالف المتين بينها وبين الاتحاد الاوروبي الذي رضي بدور العامل المساعد للسياسة الامريكية ، فقد اصبح مطلب التسريع في تنمية العالم العربي ، وتطوير دوره ، ودعم موقفه وقضاياه الدولية ، وتمتين العلاقات بينه وبين دول كبرى صديقة اخرى كالصين، اضافة الى دول كبرى اقليمية اخرى امرا حيويا ، حيث ان تطوير العلاقات الصينية-العربية الاقتصادية منها والسياسية والاستراتيجية سيكون له اثره الكبير على عملية اعادة الاعتبار للدور العربي الدولي والاقليمي، ولتسريع عملية التحضر والتطور والنماء، ولأخذ مكانة مرموقة بين الأمم في ظل عملية التشكل التي يشهدها النظام الدولي خلال السنوات العشر القادمة على مختلف الصعد.

مثل هذه التطلعات الكبرى لدور العلاقات الصينية-العربية يمكن تحقق جزء منها في حال نجح الطرفان في رسم مسار واطار عملي متكامل يحقق للطرفين مصالحهما اقليميا ودوليا وفي مجال العلاقات الثنائية، وحتى لا يشعر طرف بان الطرف الآخر عبء عليه في سياسته الخارجية، او يشعر طرف باستغلال الطرف الاخر له والهيمنة عليه ، ولعل انشاء مركز دراسات متخصص في الدراسات الاستراتيجية لتطوير هذه العلاقة يسهل على صنّاع القرار في الطرفين التوصل الى مثل هذه المسارات الآمنة لسياستهم الخارجية الاقتصادية منها والسياسية والاستراتيجية والثقافية، حيث تسهم فرق عمل ومفكرين وخبراء وسياسيين واقتصاديين في تمتين العلاقة وتشييد صروحها المتعددة ، لتصبح الصين صديقة العرب ويصبح العرب حلفاء الصين.

وبطبيعة الحال فإن ذلك لا يقلل من اهمية علاقات كل طرف باطراف اقليمية ودولية اخرى تتقاطع معه في المصالح ، ولكن تطور العلاقة بين الصين والعرب سوف يصبح لاحقا محددا مهما في اختيار الحلفاء والاصدقاء من قبل كل منهما، خصوصا وأن المؤشرات الاستراتيجية تشير الى تزايد تراجع سيطرة القبضة الحديدية للولايات المتحدة في كثير من بقاع العالم، وهو ما قد يوجد فراغا دوليا قابلا للاشغال من قبل القوى الحية الأخرى. صحيح ان الصين لا تعد الدولة الوحيدة المؤهلة أو الطامحة لذلك حيث تقف اوروبا واليابان وربما روسيا والمانيا في الطريق، غير ان تقارب الصين مع العرب وتلاحمها مع مصالحهم سوف يكون عندها ميزة نسبية تفضيلية تمكنها من تحقيق موقع متقدم اكثر مما لو كانت هذه العلاقات متواضعة خصوصا في البعد الجيواستراتيجي وما يتعلق بالنفط والطاقة على الاقل خلال الثلاثين عاما القادمة.

الخطوات التي تسير وفقها او في ظلها عملية بناء العلاقات الصينية-العربية لا تزال بطيئة وربما متعثرة في بضع المجالات ، ويقع عبء تسريعها على عاتق العقول المفكرة والخبراء والسياسيين ، حيث يفترض ان تسبق علاقات المثقفين والخبراء عجلة علاقات السياسيين، حتى تمهد الطريق لمزيد من الانجاز في بناء هذه العلاقات ،  حيث يمكن لدعم صيني متميز لمنطقة التجارة الحرة العربية، وتشجيع بناء المصانع ونقل التكنولوجيا الصينية اليها، والاسهام في رؤوس اموال الشركات الكبرى كشريك استراتيجي، وتدريب كوادر إدارة صناعية وتجارية وكوادر الصناعات التكنولوجية، والعمل على تشجيع الحلقات الدراسية المشتركة، والبعثات العلمية المتبادلة، وتوسيع الدراسات الصينية في الجامعات العربية والدراسات العربية والاسلامية في الجامعات الصينية، وتشكيل فرق عمل متخصصة لرسم مسارات العلاقات المختلفة لتوفر لصنّاع القرار الرسميين وغيرهم الخيارات والبدائل المناسبة لتحقيق الطموح الصيني والعربي من هذه العلاقة قريبا من توجهات هذه اللقاءات والندوات المشتركة، ربما ينجح ذلك في سرعة انجاز العلاقة وتشغيلها لتحقيق مصالح الطرفين في الوقت والزمان والمكان المناسب، فهل تتمكن آليات منتدى الحوار العربي-الصيني المرتبط بالحكومات العربية وسقوفها السياسية ، وبالحكومة الصينية وسياساتها الخارجية وحساباتها الاقتصادية الحساسة من تحقيق مثل هذا الطموح ؟ ربما ولكن الامر اكثر تعقيدا من هكذا جواب !


جـواد الحـمد
8/1/2007   

أعلى الصفحة  عودة لرؤيتنا للمتغيرات

 

جائزة البحث العلمي

المؤسسة الأردنيـة

للبحوث والمعلومات

 

مجلـة دراســات

شـرق أوسطيــة

 

الندوات والمؤتمرات

حلقــات نقاشيـة

الحفل السنوي للمركز

من إصداراتنا

 

العلاقات التركية- الإسرائيلية وتأثيرها على المنطقة العربية

 


حق عودة اللاجئين الفلسطينيين بين النظرية والتطبيق

إسرائيل ومستقبلها حتى عام2015م
تداعيات حصار غزة وفتح معبر رفح

اتجاهات التحول في توازن القوى السياسية والاجتماعية في الديمقراطية الأردنية


نحو توافق فلسطيني لتحريم الاقتتال الداخلي

 

 

 

 

 

 

 

Designed by Computer & Internet Department in MESC.Latest update   July 08, 2010 12:14:11