رؤيتنا للمتغيرات

نشـاطـاتنا

إصـداراتنـا

وثـائـــق

دراســـات

خدمات مجانية

الدورات التدريبية

الشؤون الإسرائيلية

أحدث إصدارات 2010

التسـويـة السيـاسيـة

 التحديات والآفاق

الوطــــن البديـــل آفاق التطبيق وسبل المواجهة

القرن الإفريقي وشرق إفريقيا

الواقع والمستقبل

رسالة أوباما التصالحية والمطلوب عربيا

الفاتيكان والعرب، تحديات وآفاق في ضوء زيارة البابا للمنطقة

التداعيات القانونية والسياسية لانتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني

السياسات العربية في التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي حتى عام 2015م

الأزمة المالية الدولية وانعكاساتها

 


القضية الفلسطينية أمام التحولات السياسية
 

جـواد الحـمد
8/2/2008

الخبير الاستراتيجي ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد لـ الشرق: حماس استأصلت أجهزة حاولت الانقلاب على ياسر عرفات وعليها

 

أتوقع حلاً قصير المدى لمعبر رفح قبل انعقاد القمة العربية

حكومة فياض لا تملك أجندة سياسية حقيقية وتكتفي بتطبيق خارطة الطريق

الصيغة القديمة لإدارة المعابر إسرائيلية.. والأوروبيون مجرد أداة

القانون يمنح حكومة هنية حق التدخل في إدارة المعبر حتى تنال الجديدة ثقة التشريعي

بوش في سنته الأخيرة وجّه إساءات بالغة للأنظمة العربية وتعمد الاستخفاف بالفلسطينيين

أدعو مؤسسات المجتمع المدني في قطر لتهتم بالجانب الفكري والسياسي مع الإنساني



أجرى الحوار - طـه حسين :

تطورت الاوضاع في قطاع غزة بعد موجة الاقتتال الداخلي ومن ثم سيطرة حماس على القطاع بصورة سمتها السلطة انقلابا وتسميها حماس حسما، وصولا الى أزمة المعابر التي انفجرت في وجه حرس الحدود المصريين في معبر رفح، ولم تكد الحدود تضبط حتى تصاعدت لهجة جديدة من التصريحات المتبادلة بين مسؤولين مصريين وقيادات من حماس وبينها وبين السلطة في رام الله تنذر بتوتر جديد. فهل ستنعقد القمة العربية في ظل هذه الاجواء وهل نحن في حاجة الى اعادة قراءة الاحداث التي وقعت في غزة لنعرف من أين نبدأ ومع أي الاطراف يكون اصطفافنا العربي؟ وكيف نصل إلى صيغة عربية عربية لحل الازمة بين الفلسطينيين واللبنانيين بعيدا عن التدخل الاسرائيلي والامريكي؟

الخبير الاستراتيجي ومدير مركز دراسات الشرق الاوسط جواد الحمد في حواره ل"الشرق" يعود بنا الى ماقبل الحسم او الانقلاب في غزة والى اتفاق المعابر في قراءة جديدة تبدو فيها اليد الاسرائيلية بارزة جلية والتي أكد انه موجودة ليس فقط في الادارة السابقة لمعبر رفح حيث كانت اسرائيل تراقب من خلف الكاميرات كل شيء وتمنع من تشاء وتعيد من تشاء وتسمح لمن تشاء، وان هذا التدخل ليس فقط في المعابر ولكنها موجودة في العمق وفي القرار السياسي الامني للحكومة التي عينها الرئيس ابو مازن في رام الله ولم تنل ثقة المجلس التشريعي الى اليوم والتي يؤكد انها لاتملك اجندة سياسية وانما تكتفي بتنفيذ الشق الامني من خارطة الطريق، وان خطأ الرئيس ابو مازن يكمن في اختيار رئيسها. وفيما يلي نص الحوار...

*
ونحن نتحدث إلى مدير مركز دراسات الشرق الاوسط لابد ان تكون البداية من فلسطين حيث تتمحور معظم اهتماماتكم، فما أبعاد الحصار الاسرائيلي على غزة وماذا بعد الحصار؟

-
قرار اسرائيل بفرض حصار تام وخانق على قطاع غزة ليس جديدا وان كان بدأ تنفيذه بالفعل في شهر يونيو عام 2006 ولم يرفع الى اليوم بالرغم من ان اسرائيل سهلت الاجراءات امام السلطة الفلسطينية التي كانت تدير حكومتين، حكومة حماس التي شكلتها بمفردها وحكومة الوحدة الوطنية، صحيح ان الحصار كان يتجاوز بعض التفاصيل مثل حليب الاطفال والادوية غير ان مبدأ الحصار كان قائما وكان الذي يختلف هو شدة الحصار ودخول بضائع ومنع خروج اخرى وهكذا وبعد ان حدث الخلاف الداخلي والاقتتال وحسمت حماس الفوضى الامنية في القطاع ونشا الخلاف الفلسطيني بين القطاعين على ماحسم من أمن في قطاع غزة بين فتح وحماس اتخذت اسرائيل ذلك عذرا لتشديد الحصار على قطاع غزة من اجل اسقاط الحكومة القائمة ومن اجل ان تضغط على الفلسطينيين لوقف المقاومة ضد اسرائيل ولاتخاذ مواقف سياسية ضد حماس تخدم اسرائيل بمساعدة الطرف الفلسطيني الموافق على ان تكون الدولة الصهيونية دولة ذات سيادة على الاراضي المحتلة. أما نتائج الحصار الانسانية فكانت كارثية منذ البداية من حيث تدهور الحالة الصحية للمرضى الذين حال الحصار دون خروجهم للعلاج ولم يصل لهم الدواء والاجهزة والمعدات الطبية اللازمة ومن ناحية الغذاء برزت آثار الحصار وكذلك من الناحية الاقتصادية فيما يتعلق بالزراعة ولوازمها والصناعة ولوازمها والتجارة ولوازمها اذ لم يعد القطاع في حالة اقتصادية مفيدة وبالتالي ارتفعت نسبة العاطلين عن العمل في القطاع ثم مانتج عن التطورات من حصار سياسي وأمني من جميع الجهات بعد ان تمكنت حماس من السيطرة على القطاع وحدها دون رئاسة السلطة الفلسطينية بسبب الحسم الذي قامت به في شهر يونيو عام 2007 .

*
أنت تسميه حسما والرئيس ابو مازن يسميه انقلابا فما دوافعك لتسميته حسما؟

-
دعني اتكلم من ناحية مصطلحية، فحماس اعتبرت ما قامت به حسما أمنيا ضد مجموعة تعمل في الاجهزة الامنية لإثارة الفلتان الامني والفوضى وغطاء لأعمال المافيا والدعارة والمخدرات وسرقة السيارات والقتل العشوائي داخل القطاع بشكل يومي وكان أهل القطاع يشكون بشكل يومي بل كان الرئيس ياسر عرفات يشكو من هذه المجموعة ومن هذا التيار الذي كان متمكنا كالسرطان من الاجهزة الامنية، وهذا التيار نفسه هو الذي حاول الانقلاب على ياسر عرفات نفسه سابقا وحينها قيل انه سيأتي رئيس سلطة على الطريقة الاسرائيلية، وعندما استلمت حماس الحكم واجهت هذا التيار كذلك.

*
هل تقصد محمد دحلان تحديدا؟

-
تيار الفلتان الامني داخل الاجهزة الفلسطينية وداخل بعض التنظيمات تسمى بأكثر من خمسة اسماء وليس اسما واحدا واصبح يؤثر تأثيرا بالغا على الحياة العامة للسكان وعلى التقدم التعليمي والصحي والسكاني وعلى استقرار الحكومة لدرجة انه منعت اجراء امتحانات الطلاب وكان معدل القتل الاسبوعي في شهر مايو 2007 على سبيل المثال 25 قتيلا فلسطينيا في الاسبوع ومرت خمسة اسابيع تقريبا على هذا المنوال قبل ان تأخذ حماس قرارها، هذا اولا، ثانيا الانقلاب يتم عندما تتم اقالة او سحب الشرعية من شخص او جهة ما، والسؤال هو ممن سحبت حماس الشرعية؟ فهي لم تسحب الشرعية من الحكومة فهي الحكومة ولم تعلق التمثيل النيابي فالمجلس التشريعي قائم ويجتمع ولم تسحب الشرعية من رئاسة السلطة بل اكدت عليها مرارا وانما ماحدث هو انها قامت بسلوك أمني معين وأنا شخصيا من المتحفظين على استخدام القوة في مسألة حسم الخلاف الداخلي الفلسطيني، لكن أما وأنه قد حدث لا يستحق ان ينقسم الناس فيه الى فريقين وحكومتين في النهاية فهناك خلافات اخرى متعلقة باتفاقية السلام والعلاقة مع اسرائيل وبالنظرة الى مستقبل الدولة الفلسطينية وامور اخطر من الحسم الامني الذي قامت به حركة حماس في غزة على أهميته ولا يمكن قانونيا ولا سياسيا ولا واقعيا ان نسمي ما قامت به انقلابا.

*
تشكيل الحكومة البديلة في رام الله وأجندتها هل يعكس سيناريو جديدا بين السلطة واسرائيل وما تداعيات ذلك على وحدة الدولة؟

-
من حق الرئيس وفق الدستور ان يقيل الحكومة ويكلف شخصية اخرى بتشكيل أخرى، لكن المشكلة التي واجهت ابو مازن ان المجلس التشريعي لم يمنح حكومة فياض الثقة وينص القانون على امتناع الحكومة عن ممارسة أي صلاحيات إلى حين أخذها الثقة من المجلس التشريعي، ولذلك فهي لا تحظى بشرعية دستورية وتبقى الشرعية الدستورية قائمة للحكومة المقالة حتى تحل محلها اخرى وتصرف الاعمال في الساحة الفلسطينية بما فيها الضفة وغزة، والذي حدث ان السلطة لم تلتزم بالقانون الاساسي وقامت بإعلان حالة الطوارئ وتعليق النظام الاساسي وتعديل المواد الدستورية وتعديل قانون الانتخاب وكلها مخالفات دستورية صريحة ولا تحتاج الى تفسير خبراء دستوريين، والخطأ الذي وقع فيه ابو مازن في هذه الحكومة هو اختيار رئيس لها لايحظى بشعبية على الساحة الفلسطينية على الاطلاق ولا يحظى بشعبية الفصائل كما لايحظى بشعبية حركة فتح ولا يتمتع بدعم أي قوة شعبية على الساحة الفلسطينية، فقط يستمد قوته من التأييد الاوروبي والامريكي والاسرائيلي له كرئيس وهو يقر بذلك وهو مضطر الى ان يطبق كثيرا من التوجهات الاسرائيلية والامريكية داخل الضفة الغربية مثل تطبيق خارطة الطريق من الناحية الامنية بقمع المقاومة والاعتقالات التعسفية واغلاق المؤسسات التي يعتقد انها تدعم او تؤيد فصائل المقاومة والاعتداء على حرمات الناس وخلق جو من الارهاب على وسائل الاعلام الفلسطيني والعربي داخل الضفة وتذكرون ان مؤتمرا صحفيا واحدا فقط لم يسمح به فياض لمعارضة مؤتمر انابوليس في الضفة الغربية فيما تطالب حكومته بأن تسمح حماس بمهرجانات ضخمة في غزة لحركة فتح ضد الوضع القائم في غزة وهي مفارقة كبيرة والسبب ان الحكومة القائمة في رام الله لاتملك اجندة سياسية حقيقية الا تطبيق خارطة الطريق وفق ماتراه امريكا اسرائيل.

*
أزمة المعابر هل كانت بداية لفصل جديد تريد من خلاله حماس الحسم أيضا للحدود كما حسمت الفلتان الامني؟

-
ماحدث في معبر رفح كان سيحدث في يوم ما لانه المنفذ الوحيد لقطاع غزة مع العالم، وليس هناك منفذ آخر واغلاقه يعني ان تصبح غزة سجنا حقيقيا وحتى في ظل عدم اغلاق المعابر الاخرى لم تكن آمنة ولا فلسطينية ولا حرة ما جعل رفح المعبر الوحيد بالفعل واغلاقه ضغط على السكان حتى اثمر ما رأينا من اندفاع الكتل البشرية الفلسطينية مدنيا بدون سلاح الى الاراضي المصرية لشراء الغذاء والدواء، والتعامل الذي حدث مع هذا المد الجماهيري من اخوانهم المصريين واقاربهم وارحامهم في رفح المصرية المتصاهرة مع رفح الفلسطينية ومن هنا لم يقع حادث واحد رغم ان الجمهور الذي اجتاز الحدود يبلغ تعداده ما يفوق 700 الف مواطن في يومين ولو حدث هذا على أي حدود في العالم ما الذي كنا سنشهده غير المواجهات والسلب والنهب والسبب الرئيسي ان الجانب الفلسطيني الشعبي والامني كان معنيا بالقيام بضبط كامل لهذه العملية لان الهدف هو كسر الحصار وليس كسر اجراءات الامن المصرية على الحدود لان هذه الحدود مشتركة ومن الطبيعي ان تكون هناك اجراءات امنية قبل بها الناس عندما كان المعبر مفتوحا فلما اغلق ضجروا والسبب الثاني ان الامن المصري ولاسباب متعددة لزم الحياد والمراقبة ولم يمارس أي قمع لمنع الفلسطينيين من الدخول لشراء حاجياتهم، وكان هناك تنسيق بين الامن المصري والفلسطيني التابع للحكومة المقالة في قطاع غزة ومن هنا فان ماحدث لايخل بالسيادة ولا يخل بالامن وتم استيعابه في المرحلة الاولى واعتقد ان على مصر ان تستمر في استيعاب هذه الحالة.

*
هل من علاقة بين فشل الوساطة المصرية بين عباس ومشعل واحكام غلق معبر رفح مؤخرا حتى ان ابو الغيط يهدد بكسر قدم من يجتاز الحدود؟

-
اذا استمر تصاعد اللهجة التي يتحدث بها بعض السياسيين داخل مصر والمتعلقة بالاتهامات بخرق السيادة وتهديد الامن القومي المصري وردت عليها تصريحات اخرى من داخل القطاع لا شك انه سينشأ توتر غير محمود العواقب بين الجانبين، والتصعيد ليس له مبرر لان الذي يخرق السيادة هو الذي يحمل السلاح ويقوم بأعمال شغب ولا يعود من حيث أتى وكان بامكان الـ700 الف ان يعتصموا داخل رفح المصرية ولكنهم عادوا بسلام واصبح الامر اخويا ومن هذه الزاوية أطرح على مصر ان تستمر في بعدها العربي والانساني والسياسي الواقعي لان غزة محاصرة وعلى العرب ان يتحملوا مع الفلسطينيين جزءا من تبعات الاحتلال فتتحمل مصر غزة وتتحمل الاردن الضفة الغربية ولا بديل لذلك.

*
لكن السلطة تطرح الحل باعادة فتح المعبر وفق الاتفاق السابق وبمشاركة اسرائيل والاتحاد الاوروبي بدون حماس؟

-
المعبر الفلسطيني ليس معبرا لفتح ولا لحماس فهو معبر للسلطة الفلسطينية ومن حق الحكومة السابقة التي عينها الرئيس ابو مازن ذاته ان تتدخل في ادارته وليس صحيحا ان هناك ادارة اخرى للمعبر اسمها حماس ولن تدير حماس المعابر ولا يقبل احد ان تكون حماس بديلا للسلطة في ادارة المعابر والمطلوب ان تدير حكومة غزة هذه المعابر باعتبار المعبر في غزة فهل من المعقول ان يذهب ابو مازن ويسلم معبر الضفة الغربية الى الحكومة في غزة؟ او تأتي قوات من غزة على المعبر؟ وهذه الفلسفة غابت عن الطرح الفلسطيني.

*
وما الحل القابل للتنفيذ لفتح المعبر إذن؟

-
الحل يكمن في ثلاث رؤى، فهناك رؤية لحركة حماس ولكن قبولها يصطدم باشكالات قانونية وباشكالات مع ابو مازن ايضا وهذا سبب فشل لقاء الرئيس مبارك مع ابو مازن في القاهرة مؤخرا حيث رفض ان يتعاطى مع مثل هذه المقترحات والرؤية الثانية للسلطة وهي ان تعود الامور كما كانت، ولكن هذا الوضع هو الذي فجر الخلاف سابقا بين الجانبين وكانت تجربة ادارة المعابر سلبية جدا والتجربة العملية اثبتت ان اكثر من ثلث ايام السنة يقفل المعبر بالكامل واكثر ايام الشهر يغلق من خمس الى ستة ايام كاملة من الصباح الى المساء وكان عندما يفتح يكون ذلك من 3 الى 4 ساعات في اليوم ويتم الاعلان عبر الاذاعة انه سيفتح المعبر من كذا الى كذا وهذا ليس اسلوب حياة فضلا عن هرب الاوروبيين كلما سمعوا بيانا كاذبا من اسرائيل عن وجود قنبلة، ثم هناك رشاوى كانت تدفع على المعبر وقضية الـ200 دينار معروفة حيث كان يطلب من المواطن الفلسطيني ما يوازي 200 دينار لتسهيل مهمة مروره هو وحقائبه وبالتالي كان هناك فساد حقيقي على المعبر.

والامر الاخر ان اسرائيل كانت تتدخل تدخلا مباشرا عبر الاوروبيين الذين كانوا اداة في بيد اسرائيل التي كانت تراقب عبر الكاميرات وتقرر والاوروبيون يستجيبون لقراراتها بوقف أي مسافر واعادة أي مسافر، وقد اوقف رئيس الحكومة نفسه في عهد محمود عباس اكثر من 6 ساعات على معبر رفح فماذا يعني ذلك الا ان اسرائيل هي التي كانت تدير المعبر؟ ولكن هذا هو الحل الجيد من وجهة نظر الرئيس ابو مازن.

*
ما القرار المتوقع عربيا من قمة دمشق لحل ازمة المعبر وفك الحصار عن قطاع غزة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني؟

-
من حيث الحصار فان العدوان الاسرائيلي مستمر والانقسام الفلسطيني كذلك ولا اتوقع انفراجا واسعا قبل القمة ولكن اتوقع حلا قصير المدى لازمة المعبر حيث تسعى مصر لانهاء الازمة حتى لاتتحمل مسؤولية الحصار، او فتحه من جانبها مما يعرضها لاتهامات اسرائيلية واتوقع ان تنتهي مشكلة معبر رفح قبل انعقاد القمة العربية.

*
وهل تلمح أفقا يرى ان القمة ستنجح في التعاطي مع الازمة اللبنانية؟

-
القمة لن تقدم حلا وهناك خلاف عربي يتبع الخلاف الدولي في الحل، وموضوع الرئاسة محزن ولا معنى لوجود خلاف على انتخابه ولكن هناك خلفيات سياسية تقف وراء هذا الخلاف ومظهرها الخلاف على انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة ولست بصدد الحديث عمن هو محق وغير محق لكن الشعب اللبناني سئم هذا التوتر الذي تكاد تنهار معه الحياة العامة في لبنان وادى الى كم هائل من الجفاء بين القوى اللبنانية فاصبح التقاء مسؤولين لبنانيين خبرا مهما في الاعلام، وهناك دستور يجب الاحتكام اليه لكن الاطراف لاتدفع باتجاه الحل ولكنها تدفع باتجاه ان يستجيب طرف ما لضغوط طرف آخر وهنا تتدخل الاصابع الخارجية، واخطرها الامريكية والاسرائيلية فاسرائيل تعبث بأمن لبنان حاليا ويعتقد ان معظم التفجيرات وراءها اصابع اسرائيلية والادارة الامريكية تريد من لبنان تركيبة تتناسب واهدافها وامن اسرائيل. وفي رأيي انه ليس هناك ثلث معطل وانما معطل رئيسي هو امريكا واطراف اخرى اقليمية.

*
هل أثرت زيارة بوش الاخيرة في سنته الاخيرة الى المنطقة في تأجيج ازمات لبنان وفلسطين أم في طرح حلول؟

-
هذه سنة انتخابية والرؤى التي يطرحها بوش غير قابلة للتنفيذ على ارض الواقع لانها ليست عادلة ولا منصفة ولا تنطلق من مبادئ الانسانية فهو لا يتحدث عن دولة ذات سيادة وانما استخدم مصطلحات غير قانونية تقول بقيام دولة قابلة للحياة available state وهو مدلول قانوني لامعنى له والخطابات التي القاها بوش في المنطقة كانت تفتقر الى البعد الاخلاقي في التعامل مع الواقع العربي، وكان هناك استخفاف بالجانب الفلسطيني عندما يدعو الرعب الى الاقتداء بالديمقراطية في اسرائيل وان يكونوا مثلها في الحرية رغم انه كان في المنطقة وكانت المجازر الاسرائيلية في غزة مايعني ان بوش في سنته الاخيرة وفي زيارته الاخيرة اختار ان يوجه اساءات بالغة للانظمة العربية وان يستخف بالفلسطينيين وبالعرب على حد سواء ولم يستطع ابو مازن ولا القادة الذين استقبلوا بوش ان يتعاملوا بالحقائق في هذه المسألة واكتفوا ببروتوكولات المجاملات ولاحظنا الاحتفالات غير المناسبة بالرئيس بوش في ظل المجازر والمأساة الانسانية القائمة في قطاع غزة.وكان هم بوش الاول تحصيل العقود المالية والتحالف ضد ايران وارضاء اسرائيل، وتقديم الدعم الكامل لليهود في فلسطين مع كيل ماتيسر له من الثناء والمديح لديمقراطية اسرائيل والوعود الواهمة للفلسطينيين، ولم يستطع ان يخرج من دائرة الفشل التي صنعها حول نفسه في مؤتمر انا بوليس، والذي لم ينجح في حل قضية في ثماني سنوات هل سيحلها في سنة واحدة؟!!

*
في سنة الانتخابات الامريكية هل ترى في تصويت اليهود لهيلاري كلينتون ضد اوباما انذارا للديمقراطيين لانتخابها ضمانا لتأييدها لاسرائيل الذي قد يفتر ان وصل اوباما للحكم فإما كلينتون وإما بقاء الجمهوريين؟

-
هذا امر حيوي ومهم اذ ان هناك قراءة عربية خاطئة للانتخابات الامريكية، فاليهود في الحزبين الديمقراطي والجمهوري بشكل متساو تقريبا والصوت اليهودي ليس حاسما في الانتخابات الامريكية ولكن الحاسم هو اللوبي الصهيوني في واشنطن ونفوذه في الاعلام وبين رجال الاعمال والصناعات العسكرية هذا هو العامل الحاسم والرأي العام الامريكي يتجه الى القضايا الداخلية اكثر من اهتمامه بالسياسة الخارجية، والاهتمام بالعراق لان لهم جيشا هناك، فاصبح الشأن العراقي شأنا داخليا في ظل القتلى الامريكيين في العراق، فالدعم اليهودي هو للحزبين ولا اعتقد ان الديمقراطيين كانوا في يوم من الايام طرفا معاديا لاسرائيل ولمصالحها ولا الجمهوريين كذلك والاشكال ان العالم العربي ليس حاضرا في هذه الانتخابات الا بصفته صانعا للارهاب وموطنا للارهاب الذي تراه يهدد المصالح الامريكية في العالم.

*
يلاحظ ان مركز دراسات الشرق الأوسط ومراكز أخرى عديدة تركز اهتمامها على القضية الفلسطينية وعلى أهميتها كقضية محورية أين بقية القضايا العربية؟

-
المركز عربي يهتم بالقضايا العربية بشكل رئيسي والقضية الفلسطينية تحظى باهتمامه بحوالي 40% من الاهتمام بالابحاث والدراسات والندوات وهي كذلك عند معظم المراكز والحكومات العربية ولكن المركز يتعامل مع قضايا المنطقة الاخرى مثل امن الخليج والعراق واسرائيل وعلاقاتها العربية والدولية والديمقراطية في العالم العربي وعندنا اهتمام بالاشكالات الاقتصادية العربية ونتناولها بشكل مكثف ونتحدث عن العلاقات العسكرية العربية في المنطقة ولدينا ندوة مغلقة عن الامن القومي العربي في البحر الاحمر صدرت في كتاب وهو موضوع لم تتطرق اليه المراكز البحثية العربية والجانب الفكري العام هو الذي لايظهر بقوة في مركزنا وهذا مانسعى للاهتمام به.

*
بمناسبة احتلال القضية الفسطينية نسبة الـ40% من اهتمام المراكز البحثية العربية قال البرتو فرنانديز الدبلوماسي الأمريكي أن الأنظمة العربية لا تريد حل القضية الفلسطينية ويستخدمونها لحماية بقائهم في السلطة؟ّ!!

-
وهل امريكا تريد حل القضية الفلسطينية؟! انها تتاجر بالخلاف العربي وتستثمره، فأمريكا مصنع الخلاف في المسرح اللبناني وتسعى لتعميق الخلافات حتى تفرض حلولها هي فألبرتو فرنانديز ليس من المؤهلين للحديث عن الشأن الداخل العربي وان تكلم العربية.

*
ما جديد المركز؟

-
نحن بصدد تطوير عملنا في الشؤون الاسرائيلية، بعد ان مثلت اسرائيل صندوقا غامضا طويل المدى في المنطقة وظل تعرفنا عليه محدودا عبر الترجمات للصحافة العبرية وآن الاوان لقيام مركز دراسات اسرائيلية حقيقي ليعنى بالابحاث والدراسات المعمقة في الشأن الاسرائيلي من حيث اسرائيل كمجتمع وكدولة وكجيش وكتركيب إثني معقد وكتفكير اقتصادي وفي بعدها الاستراتيجي على المستوى الدولي وعلى صعيد العلاقات الدولية وسواء كنا في حالة سلام ام في حالة حرب معها لابد ان نفهم هذا الطرف الذي يهدد مصالحنا القومية العربية ويمتص حقوق الشعب خصوصا وان هناك تحولا عربيا وترحيبا باسرائيل سواء باقامة علاقات دبلوماسية او بفتح مكاتب تجارية معها دون دراسة معمقة للنتائج السياسية والاجتماعية والاقتصادية او الاستراتيجية لانفتاحنا وتطبيعنا للعلاقات مع اسرائيل ولم يكن تبرير الدول العربية باستخدام العلاقة مع اسرائيل لخدمة القضية الفلسطينية الا تبريرا لسياستها هي لكن واقعيا لم تتأثر القضية الفلسطينية ايجابا، ونحن سنطور وحدة الدراسات الاسرائيلية التي تعمل بالمركز منذ خمس سنوات الى مركز مستقل للدراسات الاسرائيلية وبموازنة مستقلة، ولدينا مشروع آخر لتطوير موقع المركز بشكل يخدم الصحفيين والباحثين عمليا وبشكل مباشر في مكاتبهم على مستوى العالم العربي.

*
هل لديكم تواصل مع منظمات المجتمع المدني او الجامعات في قطر؟

-
نحن نرحب بالتعاون مع أي مؤسسة عربية ونتبادل الخبرات والبرامج مع جميع المؤسسات البحثية العربية والاوروبية ولدينا اكثر من 500 باحث عملوا معنا خلال 16 عاما، والمجتمع المدني في قطر مجتمع ناهض يستحق الالتفات اليه في ظل الدعوة الى الانفتاح الاجتماعي وبدء التحولات الديمقراطية في قطر وكانت لنا علاقة مع جامعة قطر وبعض المؤسسات بها لكن على صعيد المجتمع المدني المباشر ليست لنا علاقات حتى الان، وهي دعوة لمؤسسات المجتمع المدني ان تستفيد من الجانب الفكري والسياسي والاجتماعي العام حتى تتمكن من العمل في جو طبيعي يحقق اهدافها لا ان تبقى اسيرة لنهج معين وكل مؤسسات المجتمع المدني الدولية تتعاطى الجانب الفكري والسياسي بالاضافة الى الجانب الانساني.

  رابط الموقع :  

http://www.alsharq.com/PrintPage.aspxxf=2008,
February,article_20080209_259&id=local&sid=localnews


جـواد الحـمد
8/2/2008   

أعلى الصفحة  عودة لرؤيتنا للمتغيرات

 

جائزة البحث العلمي

المؤسسة الأردنيـة

للبحوث والمعلومات

 

مجلـة دراســات

شـرق أوسطيــة

 

الندوات والمؤتمرات

حلقــات نقاشيـة

الحفل السنوي للمركز

من إصداراتنا

 

العلاقات التركية- الإسرائيلية وتأثيرها على المنطقة العربية

 


حق عودة اللاجئين الفلسطينيين بين النظرية والتطبيق

إسرائيل ومستقبلها حتى عام2015م
تداعيات حصار غزة وفتح معبر رفح

اتجاهات التحول في توازن القوى السياسية والاجتماعية في الديمقراطية الأردنية


نحو توافق فلسطيني لتحريم الاقتتال الداخلي

 

 

 

 

 

 

 

Designed by Computer & Internet Department in MESC.Latest update   July 08, 2010 12:14:11