رؤيتنا للمتغيرات

نشـاطـاتنا

إصـداراتنـا

وثـائـــق

دراســـات

خدمات مجانية

الدورات التدريبية

الشؤون الإسرائيلية

أحدث إصدارات 2010

التسـويـة السيـاسيـة

 التحديات والآفاق

الوطــــن البديـــل آفاق التطبيق وسبل المواجهة

القرن الإفريقي وشرق إفريقيا

الواقع والمستقبل

رسالة أوباما التصالحية والمطلوب عربيا

الفاتيكان والعرب، تحديات وآفاق في ضوء زيارة البابا للمنطقة

التداعيات القانونية والسياسية لانتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني

السياسات العربية في التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي حتى عام 2015م

الأزمة المالية الدولية وانعكاساتها

 

انهيار الموقف العربي من لقاء أنابوليس للشرق الأوسط

العوامل والتداعيات

انهار الموقف العربي في أروقة الجامعة العربية لصالح المشاركة في مؤتمر أنابوليس دون تحقق أي من شروط العرب ومطالبهم يوم الجمعة 23/11/2007م، ووافق العرب على رسالة الدعوة التي وجهها لهم الرئيس جورج بوش، والتي خلت من أي التزامات لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني إلا تكرار مبادرته بشأن الدولتين، وخريطة الطريق، والمبادرة العربية، والقرارات الدولية ذات الصلة. وهي وثائق غير متسقة، بل تكاد تتناقض إلى درجة أن بعضها يلغي الآخر، وعلى الأخص ما يتعلق بخريطة الطريق التي قبلها الفلسطينيون والإسرائيليون عام 2003م، ولم تطبق حتى اليوم، والتي تجعل تنفيذ الفلسطينيين لمطالب إسرائيل بشان تفكيك منظمات المقاومة مقياسا أساسيا للتقدم نحو تقديم إسرائيل بعض التنازلات، ويرجئ إعلان الدولة بحدود مؤقتة إلى مراحلها الأخيرة.

تشير مختلف المعلومات إلى تداعي الموقف الفلسطيني، إذ لم تفلح اللقاءات الحميمية التي أجراها الرئيس محمود عباس مع رئيس وزراء إسرائيل في جسر الهوة بينهما، وإن نجحت كما يقولون ببناء صداقة شخصية، وهو ما دفع الفلسطينيين إلى بحث عن مسوِّغات المشاركة في ضوء سقوط شروطهم المتعلقة بالجدول الزمني كلها، وبحث قضايا الحل النهائي جميعا، مما جعل المؤتمر فارغا وغير ذي جدوى. ومع ذلك سيشارك الفلسطينيون إلى جانب جوقة من المسؤولين العرب لمقابلة إسرائيل برعاية واشنطن للقفز فوق القضية الجوهرية في الصراع، ولتحقيق التطبيع الذي يقلل بعضهم من خطورته دون مسوِّغات، وبذلك يذهب العرب والفلسطينيون إلى اللقاء للاستماع إلى خطابات وتعهدات، سبق أن سمعوها، وإلى مبادئ عامة غير فاعلة، ولا تحقق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

يلاحظ المراقبون والمحللون أن تساقط المواقف العربية بمحاورها المختلفة إلى هذه الدرجة سوف يغري الجانب الإسرائيلي تقديم إملاءات بدل تنازلات في هذا اللقاء، وإرجاء كل المسائل المهمة لمفاوضات ثنائية فلسطينية إسرائيلية لم تفلح طوال ثلاثة عشر عاما في حلها. في حين سيعود أولمرت وفريقه بصور تذكارية واتفاقات اقتصادية ومجاملات غير مسبوقة مع قيادت عربية عديدة على حساب القضية الفلسطينية ليقدمها للإسرائيليين لتقوية موقفه السياسي بإنجاز لم يسبقه إليه أحد، وبلا ثمن سوى الابتسامات.

 

  • لماذا انهار الموقف العربي إذن؟

يمكن رصد عدد من العوامل التي أدت إلى انهيار الموقف العربي، من أهمها:

1-    تزايد الضغط الأمريكي على مواقف الدول الأساسية التي كانت تبدي تحفظا على التطبيع المسبق مع إسرائيل عبر هذا المؤتمر، وخصوصا السعودية والسودان.

2-    استخدام الطرف الفلسطيني طرفا ضاغطا على الموقف العربي، مما سبب إحراجا لهذه الأطراف على نظرية "ألا تكون مَلَكيا أكثر من الملك".

3-    تقديم إغراءات لبعض الأطراف تتعلق بمصالحها في المفاوضات.

4-    ضعف المعارضة الفلسطينية الشعبية والسياسية لهذا المؤتمر، واكتفائها بتسجيل مواقف، وعجزها عن الضغط على الموقف العربي، بل يبدو مقابل ذلك أن بعض الأطراف العربية قامت بضغوط عليها لتحجيم تحركها المضاد للمؤتمر.

5-    لجوء بعض الأطراف العربية إلى تحذير أطراف أخرى من عدم الحضور؛ بسبب غضب الجانب الأمريكي، وأنها ستشكل صورة سلبية لنفسها عند الإدارة قد لا تكون في صالحها.

6-    موافقة عدد من الدول الإسلامية على المشاركة، بل وحماستها لها، كتركيا وإندونيسيا.

7-    تزايد التسويغ للحضور على حساب نظرية عدم التطبيع بلا ثمن، ليخرج مفهوم جديد مفاده: إن المشاركة في المؤتمر ليست تطبيعا مجانيا مع إسرائيل.

8-    انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب المكلفين بمتابعة تفعيل المبادرة العربية، ووجود أغلبية كبيرة مؤيدة حضور المؤتمر في هذا الاجتماع، مما شكل غطاء عربيا لمواقف السعودية وغيرها للمشاركة حسبما أعلن وزير الخارجية السعودي، وإعفائها من الدفاع عن موقفها التي أكدت أنه كان متردِّدا إلى ما قبل الإجماع العربي على المشاركة، لتحمل الآخرين مسؤولية دفعها لهذه المشاركة.

يظهر بذلك أنه ورغم عدم تحقق أي من الشروط العربية اللازمة للمشاركة في المؤتمر حسب أصحابها فقد انهار الموقف العربي لصالح مشاركة غامضة الأهداف، وبمسوِّغات يمكن استخدامها من هذه الدول للدفاع عن موقفها، بغض النظر عن نتائج المؤتمر.

 

  • لماذا انهار الموقف الفلسطيني؟

أما فيما يتعلق بالجانب الفلسطيني، فقد سلك الفريق الفلسطيني المعني بالمفاوضات بقيادة الرئيس محمود عباس ذات السياسات السابقة التي اتُّبِعت، والتي كانت قمة ثمارها اتفاقات أوسلو المشؤومة، إذ يعلن الشروط ويستخدمها لحشد التاييد الشعبي لموقفه، ثم يتنازل عنها بحجة تعنت الطرف الآخر أو لغياب الدعم العربي، ويسوِّغ ذلك بأنه حاول جهده، ثم يقبل بما يقدمه الجانب الإسرائيلي، ويقبل أي لقاءات لاحقة بحجة عدم الغياب الذي يضر بالقضية، ثم يتحقق الضرر بالقضية بحضور مثل هذا الفريق أي مؤتمر أو تفاوض؛ لأنه لا يملك أي أوراق تفاوضية حقيقية من جهة، ولأنه ليس جادا في التمسك بالحقوق والثوابت من جهة أخرى كما ثبت عبر مفاوضات أوسلو سيئة السمعة.

يمكن الإشارة إلى عدد من الأسباب التي وقفت وراء انهيار الموقف الفلسطيني ليقبل بالمشاركة دون شروطه، وبلا وثيقة أساسية يمكن إطلاقها إطارا للمفاوضات النهائية:

1-    سرعة تقديمه تنازلات مجانية قبل المفاوضات التمهيدية مع الجانب الإسرائيلي، وخصوصا ما يتعلق بتبادل الأراضي وحق العودة.

2-    اختياره الجانب الأمريكي صديقا وناصحا وراعيا للمفاوضات، وهو الذي يمثل مصالح إسرائيل ووجهات نظرها، ما يجعله ورقة ضغط متواصلة على الجانب الفلسطيني.

3-    عدم احتماء المفاوض الفلسطيني بالحد الأدنى بالموقف العربي، وبل وقيامه بتنفيس الموقف وتشجيع العرب على تليين مواقفهم وشروطهم إزاء المؤتمر.

4-    إصراره على مسار التفاوض العبثي- وبأي ثمن- أمام التقدم الذي يحققه تيار المقاومة ورفض التسوية، سواء من التيار الإسلامي أو الوطني.

5-    تبني نظرية السباق مع أي طرف فلسطيني أو عربي آخر في التفاهم مع الإسرائيليين، والتباري بذلك إلى درجة الهوس، وعلى نظرية سباق المسارات السابقة بمفاوضات مدريد، والسباق مع حماس على التفاوض مع الإسرائيليين- بعد الشائعات التي بثتها إسرائيل عن وجود بعض الاتصالات مع قادة حماس- والتي أقَضَّت مضجع قيادة السلطة في رام الله. وهي ذات التجربة التي استخدمها الإسرائيليون مع ياسر عرفات بنظرية البديل قبيل مؤتمر مدريد.

 

  • التداعيات الأولية لانهيار الموقف العربي والفلسطيني

يمكن رصد عدد من التداعيات الأساسية- على القضية الفلسطينية وعلى الصراع العربي الإسرائيلي- لهذه الانهيارات المحرجة للدبلوماسية العربية، ولحكوماتها أمام شعوبها، بما في ذلك الجانب الفلسطيني:

1-    تزايد قناعة الجماهير العربية والفلسطينية بالعجز الذي تبديه هذه الحكومات وسياساتها عن تحقيق الحماية للحقوق العربية، أو الاستقلال في القرار، أو وضوح الرؤية السياسية.

2-    تزايد القناعة بأن طريق المقاومة هو السبيل الأكثر نجاعة مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل فشل التوسل والتنازل العربي والفلسطيني المتواصل.

3-    تزايد تعنت الموقف الإسرائيلي في أي مفاوضات ثنائية مع الفلسطينيين أو السوريين، فقد ظهر ضعف الموقف العربي وفقدانه أوراق الضغط اللازم لتقديم تنازلات إسرائيلية.

4-    تقديم مسوِّغات واقعية وعملية للجانب الإسرائيلي ليمارس مزيدا من العدوان على الشعب الفلسطيني بحجة تصفية المقاومة ووقف عملياتها، ولأنها تبتعد كثيرا عن التوجه العربي العام.

5-    تزايد جهود إسرائيل في تثبيت برامج التطبيع، وإحراج العرب بها بعيدا عن التقدم على المسار الفلسطيني، وبعيدا عن المبادرة العربية أيضا بالانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967م.

6-    تزايد قناعة أصدقاء الموقف العربي والفلسطيني في المجتمع الدولي بعدم جدية الضغوط العربية، وبأن العرب طرف لا يمكن الاعتماد عليه، أو الرهان عليه، في صراع السياسة الدولية في المنطقة، سواء من الدول الإقليمية الكبرى كتركيا، أو الدول العظمى في النظام الدولي كروسيا والصين.

7-    إعطاء الولايات المتحدة دفعة سياسية مريحة لالتقاط أنفاسها لصالح تجاوز أزمات الفشل التي تحيط بها في أفغانستان والعراق ولبنان.

8-    تعميق الشرخ الفلسطيني الداخلي عبر تبني مشاريع تسوية عرجاء يلوكها طرف فلسطيني لا يملك أورق الضغط ويستفرد به الجانب الإسرائيلي على حساب طرف يستطيع أن يمارس ضغطا كبيرا على الاحتلال ليدفعه للرحيل، مع أنه يفتقد إلى غطاء عربي سياسي لمشروعه. وهو ما ينذر بعواقب وخيمة على حياة الشعب الفلسطيني ومستقبله، قد تهدد الأمن القومي العربي بمفهومه العميق.

 

من المبكر- عموما- الحكم القطعي على مخرجات المؤتمر، ولكن عنوانه يشير إلى فشل مريع يحيط به على صعيد التمنيات والأماني العربية والفلسطينية، فيما يفتح الإسرائيليون كذلك عيونهم على مرحلة تطبيع جديدة بلا ثمن مع دول عربية جديدة. فتخدم مثل هذه التوقعات الطريقة التي انهار بها الموقف العربي والفلسطيني من المناورة والمشارطة إلى القبول بلا شروط، وإلى التطبيع بلا ثمن. ويبقى صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته ووعي الأمة وتمسكها بحقوقها هو منارة المستقبل مهما كانت نتائج هذا المؤتمر.

أعلى الصفحة  عودة للدراسات

 

جائزة البحث العلمي

المؤسسة الأردنيـة

للبحوث والمعلومات

 

مجلـة دراســات

شـرق أوسطيــة

 

الندوات والمؤتمرات

حلقــات نقاشيـة

الحفل السنوي للمركز

من إصداراتنا

 

العلاقات التركية- الإسرائيلية وتأثيرها على المنطقة العربية

 


حق عودة اللاجئين الفلسطينيين بين النظرية والتطبيق

إسرائيل ومستقبلها حتى عام2015م
تداعيات حصار غزة وفتح معبر رفح

اتجاهات التحول في توازن القوى السياسية والاجتماعية في الديمقراطية الأردنية


نحو توافق فلسطيني لتحريم الاقتتال الداخلي

 

 

 

 

 

 

 

Designed by Computer & Internet Department in MESC.Latest update   July 08, 2010 12:14:15