رؤيتنا للمتغيرات

نشـاطـاتنا

إصـداراتنـا

وثـائـــق

دراســـات

خدمات مجانية

الدورات التدريبية

الشؤون الإسرائيلية

أحدث إصدارات 2010

التسـويـة السيـاسيـة

 التحديات والآفاق

الوطــــن البديـــل آفاق التطبيق وسبل المواجهة

القرن الإفريقي وشرق إفريقيا

الواقع والمستقبل

رسالة أوباما التصالحية والمطلوب عربيا

الفاتيكان والعرب، تحديات وآفاق في ضوء زيارة البابا للمنطقة

التداعيات القانونية والسياسية لانتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني

السياسات العربية في التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي حتى عام 2015م

الأزمة المالية الدولية وانعكاساتها

 

برنامج حلقات النقاش الساخنة 

"رسالة اوباما التصالحية والمطلوب عربيا"

2009/6/16

المحاور تقرير وقائع الحلقة المشاركون صور

محاور الحلقة

المحور الأول:

 رسالة المصالحة في خطاب أوباما، مقوِّماتها ونتائجها، وكيف نتعامل معها عربيا.

المحور الثاني:

 معوِّقات الرسالة التصالحية في خطاب أوباما، وكيف نتعامل معها عربيا.

المحور الثالث:

 توقعات العالم العربي من الإدارة الأمريكية الجديدة، وملامح الاستراتيجية العربية لتحقيق ذلك.

أعلى الصفحة  عودة للصفحة


التقرير العلمي لحلقة البحث

"رسالة اوباما التصالحية والمطلوب عربيا"

الباحثون يؤكدون: أوباما ينتظر من العرب والمسلمين ضغوطا حقيقية
ليحترم تعهداته ويحولها إلى عمل

أجمع المشاركون في حلقة نقاش عقدها مركز دراسات الشرق الأوسط في مقره في عمان يوم الثلاثاء 16/6/2009م بعنوان "رسالة أوباما التصالحية والمطلوب عربيا"، أجمعوا على أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما- بعد خطابه الأخير الذي وجهه للعرب والمسلمين من جامعة القاهرة في 04/06/2009م- ينتظر مبادرات عربية وإسلامية تضغط عليه إلاعادة بناء علاقة قوية بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة والعالم العربي والإسلامي من جهة أخرى، العلاقة التي يمكن  ان تحقق بعض مصالح العرب المسلمين،  وتساعد في حل المشاكل التي يعانون منها على كافة الصعد، وعلى رأسها الاحتلال الاسرائيلي.

وأجمعوا على أن على الأنظمة والقوى العربية المؤثرة أن تقدِّم رؤية عربية موحَّدة لاستثمار الجو التصالحي الذي أبداه الرئيس أوباما في خطابه المشار إليه، وأنه لا يمكن لنا- نحن العرب والمسلمين- أن ننتظر من الإدارة الأمريكية الجديدة مساعدة أو حلولا أو استجابة لمطالبنا دون أن نقوم نحن بتنظيم أنفسنا والتوافق على رؤية واحدة.

وقد تناولت الحلقة ثلاثة محاور رئيسة، هي: "رسالة أوباما المصالحة في خطاب أوباما، مقوِّماتها ونتائجها، وكيف نتعامل معها عربيا"، و "معوِّقات الرسالة التصالحية في خطاب أوباما، وكيف نتعامل معها عربيا" و "توقعات العالم العربي من الإدارة الأمريكية الجديدة، وملامح الاستراتيجية العربية لتحقيق ذلك"، ثم اختتمت الحلقة بنقاش عام حول تقييم الموقف العربي والرؤية العربية القادرة على استثمار التحوُّل في الخطاب الأمريكي.

وأكّد الأستاذ جواد الحمد/ مدير عام مركز دراسات الشرق الأوسط- مدير الحلقة في البداية أن هذه الحلقة تأتي مباشرة بعد خطاب باراك أوباما في القاهرة في 4/6/2009، وفي ظل أجواء سياسية واقتصادية تشكل تحديا كبيرا للعالم العربي والاسلامي كما للولايات المتحدة، وتأتي قبيل اجتماع الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب اليوم الأربعاء 17/06/2009م.

ووصف الحمد رسالة أوباما بأنها محاولة لتجاوز السياسات الأمريكية السابقة التي شوّهت صورة أمريكا وسمعتها وأحرجتها أخلاقيا وسياسيا وعسكريا، وأنه وعلى الرغم من توجهات أوباما الإيجابية نظريا إلا أنها ما زالت غامضة على أرض الواقع، سواء كان ذلك على صعيد الصراع العربي- الإسرائيلي، أو على صعيد الاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق، أو على صعيد القوانين والأنظمة والتشريعات الأمريكية في داخلها والتي تتعلق بمكافحة ما يسمّى "الإرهاب"، والضغط المتواصل على الجالية العربية والإسلامية في أمريكا.

وأثار الحمد التساؤلات حول الدور الذي يمكن للعرب أن يلعبوه بقوة لتعظيم فرص تحسين السياسات الأمريكية تجاه قضاياهم ؟ وما هي قدرتهم- أي العرب- على استثمار الخطاب لتحقيق مصالحهم؟ ثم ما هي الأدوات المطلوب التصرف بها أو خلقها في ظل الخطاب المتطرف لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه العرب والصراع العربي- الإسرائيلي يوم 14/6/2009م والذي حاول أن يؤطر أطروحات أوباما من الصراع وأن ينسف بعضها؟

وقدّم الأستاذ الدكتور عدنان الهياجنة/ أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية الآداب في الجامعة الهاشمية، ورقة في المحور الأول قال فيها إن الولايات المتحدة الأمريكية تمر بمرحلة مهمة في تاريخها، سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وهي تحاول استثمار هذه الجوانب لتحقيق أكبر المكاسب، منطلقة من مقولة أن العالم لا يستطيع أن يعيش دون أمريكا وأن أمريكا في المقابل لا تستطيع أن تحل مشاكلها دون العالم.

وتناول الهياجنة فحوى الخطاب بالتحليل مركِّزا على الطبيعة الفكرية التي اعتمد عليها أوباما في خطابه؛ فهو عندما يخاطب الشعوب يخاطبهم بالمثالية، وعندما يتحدث مع الإدارات والأنظمة والقيادات يستخدم الأسلوب الواقعي، ومن هنا يرى الهياجنة أن خطاب أوباما لا يختلف في مضمونه عن مضامين من سبقوه من رؤساء أمريكا، وعلى رأسهم جورج بوش.

وأشار الهياجنة إلى أن أوباما لم يشر في خطابه الى الشرعية الدولية إزاء القضايا الكبرى، والذي ربما يعني أن الإدارة الأمريكية الجديدة ربما ستعتمد على الرؤية الأمريكية فقط في التعامل مع هذه القضايا.

وحول نتائج الخطاب اكد الهياجنة أن هناك ارتياحا على مستوى الشارع العربي والإسلامي، وجمودا على مستوى النظام الرسمي العربي، وفي المقابل هناك تخوّف إسرائيلي من مبدأ التقارب الأمريكي- العربي الإسلامي واحتمالاته.

ورغم توقع الهياجنة أن الفعل العربي تجاه التعامل مع رسالة أوباما التصالحية سيكون سلبيا بعدم تقديم أي رؤية أو حراك لإقامة علاقات تقوم على المصالح المشتركة لا التبعية، وتوقُّع استمرار الوضع القائم على ما هو عليه، إلا أنه أبدى تفاؤلا بسيطا تجاه الأنظمة في لعب أدوار هنا أو هناك على المستوى الجزئي، رغم أن عددا من الانظمة العربية يقوم بأدوار تضعف الأدوار التي يقوم بها آخرون إزاء التعامل مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بمصالح العرب.

وفي المحور الثاني قدّم الأستاذ الدكتور عبد الفتاح الرشدان/ أستاذ العلوم السياسية، وعميد كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية السابق في جامعة مؤتة، ورقة مركّزة أشار فيها إلى أن من ميزات خطاب الرئيس باراك أوباما أنه صدر من فوق أرض عربية؛ فهذه هي أول مرة يوجه فيها زعيم أمريكي خطابا خاصا للشعوب العربية والإسلامية من أراضيهم (تركيا ومصر)، وربما لا يوجد اختلاف كبير في مضمون الخطاب عن مضامين من سبقوه من حيث المبدأ،  إلا أنه يشكل حالة إيجابية بعمومه ولغته وايماءاته، خاصة أنه أفرد للتقارب والمصالحة مساحة واسعة في خطاباته.

وحدّد الرشدان أهم النقاط الإيجابية والسلبية التي تضمنها الخطاب، حيث اعتبر  حديثه عن أهمية الإسلام في الحضارات عبر التاريخ، وتأكيده على احترام المسلمين بالتاكيد على حق المرأة المسلمة بارتداء الحجاب، وعن احترامه لعبادة الزكاة في الإسلام، وانتقاده للاستخدام المفرط للقوة العسكرية والاعتماد عليها في حل المشاكل الدولية، ودعوته إلى تقديم الدعم التنموي للعالم العربي والإسلامي في مجالات التربية والعلوم والتكنولوجيا، اعتبر هذه المسائل ملامح إيجابية في خطاب اوباما.

بينما اعتبر تأكيده على العلاقة القوية غير القابلة للكسر بين أمريكا وإسرائيل، مقابل الحذر الشديد في الحديث عن القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني جوانب سلبية، كما انتقد تحميله حركة حماس مسؤولية العنف في المنطقة، وأشار الرشدان باستنكار الى أن أوباما  أقحم- دون مناسبة- المحرقة اليهودية على يد النازية "الهولوكوست" التي مضى عليها عقود، متجاهلا في نفس الوقت محرقة غزة التي ارتكبتها إسرائيل بأحدث الأسلحة الأمريكية قبل خمسة اشهر، وأنه ندّد بمشروع إيران النووي متجاهلا برنامج إسرائيل النووي وترسانتها كليا، وأنه لم يأت بجديد بخصوص احتلال أمريكا للعراق، وأنه دعا الدول العربية- أثناء تأكيده على المبادرة العربية للسلام- إلى التزامات اضافية وتقديم تنازلات جديدة في تطبيقها، فيما لم يطالب اسرائيل سوى بتجميد الاستيطان.

ويرى الرشدان أن هناك معوّقات داخل أمريكا وخارجها تحول دون تنفيذ ما هو إيجابي، حيث تتمثل المعوِّقات الداخلية بأن صنع القرار في الإدارة الأمريكية ليس بيد الرئيس وحده بل عبر مؤسسات معتبرة، وأن هناك مجموعات ضغط تؤثر بقوة على صنع القرار، وأولها اللوبي الصهيوني، والجماعات الداعمة لإسرائيل، والرأي العام الامريكي المعبأ ضد العرب والمسليمن، وغيرهم.

وفيما يتعلق بالمعوِّقات الخارجية اكد الرشدان ان اسرائيل وتوجهاتها المتطرفة تقف حجر عثرة كبير في وجه أي مرونة قد يبديها أوباما إزاء الصراع العرب- الإسرائيلي، كما اعتبر غياب هيكل سياسي يمثل العالم الإسلامي، وسيادة حالة من الجمود السياسي العربي، وعدم توفر وحدة موقف ورؤية عربية، وهشاشة النظام الرسمي العربي، وغياب أي مشروع نهضوي عربي على مستوى الأنظمة، واختلاف الدول العربية في النظرة للعلاقة مع أمريكا ومع إسرائيل تعد من أبرز المعوّقات التي تحول دون تحقيق أي مصلحة للعالم العربي والإسلامي، ولا تساعد في إقامة علاقات مع الولايات المتحدة على أساس الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة دون الاعتداء على مصالح الطرف الآخر.

وطالب الرشدان الدول العربية بتوحيد النظرة تجاه التعامل مع أمريكا، وتوحيد الموقف تجاه الصراع العربي- الإسرائيلي، مع إعادة النظر بالمبادرة العربية للسلام، وبالتعامل مع الملف النووي الإيراني والإسرائيلي بواقعية تضمن لهم أمنهم ومصالحهم.

وقدّم الدكتور صبري سُميرة/ الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط والخبير في الشؤون الأمريكية، ورقة عمل في المحور الثالث، ركز في بدايتها على التوازن بين التفاؤل والتشاؤم في النظر والتحليل لمضمون خطاب باراك حسين أوباما ورسالته التصالحية، وقال إن العرب ينطلقون في توقعاتهم من إدراكهم للواقع المعقد الذي تمر به إدارة أوباما على مستويات متعددة سياسيا واقتصاديا وعسكريا، بالإضافة إلى ما خلفته الإدارة السابقة من ملفات وضعت الولايات المتحدة في موقف- لا تحسد عليه- من قبل العالم وخاصة العربي والإسلامي.

وأشار سُميرة إلى أن هناك محددات وتحديات داخلية في الولايات المتحدة تؤثر على أولويات أوباما وجهوده في تطبيق ما نظّر له في خطابه، مثل حداثة عهده، وضغوط الإدارة الداخلية في البيت الأبيض، بالإضافة إلى الصراعات السياسية والحزبية في داخل إدارته.

وفي المقابل يرى سُميرة أن ثمة ظروفا أمريكية وعربية وإسرائيلية توفر للعرب فرصة تاريخية لتحسين السياسات الأمريكية المتوقعة والممكنة في التعامل مع الصراع العربي- الإسرائيلي، وفي التوازن في علاقة الادارة الجديدة مع اعالم العربي والإسلامي، خاصة بعد معركة غزة وانتصار المقاومة فيها، وتزايد نفوذ التيار الاسلامي السياسي.

وأوجز سُميرة توقعات العرب من إدارة أوباما الجديدة، وأهمها التمسك بإرادة التغيير الإيجابي القوية التي ابداها دون الاستسلام للمعيقات والضغوطات، ولمساعدته على تحويل كثير من الخطابات والنوايا إلى أفعال وبرامج عمل، ووقف السياسات القهرية المتبعة من الإدارات السابقة والتي ثبت فشلها، والتعامل بانفتاح مع كافة القوى والدول ذات التمثيل والثقل الحقيقي في المنطقة، والتقدم بخطوات عادلة تسهم في إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والانسحاب الكامل من العراق وأفغانستان وفق اتفاقيات علنية وعادلة لشعبيهما، والتعامل بحرية وعدالة مع العرب والمسلمين الأمريكيين الذين يعانون من التشريعات والسياسات الحكومية ضدهم، والاستعانة بمسؤولين ومستشارين موضوعيين حريصين على المصالح العليا للشعب الأمريكي.

أما عن الاستراتيجيات العربية المقترحة لتحقيق هذه التوقعات فقد أكد سُميرة أن أهمها التماسك حول رؤية عربية موحدة للعمل والدبلوماسية والدفاع والتنمية بما يحقق المصالح المشتركة، بالإضافة إلى تطوير أدوات واستراتيجيات في التعامل مع السياسات الأمريكية القادمة، والتخفف من  الانقسامات والصراعات البينية والداخلية للتوحد أمام الخطر الصهيوني المحدق، وكذلك استثمار الأدوات المتاحة كالنفط والثروات الطبيعية في لعب دور مهم في إقامة علاقات وتحقيق أكبر قدر من المكاسب حيث يمثل النفط مصدر الطاقة الاكبر للدول الصناعية، والعمل على دعم لوبي عربي ضاغط في أمريكا وأوروبا، والوقوف وراءه لممارسة ضغط باتجاه تحقيق المصالح، مع الحذر من الرهان بانتظار أن يقدم أوباما للعرب مكاسب دون أي مبادرة منهم، خاصة أنه قال في خطابه: "اجعلوني أعمل".

وفي تعقيب له أشار الأستاذ الدكتور محمد صقر/ أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأردنية، إلى أن من عوامل الضغط باتجاه إقامة علاقات مع الولايات المتحدة بروز الظاهرة الإسلامية السياسية التي استطاعت أن توجد لها موطئ قدم على الساحة الدولية لاعتبارات سياسية وفكرية وميدانية، مما يعني أن هناك هيكلا يمثل نسبة كبيرة من الشعوب العربية والإسلامية يستطيع أن يلعب دورا رائدا في العلاقات أو يؤثر في السياسات الأمريكية إيجابا تجاه العالم العربي والإسلامي، بالإضافة إلى أن إسرائيل اليوم ليست إسرائيل الأمس؛ فوزنها الاستراتيجي ربما أصابه بعض التحول في ظل هزيميتن عسكرييتن أمام المقاومة اللبنانية عام 2006م وأمام المقاومة الفلسطينية عام 2009م، خاصة أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي يعتبر اليوم الباب الوحيد لقلوب وعقول المسلمين في العالم.

وفي مداخلته أكّد الدكتور وليد شواقفة/ أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأردنية، أن ثمة إيجابيات مهمة في الخطاب يمكن البناء عليها، وأن سمة الخطاب هي التغيير والسعي لبناء الثقة بين الأطراف المختلفة، ولذلك رأى أن الكرة اليوم في ملعب الدول العربية، وعليهم أن يحركوها في الاتجاه الصحيح الذي يحقق لهم أكبر قدر من المكاسب.

وفي ختام الحلقة أكّد جواد الحمد/ مدير الحلقة على أنه رغم الواقع السيئ الذي يعيشه النظام الرسمي العربي منذ عقود إلا أن ثمة حركة تغيير إيجابية على صعيد القوى الشعبية والحزبية العربية، والتي تستطيع- لو فتح لها المجال- أن تقدم شيئا للعالم العربي والإسلامي، وأن تكون رائدة في إقامة علاقات استراتيجية عربية- أمريكية تخدم قضايا أمتنا دون مواجهات سياسية سلبية مع الولايات المتحدة، وأكد على صعيد آخر آن الرئيس أوباما في النهاية هو ابن النظام الأمريكي وسليل الحزب الديمقراطي بتاريخه الذي نعرفه، ومع ذلك فلا يمكن تجاهل أنه بدأ أول زيارة له إلى تركيا للعالم الإسلامي، ثم اتبعها بزيارة مميزة أكثر اقترابا من العالم العربي والإسلامي من القاهرة، وبرغم ما أشار له الزملاء من إيماءات مشجعة هنا وهناك غير أنه لم يتمكن من تقديم رؤية واضحة أو برنامج محدد للعمل المشترك وإن كان قد عدد بعض القواعد والفرص الممكنة لذلك، ولتناول الفرص المستقبلية والتوصل إلى رؤية عربية لا يمكن تجاهل السلبيات والمغالطات التي وردت في رسالته، ناهيك عن المعيقات الواقعية الداخلية والخارجية في وجه مثل هذه التوجهات، ولذلك لا يتوقع أن يحدث أوباما انقلابا في السياسة الأمريكية الخارجية في عهده، وإنما يمكن للعرب إحداث بعض الاختراقات والتحولات في الهامش المتاح للرئيس وفق الضغوط العربية وقدرتها على الاستمرار والتماسك داخليا.

لكن المشكلة بحسب الحمد تتمثل بأن الإدارة العربية الرسمية لا تزال تبدو عاجزة عن التحرك، بل ربما ليس هناك أي رؤية أو إرادة لتحريكها باتجاه تحقيق شيء من المصالح برؤية موحدة، ومن هنا فالعرب معنيون الآن- وأكثر من أي وقت مضى- بأخذ دور مهم وللقيام بواجبهم الشرعي والسياسي والحضاري تجاه أمتهم وقضاياها الاستراتيجية عبر تويحد رؤيتهم وجهودهم الشعبية والرسمية، والعمل على تعظيم فرص تحسين السياست الأمريكية، واستثمار توجهات أوباما العامة، قبل أن تحاصرها مجموعات الضغط الصهيونية والتي تلقت الإشارة بخطاب بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي المتطرف والأصولي، والذي نسف الكثير من الأسس والقواعد التي راهن عليها العرب للتسوية والسياسية في خطابه يوم الأحد 14/6/2009م، ودعا الحمد في نهاية الحلقة إلى القيام بدراسات أوسع وأكثر تخصصية في تفاصيل توجهات الإدارة الجديدة، للتوصل إلى مشروع عربي ناضج وواقعي لإعادة بناء علاقات عربية- أمريكية تقوم على مصالح الطرفين وعلى قدم المساواة.

أعلى الصفحة  عودة للصفحة


المشاركون

الاسم

الصفة

د. صبري سميرة

أستاذ العلوم السياسية والخبير في الشؤون الأمريكية

أ.د. عبد الفتاح الرشدان

أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة مؤتة

د. عدنان الهياجنة

أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية الآداب في الجامعة الهاشمية

د. محمد صقر

أستاذ الاقتصاد الإسلامي في الجامعة الأردنية

د. وليد شواقفة

أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأردنية

أ‌.       جواد الحمد

مدير عام مركز دراسات الشرق الأوسط/ مدير الحلقة

أعلى الصفحة  عودة للصفحة


صور من الحلقة


التعليقات

أضف تعليقك على الموضوع
التعليقات مملوكة لأصحابها و"مركز دراسات الشرق الأوسط " غير مسئولة عن محتواها، ويلتزم "مركز دراسات الشرق الأوسط " فقط بنشر التعليقات القيمة التي تثري الحوار وتلتزم بآدابه، والتي لا تتضمن تجريحًا للأشخاص أو المؤسسات.

الاسم
البريد الالكترونى
العنوان
الموضوع
 

أعلى الصفحة  عودة للصفحة

جائزة البحث العلمي

المؤسسة الأردنيـة

للبحوث والمعلومات

 

مجلـة دراســات

شـرق أوسطيــة

 

الندوات والمؤتمرات

حلقــات نقاشيـة

الحفل السنوي للمركز

من إصداراتنا

 

العلاقات التركية- الإسرائيلية وتأثيرها على المنطقة العربية

 


حق عودة اللاجئين الفلسطينيين بين النظرية والتطبيق

إسرائيل ومستقبلها حتى عام2015م
تداعيات حصار غزة وفتح معبر رفح

اتجاهات التحول في توازن القوى السياسية والاجتماعية في الديمقراطية الأردنية


نحو توافق فلسطيني لتحريم الاقتتال الداخلي

 

 

 

 

 

 

 

Designed by Computer & Internet Department in MESC.Latest update   July 08, 2010 12:14:01