رؤيتنا للمتغيرات

نشـاطـاتنا

إصـداراتنـا

وثـائـــق

دراســـات

خدمات مجانية

الدورات التدريبية

الشؤون الإسرائيلية

أحدث إصدارات 2010

التسـويـة السيـاسيـة

 التحديات والآفاق

الوطــــن البديـــل آفاق التطبيق وسبل المواجهة

القرن الإفريقي وشرق إفريقيا

الواقع والمستقبل

رسالة أوباما التصالحية والمطلوب عربيا

الفاتيكان والعرب، تحديات وآفاق في ضوء زيارة البابا للمنطقة

التداعيات القانونية والسياسية لانتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني

السياسات العربية في التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي حتى عام 2015م

الأزمة المالية الدولية وانعكاساتها

 

فكر التسويـة.. وقفـة حساب!

جواد الحمد

24/تشرين أول / 20102010    

استند فكر تسوية الصراع مع المشروع الصهيوني عربيا على أسس استراتيجية مفترضة:

أولها، ان هزيمة اسرائيل غير ممكنة من الناحيتين السياسية بسبب وقوف النظام الدولي معها، والعسكرية بسبب القدرات الهائلة التي تملكها (وازداد تأصيل هذه النظرية بعد هزيمة حرب عام 1967 ).

ثانيها، ان الشعب الفلسطيني لا يستطيع بإمكاناته الذاتية، حتى لو قدم له العرب الدعم السياسي والعسكري اللازم، ان يهزم اسرائيل ويحرر فلسطين، وازداد نشر هذه الرؤية بعد الاحتلال الاسرائيلي عام 1967.

ثالثها، أن التسوية السياسية مع اسرائيل قد تحقق للعرب والفلسطينيين حفظ جزء من حقوقهم في الارض، لان الزمن يعمل لصالح قضمها والاستيلاء عليها ويعمل لصالح المشروع الصهيوني. وقد تزايدت هذه الرؤية اتساعا لدى حملة فكر التسوية، بعد الحرب الاميركية على العراق بعد احتلاله للكويت عام 1990، بدعوى أن الاستيطان ربما قضى على نصف أراضي الضفة الغربية وأن تأجيل التسوية يعني ألا نجد ما نفاوض عليه مستقبلا.

ورابعها، أن التسوية (السلام) ليس خيارا اسرائيليا، وبالتالي بتبني العرب لهذا الخيار فإنهم يحرجون الدولة الصهيونية أمام العالم، ويفقدونها ورقة الوحدة الداخلية ضد العرب عندما ينقسمون على موضوع التسوية، وان اسرائيل تعيش بالحرب وتموت بالسلام.

ويستبطن هذا الفكر عن قصد او غيره فلسفة مهمة وخطرة تعتبر استراتيجية دائمة لبعض النخب السياسية العربية الحاكمة من جهة، وللذين يرتبطون بها وبفكرها من جهة اخرى، وتقوم هذه الفلسفة على ان مصالح الحكومات والنخب ترتبط بالمصالح الاميركية، وبالتالي فإن الصدام مع الولايات المتحدة ومصالحها أمر محظور، وإن بقاء اسرائيل وحماية امنها هو مصلحة اميركية دولية للنظام الدولي القائم منذ الحرب العالمية الثانية.

لذلك؛ فإن التسوية هي التي تضمن امن وبقاء اسرائيل، ويتحفّظ بعض هؤلاء على الفكر التوسعي الصهيوني، ويضغطون على الولايات المتحدة للجمه، وبمسميات مختلفة، مثل: إزالة اثار العدوان بعد حرب عام 1967، والاقتصار على المطالبة بالانسحاب الاسرائيلي من الاراضي المحتلة عام 1967 ، وتقزيم المطالب إلى وقف الاستيطان او تجميده او ما شابه.

بعد أكثر من 40 عاما على سيادة فكر التسوية بديلا من الحرب والمقاومة كمسار استراتيجي لنيل الحقوق وانهاء الاحتلال وتحرير فلسطين وإعادة أهلها اليها، وجبت الاشارة الى بعض العبر والنتائج الوخيمة التي ساقها هذا الفكر، والإشكالات الاستراتيجية التي وضع الأمة والشعب الفلسطيني فيها، انطلاقا من واقع المناقشة الاستراتيجية ومن واقع التجربة العملية على المسارات العربية والفلسطينية على حد سواء، ويشمل ذلك تجربة معاهدة كامب ديفيد بين مصر واسرائيل عام 1978، وتجربة مشاريع العرب للسلام وخاصة مشروع قمة فاس بالمغرب عام 1982 والمبادرة العربية للسلام عام 2002، كما يشمل مؤتمر مدريد وما انبثق عنه من اتفاقات: اعلان مبادئ اوسلو عام 1993 على المسار الفلسطيني، ومعاهدة وادي عربة عام 1994 على المسار الاردني، والمفاوضات السورية- الاسرائيلية واللبنانية- الاسرائيلية والمفاوضات متعددة الأطراف منذ عام 1992.

وفق التحليل لدوافع ومبررات فكر التسوية الظاهرة والخفية يتبين أن أساس فكر التسوية يقوم على تحقيق امن اسرائيل واطالة عمرها، وبالتالي دعم نجاح المشروع الصهيوني بإقامة دولة صهيونية على جزء من ارض فلسطين او كلها، كما أن خيار التسوية يعيق الإعداد للحرب والمواجهة سواء للاعتداء والعدوان الاسرائيلي الذي لم يتوقف حتى بعد توقيع اتفاقات التسوية، او للتعامل معه خيارا بديلا في حال فشل التسوية بتحقيق الانسحاب الاسرائيلي، وقد اضطر العرب لإعلان التسوية خيارا استراتيجيا وحيدا، وامتنعوا عن تبني ودعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية ضد الاحتلال الاسرائيلي بحجة اعطاء الفرصة لمسار التسوية.

ورغم عدم التجاوب الاسرائيلي مع كل هذه التوجهات والجهود والتنازلات وحسن النوايا العربية، غير ان حملة فكر التسوية قد استمرأوه، واصبحوا لا يرون خيرا آخر في التعامل مع الاحتلال والعدوان، ليقول قائلهم أن التفاوض هدفه التفاوض، فالحياة كلها تفاوض، كما شغلوا الاعلام بالدفاع عن فكرهم ومواقفهم هذه على حساب حشد الطاقات وتعبئتها ضد المشروع الصهيوني، حتى تجرأت اسرائيل ان تقول إنها والدول العربية تواجه ذات الخطر "الأصولي والإرهابي" على حد تعبيرهم.

وبذلك زحف فكر التسوية وتطور لدرجة أن يصبح جزءا من مشروع الطرف الآخر وإن اختلف معه في التفاصيل، ما ساعد على تحجيم تيار وفكر المقاومة والقتال لصد العدوان، وأضعف الحلقة الاستراتيجية الأهم في المنطقة العربية لمواجهة الخطر الصهيوني بوصفه تهديدا استراتيجيا خطرا للمصالح العليا للأمة وللأمن القومي العربي.

على الصعيد الواقعي، يلاحظ ان معاهدة كامب ديفيد بغض النظر عن تقييمها السلبي حتى على الامن القومي المصري والعربي، غير أنها اخرجت مصر من معادلة الصراع كليا، ولم تقدم المعاهدة اي مكسب للقضية الفلسطينية، وما محاولة اقناع منظمة التحرير بالمشاركة بمفاوضات جنيف عام 1974 إلا على قاعدة تطبيق حكم ذاتي للسكان من دون الارض وتحت السيادة الاسرائيلية.

واما اتفاقات اوسلو فقد كانت صناعة اسرائيلية فلسطينية من قبل حملة فكر التسوية الفلسطينيين والذين يتماهون في الاستراتيجية مع أقرانهم العرب، ويسلمون بذات الفرضيات العربية بعد محاولات السحق والتطويع العربية والدولية المتواصلة بكل السبل، ناهيك عن الاختراقات الفكرية واسعة النطاق للنخب التي تحمل هذه الافكار في قيادة منظمة التحرير وحركة فتح ومحيطها، حيث كانت نتائج اتفاق اوسلو وخيمة على الشعب الفلسطيني، ولم تتمكن من تحقيق مكاسب استراتيجية برغم مرور 17 عاما على توقيعها، كما لم يتم تطبيق اكثر من 15 % منها اسرائيليا.

لذلك؛ ما نزال نعيش الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، والجولان السوري وجزء من الارض اللبنانية، وما يزال الاستيطان يأكل الارض الفلسطينية ويهود القدس، وبذلك لم تتمكن التسوية من إنقاذ الارض ولا تحرير الانسان ولا تطبيق حق تقرير المصير ولا تطبيق الشرعية الدولية ولا إحراج اسرائيل دوليا.

ولم تتوقف الاعتداءات الاسرائيلية، بل والحروب على الشعب الفلسطيني واللبناني، والتي كان آخرها حربي 2006 و2009، ولم تجعل من اسرائيل صديقا للعرب التي لا تحتمل ان ينشئ الاردن مفاعلا نوويا سلميا وهي تمتلك ذلك منذ العام 1953، وتعمل على تشويه العرب وتحجيم دورهم الدولي وتهدد مصالحهم في كل مكان لها فيه نفوذ، وتدعم كل تمرد او حركات انفصالية في المنطقة كما الحال في العراق وتركيا والسودان، وتتحالف مع كل من يعادي هذه الأمة ومصالحها كما الحال في اثيوبيا، وفي الوقت نفسه ما تزال تتمتع بحماية اميركية قانونية وسياسية، وتحظى بالرعاية الافضل والأَولى بالدعم الاقتصادي والعسكري بدرجة اكبر واخطر من ذي قبل، وتستمر في التسلح بكل الاسلحة المحرمة وغير المحرمة دوليا لمواجهة العرب، ولم تغير عقيدتها العسكرية العدوانية ضد الامة.

وعلى صعيد التجربة العملية والواقعية، أيضا، تمكنت المقاومة من طرد اسرائيل من جنوب لبنان من دون اتفاق سياسي عام 2000، كما تمكنت من دفع الاحتلال الاسرائيلي الى تغيير استراتيجيته والانسحاب احاديا من قطاع غزة عام 2005، وتمكنت المقاومة اللبنانية من هزيمته عسكريا وأمنيا في حرب 2006 كما تمكنت المقاومة الفلسطينية من هزيمته أيضا في حرب 2009 على قطاع غزة، وذلك رغم تواضع الدعم الذي تلقته المقاومة اللبنانية، وغيابه عن المقاومة الفلسطينية في غزة.

في ظل استمرار وتزايد الاستيطان والتهويد للأرض المحتلة، وفي ظل استمرار اسرائيل بفلسفة العدوان والحروب وتزايد قوتها العسكرية رغما عن اتفاقات السلام، وفي ظل النجاح الذي حققته المقاومة الفلسطينية واللبنانية في هزيمة اسرائيل؛ فإن فكر التسوية كان وما يزال يمثل هروبا من تحمل مسؤولية تحقيق الحقوق، وهو سعي لحماية الذات والدفاع عنها، وليس دفاعا عن مصالح الامة ولا تحقيقا لأمنها القومي ولا خدمة للقضية الفلسطينية، ما يجعل الحساب مع فكر التسوية عسيرا جدا، إذ يمكن وصفه بالفكر غير الواقعي والحالم بكل ثقة انطلاقا من التجربة ومن خلال الدراسات الاستراتيجية.

وتجربة التسوية قادتنا الى مربع محدد في فلسفة التفاوض يقوم على قدرتنا على اقناع الطرف الغربي والاسرائيلي بأن اعطاءنا بعض حقوقنا يحقق له الامن، حيث أصبحت معادلة الامن مقابل السلام او التسوية هي السائدة في الفكر السياسي الغربي المعاصر.

وقفة الحساب (هذه) تفرض على الفكر العربي المستنير باتجاهاته الاسلامية والقومية العمل على سرعة بلورة مشروعه الخاص الفكري والسياسي والكفاحي في دعم المقاومة الفلسطينية التي ثبت انها قادرة بالدعم الشعبي وفي ظل الحصار والملاحقة الرسمية أن تهزم اسرائيل، كما حصل في الانتفاضتين السابقتين وفي الحرب على قطاع غزة عام 2009، ما يؤسس لمشروع فكري استراتيجي شامل لحسم الصراع بعيدا عن أوهام التسوية.

   عودة

جائزة البحث العلمي

 

المؤسسة الأردنيـة

للبحوث والمعلومات

 

مجلـة دراســات

شـرق أوسطيــة

 

الندوات والمؤتمرات

حلقــات نقاشيـة

الحفل السنوي للمركز

من إصداراتنا

 

العلاقات التركية- الإسرائيلية وتأثيرها على المنطقة العربية

 


حق عودة اللاجئين الفلسطينيين بين النظرية والتطبيق

إسرائيل ومستقبلها حتى عام2015م
تداعيات حصار غزة وفتح معبر رفح

اتجاهات التحول في توازن القوى السياسية والاجتماعية في الديمقراطية الأردنية


نحو توافق فلسطيني لتحريم الاقتتال الداخلي

 

 

 

 

 

 

 

Designed by Computer & Internet Department in MESC.Latest update   December 11, 2010 11:56:15