رؤيتنا للمتغيرات

نشـاطـاتنا

إصـداراتنـا

وثـائـــق

دراســـات

خدمات مجانية

الدورات التدريبية

الشؤون الإسرائيلية

أحدث الإصدارات

المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية

 

 

اتجاهات التنمية الاجتماعية والبشرية في الأردن

التحولات والثورات الشعبية في العالم العربي الدّلالات الواقعية والآفاق المستقبلية

تركيـــــا وإسرائيـــــل وحصار غزة

تـداعيـات هجـوم إسـرائيـل على أسطول الحرية

التسـويـة السيـاسيـة

 التحديات والآفاق

الوطــــن البديـــل آفاق التطبيق وسبل المواجهة

القرن الإفريقي وشرق إفريقيا

الواقع والمستقبل

رسالة أوباما التصالحية والمطلوب عربيا

الفاتيكان والعرب، تحديات وآفاق في ضوء زيارة البابا للمنطقة

التداعيات القانونية والسياسية لانتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني

السياسات العربية في التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي حتى عام 2015م

الأزمة المالية الدولية وانعكاساتها

 

 

المواجهة مع إسرائيل تقوي نظرية المقاومة وأميركا تسقط الرهان على سياساتها في المنطقة في مؤتمر روما

نص مقابلة الأستاذ جواد الحمد مدير عام مركز دراسات الشرق الأوسط مع إذاعة مونتي كارلو

 

السؤال: ما هو تقييمك لنتائج مؤتمر روما، وما هي أهم انعكاساته على المواجهات المندلعة بين المقاومة وإسرائيل ؟

أ. جواد: هناك ثلاثة مؤشرات مهمة ينبغي أن تؤخذ من هذا المؤتمر في روما، الأولى ثبت أن المجتمع الدولي لا يملك أدوات ضغط كافية على الولايات المتحدة لتغيير موقفها، وأن الموقف الأمريكي أصبح يفرض على العالم فرضاً، ويمنع أي مجموعة دول أوروبية أو عربية أو غيرها أن تتقدم برؤية سياسية جديدة تختلف عما تراه الولايات المتحدة الأمريكية، وكان هذا واضحاً عندما عارضت أمريكا كل العالم بموضوع وقف إطلاق النار مسجلة موقفاً تاريخياً ضد الإنسانية في هذه الحالة، وهذا ما حصل في مجلس الأمن الدولي كما حصل في مؤتمر روما، بمعنى أصح أن الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الراهن لم يعد مجدياً مع سياسات هذه الإدارة وطريقة تفكيرها ونظرتها للعالم الآخر.

الثانية أشار الموقف الأمريكي إلى حقيقة ظهرت في مواضع أخرى تؤكد أن إسرائيل تعاني من خسائر فادحة وفشلٍ ذريع سياسياً وعسكرياً وأمنياً على الجبهتين الجنوبية والشمالية في فلسطين ولبنان، وأنها تتكبد خسائر فادحة وذلك رغم أنها تنفذ جرائم حرب متواصلة ضد المدنيين، وهي لم تحقق بعد أياً من أهدافها، ولم تستطع الحكومة الإسرائيلية أن تقدم لشعبها أي إنجازات، لذلك تريد الولايات المتحدة الأمريكية أن تعطيها فرصة كافية لتحقيق بعض ما يمكن أن يقدم بصفته إنجازاً سياسياً، وهذا مؤشر على إمكانية نجاح المقاومة في أن تهزم الآلة العسكرية الإسرائيلية في هذه المعركة المحدودة على أقل تقدير خلال الأسبوعين القادمين، أما المؤشر الثالث فهو أن التفكير السياسي العربي ما زال يقرأ الوضع السياسي الدولي قراءة خاطئة، وما زال يعمل بأدوات وبطريقة تفكير فشلت سابقاً، ولا يستمع إلى نصائح المفكرين والخبراء العرب الكثر في منطقتنا العربية الذين يحذرون من الانسياق وراء وعود وأفكار وهمية سبق وجربت ولم تنجح، والذين يدعون إلى التفكير الجديد في كيفية التعامل العربي مع المجتمع الدولي لممارسة ضغط حقيقي بأدوات اقتصادية وسياسية وجماهيرية حقيقية في المنطقة، يمكن أن تجعل أمريكا تفكر ثانية بتغيير موقفها.

السؤال: وزيرة خارجية الولايات المتحدة قالت إن أميركا ليست وحدها من لا يؤيد الدعوة إلى وقف إطلاق النار حاليا، بل ربما بعض حلفائها في المنطقة لهم نفس الرؤية، ما تعليقكم على ذلك ؟

أ.جواد: إن كانت وزيرة الخارجية الأمريكية تتكلم عن لقاءات خاصة لم تعلن في الفضاء فهذا ممكن، أما إن كانت تتكلم عن المواقف الرسمية المعلنة فالموقف العربي المحوري الذي حاول في البداية أن يجهض إنجاز المقاومة اللبنانية و الفلسطينية بقراءة خاطئة مبكرة بضغط أمريكي، هذا المحور تراجع عن موقفه السابق وأصبح يطالب بوقف فوري لإطلاق النار علانية، لأنه أدرك أن انتصار المقاومة وهو المؤشر الأولي الذي يشير باتجاهها، وما جرى بالأمس ( الأربعاء 26/7/2006) من خسائر مذهلة للجيش الإسرائيلي (25-30) قتيلاً وجريحاً في معركة صغيرة واحدة في جنوب لبنان، هذا المؤشر الذي دل على خطأ موقفها وقراءتها وربما اصطفافها السياسي أصبح يهدد الشرعية السياسية لهذه الأنظمة في بلادها، وأصبح يثير تساؤلات على موقفها السياسي أين يصبّ؟ هل يصب في الموقف العربي وهو موقف المقاومة والحقوق العربية أم يخدم الطرف الآخر، ولذلك فقد تراجعت عن موقفها، وأعلنت أنها تدعو لوقف فوري لإطلاق النار كما لاحظنا بتصريحات وزير الخارجية السعودي وآخرين.

السؤال:الرئيس المصري حسني مبارك أكد لا يستطيع خوض الحرب لان ذلك سيدمر مصالح مصرفي هذه المرحلة، وتعتبر مصر جزءا من المحور غير المؤيد لعمليات المقاومة في لبنان، كيف تفسر هذه المقولة ؟

أ‌.   جواد: توقيع اتفاقية كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو ذاتها أشارت إلى أن هناك رؤية عربية تقول أننا لا نريد الحرب من حيث المبدأ، وتعالوا لنراهن رهاناً كاملاً غير منقوص على التسوية السياسية والسلام، وقد ثبت فشل هذه النظرية عمليا، وهو ما أكده من جديد إعلان الأمين العام لجامعة الدول العربية عن فشل عملية السلام في المنطقة كما استمعنا إليه جميعاً، أعتقد أنه كان ينبغي أن يكون إعلانه هذا مؤشراً أحمراً يقول: اتركوا هذا التفكير القديم وتعالوا نستخدم تفكيراً جديداً يقول أننا يمكن أن نستخدم أدوات أخرى سواء ضغط اقتصادي أو ضغط جماهيري أو إتاحة الفرصة للقوى الشعبية لتقوم بدورها، أو رفع المراقبة والملاحقة عن فصائل المقاومة كي تأخذ دورها في مواجهة إسرائيل، أو حتى أحياناً تحريك الجبهات في حرب استنزاف كما حصل بين (1967-1970)، والتي دفعت فيها إسرائيل ثمناً باهظاً.

السؤال: الحكومات العربية تخشى من انتصار المقاومة، وتخشى من عمليات الإصلاح وحركة الجماهير، وتعتبر ذلك خطرا على حكمها وأنظمتها، كيف تعلق على ذلك ؟

أ. جواد:  هذه الإشارات دليل على مصداقية برنامج المقاومة وفشل خيار التسوية بسبب التعنت الإسرائيلي والسياسات الاميركي التي تغطيها دوليا، مع الأسف يتجنبها القادة العرب الذين يعتقدون أن الوصول إلى هذه المرحلة يعني فشلهم الشخصي، حيث راهنوا سابقاً على عملية السلام والاحتماء بالموقف الأمريكي، أعتقد أنه ليس فشلاً شخصياً، فالعودة إلى الحق فضيلة كما يقال في الأمثال العربية، لا حرج أننا سرنا في برنامج ظننا إننا سنصل من خلاله إلى حقوقنا ثم خذلتنا أمريكا، تعالوا مفكرين وقادة ومعارضة وحكومات وأكاديميين لنرسم مساراً جديداً نعترف فيه بأخطائنا السابقة، ولا حرج بل هو شرف لأي شخص يعترف بخطئه، ولنأخذ مساراً جديداً يمكن أن نتعلمه من صمود قطاع غزة حيث لم تحتل إسرائيل شبراً واحداً حتى الآن، ومن صمود جنوب لبنان حيث انسحبت إسرائيل بالأمس تماماً من كل الأراضي اللبنانية إلى خارجها بعد المعركة الطاحنة التي جرت أمس عند (بنت جبيل) كما يعرف الجميع.

السؤال:كيف يمكن أن تتم عملية التغيير هذه، وما هو الفكر الجديد الذي تتحدث عنه في تناول الأزمة والخروج منها الآن ؟

أ.جواد: في البداية هنالك ثلاث أدوات أساسية، الأداة الأولى تغيير طاقم المستشارين، لنأتي بطاقم ممن يقولون رأيهم بوضوح والمبني على العلم والخبرة الحقيقية لا على المحسوبيات والواسطات ولا من صفوف المنافقين، ليكون هؤلاء المستشارون حول الرؤساء ورؤساء الوزارات وفي القيادات العليا في هذه الدول، حتى يمكن للقائد أن يستمع لرؤية ناضجة. الأداة الثانية تفعيل دور مراكز الأبحاث العلمية في العالم العربي كثيرة وبعضها متقدم وله دور مهم جداً في استشراف المرحلة القادمة، ويقدم آراء ناضجة ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار كما تفعل أمريكا وأوروبا وإسرائيل التي نحاربها اليوم، الأداة الثالثة أن نفعّل دور الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني لتحريك الجماهير والشعب وأن لا تخشى الحكومات من الشعب ما دامت على استعداد لتقبل آرائه.

إن التفكير الجديد ينبغي أن ينصب على تقوية الصف الداخلي بهذه الطريقة، ثانياً أن نبدأ بالتفكير الجدي بالأدوات التي نملكها لتغيير الموقف الأمريكي والأوروبي تغييراً عملياً وواقعياً، لا من باب التمني أو التوسل كما ذكر بعض الزعماء العرب، بل يجب أن نشير بوضوح إلى رأينا وموقفنا المتماسك بأنه ما لم يحصل كذا فإن موقفنا سيكون كذا، القضية الثالثة ينبغي أن تتم عملية مصالحة مع الذات في العالم العربي من حيث الديمقراطية والإصلاح والحريات العامة، أعتقد أن هذه المصالحة سوف تصب في صالح الأنظمة إن هي قادتها، أما إن لم تقدها واندفعت الجماهير إلى الشارع بطريقة أخرى فمن المؤكد أن المسائل لن تكون في صالحها. هذه ثلاثة مسائل في التفكير وأعتقد أن هناك أموراً تفصيلية أكثر من ذلك.

السؤال: هل تعتقدون أن الشارع العربي ناضج لتبني وتفعيل علميات إصلاح وإطلاق الديمقراطية في الوطن العربي، وهل تعتقد بان الأنظمة العربية ستسمح لهذه الديمقراطية أن تتحقق وهي تعتقد أنها سبيل لتدمير مصالحها وربما وجودها ؟

أ. جواد: أنا لا أؤيد نظرية النضج التي أثيرت كثيراً في العالم العربي التي تستخدمها بعض الحكومات أو بعض المفكرين، أعتقد أن الشعوب دائماً ناضجة لتأخذ الحرية والحق وتشارك بالقرار، سواء أكانت شعوباً بدائية كما في جنوب إفريقيا، أو شعوب متقدمة كما في اسكندنافيا، لا فرق، هذا إنسان ومن حقه أن يمارس دوره، وعندما يحصل الإنسان على ثقافة مناسبة خلال أشهر قليلة يدرك أن له دوراً ويبدأ يأخذ دوره، فلا حرج ولا إشكالية في ذلك، الشق الثاني أنا لا أعتقد أن الإصلاحات والحرية والديمقراطية ستدمر هذه الأنظمة، على العكس من ذلك، أنا قلت إن هي قادت هذه العمليات في بلادها ومع جمهورها بشفافية ومصداقية ستحافظ هذه الجماهير على هذه الأنظمة عندما تصلح ويصلح حالها، وتصلح سياساتها الداخلية والخارجية، وهذا أمر لازم ولا بد منه وهو سبب التطور في الحياة.

السؤال: ثمة من يقول أن الأنظمة العربية تجاري السياسات الاميركي ثمنا لبقائها في الحكم عبر تخفيف الضغط عنها بالمطالبة بتطبيق الديمقراطية وتداول السلطة.

أ. جواد: هذا صحيح، هناك مقايضة مع الأسف، مقايضة محزنة تمت بين بعض الأنظمة العربية والولايات المتحدة الأمريكية أن نترك فلسطين والعراق وحدهما والآن معهما لبنان مقابل ألا يستمر الضغط الأمريكي السابق عليها بما كانت تسميه أمريكا ولو ظاهرياً بالعملية الديموقراطية والحريات العامة.

السؤال: كونداليزا رايس قلت أن الشرق الاوسط الجديد في مرحلة التشكل، وان هذه المواجهة سوف تنشئه وفق التصور الاميركي، كيف ترى الأمر ؟

أ‌.   جواد: أنا لا أعتقد أن الشرق الأوسط سيتشكل بعد هذه المواجهة، هذه المواجهة محدودة في إطار الحرب الواسعة بين إسرائيل والمقاومة والعالم العربي، ولا أعتقد أن أمريكا قادرة أن تفرض أفكارها الديمقراطية التي تزعمها عن الشرق الأوسط الجديد خلال الأسابيع أو الأشهر القادمة، لقد فشلت فيه الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية منذ العام 2001 حتى اليوم، وستفشل به ثانية لأنها تفكر بعقلية فرض الديمقراطية كما لاحظت بمتابعة بعض المفكرين الأمريكيين الذين يروجون لهذه الفلسفة استنادا إلى تجربة كل من ألمانيا واليابان كما يقولون اليوم.

 اعتقد أن هذه المواجهة ستنجلي عن اربعة نتائج مهمة هي:

1-      تزايد تمسك الشعوب العربية بخيار المقاومة

2-       تراجع عملية السلام وروادها في المنطقة

3-  تراجع أهمية إسرائيل وقيمتها النوعية في المنطقة، حيث أنها لم تستطع أن تواجه أسابيع قليلة مع مقاومة فلسطينية أو لبنانية كما لاحظ جميع العسكريين في العالم

4-   أن الأنظمة ستعيد حساباتها، لأنها ستدرك تماماً بأن أمريكا لن تحميها من شعوبها بأي شكل من الأشكال، وإن إسرائيل التي اضطرت للتعامل معها أو لتوقيع اتفاقيات معها لم تعد قادرة على حماية نفسها داخلياً من صواريخ المقاومة في جنوب لبنان ولا صواريخ المقاومة من قطاع غزة

 وأريد أن أرسم مشهدا بسيطا، ماذا لو أن اليومين أو الثلاثة القادمات شهدت فيها مدينة عسقلان على سبيل المثال نصيبها من الصواريخ من جنوب لبنان وبعد دقائق تصيبها صواريخ من قطاع غزة، ماذا سيكون حال إسرائيل؟ أعتقد أن حال إسرائيل سيكون كارثة حقيقة قد تودي بوجودها في المنطقة إن لم تتدارك نفسها أو تتداركها الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك فإن هذه كلها ستكون مؤشرات مهمة في هذه المواجهة، حتى لو تمكنت إسرائيل من تحقيق بعض الخسائر المهمة في صفوف المقاومة أوأعادت احتلال قطاع غزة أو أعادت احتلال جنوب لبنان، حيث إنهم إن عادوا إلى وضع الاحتلال في الحالتين فإنما هم يحاولون أن يعيدوا تجربة فشلت في السابق في القضاء على المقاومة أو تامين حدود إسرائيل الشمالية أو الجنوبية، ولذلك فليس في مثل هذا الاتجاه أي إبداع، وهو لن يكون مدخلا لشرق أوسط جديد، ولذلك فإن هذه النظرية التي تطرحها وزير الخارجية الاميركي يبدوان حظها ضعيف التحقق خلال الأشهر القادمة، حيث أن مثل هذا التحقق حال نجاح بداياته فهو يحتاج إلى سنوات.

 أعلى الصفحة  عودة للصفحة

 

جائزة البحث العلمي

 

المؤسسة الأردنيـة

للبحوث والمعلومات

 

مجلـة دراســات

شـرق أوسطيــة

 

الندوات والمؤتمرات

حلقــات نقاشيـة

المحاضرات

الحفل السنوي للمركز

من إصداراتنا

 

مستقبل وسيناريوهات الصراع العربي- الإسرائيلي

معركـــة غزة ... تحول استراتيجي في المواجهة مع إسرائيل

احتمالات اندلاع الحرب في منطقة الشرق الأوسط 2010/2011

دراسة في الفكر السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس

العلاقات التركية- الإسرائيلية وتأثيرها على المنطقة العربية

 


حق عودة اللاجئين الفلسطينيين بين النظرية والتطبيق

إسرائيل ومستقبلها حتى عام2015م
تداعيات حصار غزة وفتح معبر رفح

اتجاهات التحول في توازن القوى السياسية والاجتماعية في الديمقراطية الأردنيةة


نحو توافق فلسطيني لتحريم الاقتتال الداخلي

 

 

 

 

 

 

 

Designed by Computer & Internet Department in MESC.Latest update   August 27, 2011 10:40:29