رؤيتنا للمتغيرات

نشـاطـاتنا

إصـداراتنـا

وثـائـــق

دراســـات

خدمات مجانية

الدورات التدريبية

الشؤون الإسرائيلية

أحدث الإصدارات

المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية

 

 

اتجاهات التنمية الاجتماعية والبشرية في الأردن

التحولات والثورات الشعبية في العالم العربي الدّلالات الواقعية والآفاق المستقبلية

تركيـــــا وإسرائيـــــل وحصار غزة

تـداعيـات هجـوم إسـرائيـل على أسطول الحرية

التسـويـة السيـاسيـة

 التحديات والآفاق

الوطــــن البديـــل آفاق التطبيق وسبل المواجهة

القرن الإفريقي وشرق إفريقيا

الواقع والمستقبل

رسالة أوباما التصالحية والمطلوب عربيا

الفاتيكان والعرب، تحديات وآفاق في ضوء زيارة البابا للمنطقة

التداعيات القانونية والسياسية لانتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني

السياسات العربية في التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي حتى عام 2015م

الأزمة المالية الدولية وانعكاساتها

 

تحليل

الانتفاضة والمقاومة

نقطة تحول غير مُدرَكة*

تزداد ضبابية الرؤية والتخبط في الاتجاه عندما لا يتمكن القادة السياسيون والمفكرون من إدراك نقطة التحول التاريخية التي يمر بها عصرهم ، وتظهر علامات التخبط والارتجال السياسي لدى القادة بشكل متصاعد وبكل أسف وعندما لا يدركون طبيعة ومكونات لحظة ونقطة التحول، وهو ما يلاحظ فيما يتعلق بالانتفاضة والمقاومة الفلسطينية المسلحة خلال أقل من نصف عام .

لقد أعادت الانتفاضة باندلاعها عقارب الساعة الإسرائيلية إلى الوراء، كما تسببت بإنضاج التحول السياسي في إسرائيل تجاه اليمين المتطرف، وانسحاب اليسار والوسط من برنامج السلام والتسوية إلى الاحتماء بمعسكر اليمين وزعيمه الإرهابي أرئيل شارون، وتمثلت نقطة التحول فلسطينياً بانكشاف الجاهزية العالية في المكنون النضالي، وكذلك في القدرة والكفاءة العسكرية غير المتوقعة لدى الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة وعلى الأخص الإسلامية منها ، حيث تمكنت من تكبيد الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، وكذلك في الجانب الاقتصادي ناهيك عن نجاحها في تقوية دائرة الحصار الإعلامي والسياسي على إسرائيل وتوسيعها على الأقل عربياً وإسلامياً.

لقد مثلت نقطة التحول هذه انعطافة مهمة ورئيسية في طبيعة ومكونات الصراع وأدواته، فبعد فرصة قاربت العشر سنوات على المحاولات السياسية اليائسة لإقناع الشارع الإسرائيلي والقيادات الإسرائيلية والرأي العام العالمي والإدارة الأميركية لتحقيق بعض الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني ، وبرغم التنازلات الكبيرة التي قدمها الطرف الفلسطيني والعربي أمام الضغوط الأميركية وبرغم يأسهم من خيار الشعب وخيار المقاومة، فقد عادت عقارب الساعة إلى الوراء لكنها محملة هذه المرة بكثير من الإحباط لدى القادة والمفكرين والساسة العرب الذين ربطوا مستقبلهم ومصيرهم ومصير شعوبهم بخيار مغلق، لا يمثل إلا انغلاقاً قيادياً وفكرياً على ما سمي بعملية السلام بوصفها " الخيار الوحيد، والخيار الاستراتيجي" ، وهو ما تسبب بتحجيم رؤيتهم السياسية والحد من فاعليتهم الميدانية في دعم مقاومة الشعب الفلسطيني للحفاظ على الأمن القومي والقطري العربي لعام أمام الخطر  الصهيوني الداهم ، وهو ما جعل مصير الأمة وقدراتها بيد العدو مهدداً بذلك الأمن القومي والقطري للوطن العربي بأجمعه

لقد نظّر البعض للتسوية وتقدم للدفاع عنها، وعمل على تمرير تنازلات رئيسية فيها عن الحقوق على الشعوب والقوى السياسية، وبذل جهودا مضنية وبتعاون مع العدو الصهيوني، كما استجاب للمطالب والضغوط والتهديدات والإغراءات الأميركية على مختلف المستويات الأمنية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والاجتماعية لإفشال وإضعاف القوى الإسلامية المقاومة للاحتلال، ومنعها من القيام بأي أعمال عسكرية أو تحريضية ضد الاحتلال، ومع ذلك فلم يجد هؤلاء من هذا الكيان إلا العنف والقصف والإرهاب والاستهانة والاستخفاف، وما وجدوا من الولايات المتحدة إلا مزيدا من التحيز للعدو الصهيوني ومزيدا من التجاهل للمصالح العربية.

لقد وضعت لحظة التحول الفلسطينية الأمة العربية والإسلامية أمام تحدٍ وامتحان جديدين، حيث فشلت آلات القمع والإرهاب الوحشية الصهيونية في النيل من عزيمة أطفال فلسطين ورجالها ونسائها في هذه الانتفاضة، وهم يخاطبون الأمة بأنهم لن يركعوا مهما قدموا من الشهداء والجرحى ولن يستسلموا لا بالجوع ولا بالحصار، وهو ما كشف ادعاءات القادة الذين زعموا بأنهم يعملون لحماية الشعب الفلسطيني وإنقاذه من خلال التفاوض وعملية السلام واستجداء الجانب الأميركي للضغط على إسرائيل، فيما هو في الواقع إنقاذ لإسرائيل من جحيم الانتفاضة والمقاومة.

لقد أثبتت لحظة التحول هذه أن السنوات التي مضت على القوى الإسلامية المقاومة في الإعداد قد أسفرت عن امتلاك القدرة والكفاءة على تنفيذ العمليات المسلحة النوعية ضد الاحتلال، وأن ما أصابها لحظياً من جراح أو ضعف إنما كان الهدوء الذي يسبق العاصفة، وهو ما أسقط رهان دعاة التسوية من أن المقاومة قصيرة النفس، وبالضبط في كل لحظة تصاعد انتقاد ومهاجمة المقاومة كانت تهب عاصفتها بشكل  أذهل العالم العربي والإسلامي، كما أذهل العدو والقوى الدولية، وهو ما يدفع إلى تعلم الدرس الوطني والقومي بأن الشعب وبقواه الحية وبدعم من أمته العربية والإسلامية قد أخذ قراره بالمقاومة حتى إنهاء الاحتلال، حيث مثلت الانتفاضة الأخيرة وقيادتها الإسلامية والوطنية الموحدة، وتوقف التنسيق الأمني الفلسطيني- الإسرائيلي فرصة ذهبية لبرنامج المقاومة ليثبت صحة هذه الفرضية، تماما كما ثبتت نظرية المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان برغم اختلاف الظروف والمدخلات الميدانية بل وتعقيدها في الساحة الفلسطينية .

لقد أعاد تصاعد أعمال المقاومة والانتفاضة -برغم العنف الصهيوني ووحشيته- إلى ذاكرة العدو أيامه الأخيرة في جنوب لبنان أمام ضربات المقاومة الإسلامية اللبنانية، حيث مثّلت العمليات الفلسطينية بمستواها النوعي والمكثف والناجح ضد قوات الاحتلال (ربما لأول مرة منذ سبع سنوات مضت) نقلة نوعية في المواجهة، وتحولاً مهماً في إدارة الصراع يقوم على هزيمة أمنية ونفسية لقيادة جيش العدو، وهو ما تسبب بقراراتها المتخبطة وقصفها العشوائي للمدنيين في بيوتهم دون تمكنها من ضرب بنية المقاومة أو كوادرها أو مواقعها، خاصة في ظل شعورها بحجم التقدم والتطور التقني والنوعي في عمليات المقاومة المسلحة ضد جنود الاحتلال.

إنها المرة الثانية التي تستشعر فيها إسرائيل أن احتلالها للضفة والقطاع والقدس أصبح ثمنه باهظاً ما يدفعها إلى إعادة النظر ببقائها فيها، والتفكير العملي بتوسيع الانسحاب من المناطق الأكثر خطورة، وليس التفكير بإعادة احتلال ما سلمته للسلطة كما يشاع، وذلك هروباً من جحيم المقاومة والانتفاضة، فقد أنقذها اتفاق أوسلو من الانتفاضة الفلسطينية الكبرى عام 1987 ، ويُخشى أن ينقذها الانغلاق العربي والفلسطيني الرسمي على خيار التسوية كخيار وحيد عام 2001.

إن فرضية برنامج الانتفاضة والمقاومة أن يجبر العدو على الانسحاب بدون اتفاق أو تنازل أصبحت ممكنة التحقيق في ظل النتائج الاولية لانتفاضة الأقصى والمقاومة المساندة لها، وبما أن برنامج التسوية قد أخذ فرصة كافية على مدى أكثر من عشر سنوات، فإنه من العقل والحكمة فلسطينياً وعربياً وإسلاميا تجربة خيار الانتفاضة والمقاومة لعام أو عامين، وبدعم شامل وواسع عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وإعلامياً، وتحمّل بعض التبعات الدولية، بينما يُعد الانغلاق والتقوقع على خيار التسوية الفاشلة كخيار وحيد مجرد تعصب ممقوت يضر بمصلحة الأمة ويعمي بصيرتها، ويضعف إرادتها السياسية إقليميا ودولياً ويشجع استمرار الاستخفاف الصهيوني بها وبقادتها.



* جواد الحمد، الدستور الأردنية،  1/5/2001 .

 أعلى الصفحة  عودة للصفحة

 

جائزة البحث العلمي

 

المؤسسة الأردنيـة

للبحوث والمعلومات

 

مجلـة دراســات

شـرق أوسطيــة

 

الندوات والمؤتمرات

حلقــات نقاشيـة

المحاضرات

الحفل السنوي للمركز

من إصداراتنا

 

مستقبل وسيناريوهات الصراع العربي- الإسرائيلي

معركـــة غزة ... تحول استراتيجي في المواجهة مع إسرائيل

احتمالات اندلاع الحرب في منطقة الشرق الأوسط 2010/2011

دراسة في الفكر السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس

العلاقات التركية- الإسرائيلية وتأثيرها على المنطقة العربية

 


حق عودة اللاجئين الفلسطينيين بين النظرية والتطبيق

إسرائيل ومستقبلها حتى عام2015م
تداعيات حصار غزة وفتح معبر رفح

اتجاهات التحول في توازن القوى السياسية والاجتماعية في الديمقراطية الأردنيةة


نحو توافق فلسطيني لتحريم الاقتتال الداخلي

 

 

 

 

 

 

 

Designed by Computer & Internet Department in MESC.Latest update   August 27, 2011 10:40:28