أعلى الصفحة
التقرير الصحفي
خلال ندوة لمركز دراسات الشرق الأوسط في الأردنّ
منتدون يدعون لاستراتيجية عربية مشتركة تحمي مكتسبات عملية 7 أكتوبر
دعا المتحدثون في الندوة التي أقامها مركز دراسات الشرق الأوسط في عمّان مساء الثلاثاء 7/10/2025، تحت عنوان "بين حرب 6 أكتوبر 1973، وعملية 7 أكتوبر 2023"، إلى دراسة التحوّلات والانعكاسات على القضية الفلسطينية والأمة العربية والإسلامية، بخصوص الصراع مع إسرائيل ما بين عامَيْ 1973-2023، وبناء استراتيجية سياسية شاملة تحافظ على مكتسبات عملية 7 أكتوبر.
وناقشت الندوة التي أدارها د. عبد الرحيم معايعة النائب في المجلس النيابي التاسع عشر، وشارك فيها أكاديميون وخبراء تداعيات ونتائج كل من المعركتين على القضية الفلسطينية وعلى العالم العربي والإسلامي، إضافة إلى العبر والدروس المستفادة وسبل الاستفادة منها في رسم استراتيجيات الصراع العربي- الإسرائيلي للعقد القادم، بعد محاولات إعادة احتلال قطاع غزة واستيطانه، وقيام إسرائيل بإبادة جماعية وجرائم حرب ضد المدنيين، والمصادرة والاستيطان والضمّ في الضفة الغربية، واستهداف بعض العواصم العربية والإسلامية بالقصف، وإعلان مشروع إسرائيل الكبرى.
وبيّن اللواء محمود ارديسات عضو مجلس أمناء مركز دراسات الشرق الأوسط أن أهداف معركة 6 أكتوبر عام 1973 واقتحام خط بارليف الذي كان يصوّر كإنجاز عسكري تاريخيّ، كان يقارن بخط ماغنو بين ألمانيا وبلجيكا قبيل الحرب العالمية الثانيّة، وجرى كسر هيبة الجيش الإسرائيلي وإظهار إمكانية هزيمته، ما أدى إلى تدّخل أمريكي مباشر لمنع انهيار إسرائيل في تلك الحرب.
وأوضح ارديسات أنّ عملية 7 أكتوبر كذلك اخترقت القوة العسكرية والأمنية والإسرائيلية وتمكنت من إعادة القضية الفلسطينية إلى أولوية القضايا العالمية، وكسر السردية الإسرائيلية بوصف إسرائيل قوة لا تقهر أمنياً وعسكرياً، مما استفز الغرب للتدخل عسكريّاً وسياسيّاً لمنع انهيار إسرائيل أيضاً.
بدوره أشار د. نظام بركات رئيس المجلس العلمي في مركز دراسات الشرق الأوسط، إلى أن الإنجاز العسكري الذي تحقق في أكتوبر 1973 وقاد العرب من التحالف الشرقي نحو التموضع الغربي، كما شهد تحوّلاً سياسيّاً في إسرائيل نحو اليمين، وتسبّب بتوقيع اتفاقات السلام بين أكبر دولة عربية وإسرائيل، وأدى إلى إخراج مصر من الصراع العربي- الإسرائيلي منذ عام 1978.
واستعرض بركات أبرز تداعيات عملية 7 أكتوبر، وتشكيله تحوّلاً نحو تنامي مفاهيم الجهاد والقيم الإسلامية ضد إسرائيل للدفاع عن الأرض والمقدسات، ولم تشارك الدول العربية في هذه المعركة، واستبدل الدور العربي من دور مساند للمقاومة ضد العدوان الإسرائيلي إلى دور الوساطة بين الطرفين.
فيما أكد د. قاصد محمود الخبير العسكري والاستراتيجي، وعضو فريق الأزمات العربي في مركز دراسات الشرق الأوسط أن حرب 6 أكتوبر 1973، وعملية 7 أكتوبر 2023 تشكلان حربَيْن تحويليتَيْن وأظهرتا قدرة الجندي العربي على هزيمة الجندي الإسرائيلي إذا توّفرت الإرادة السياسية، لكن حرب عام 1973 لم تترجم النجاحات العسكرية إلى مكاسب سياسية.
فيما أكد د. قاصد محمود الخبير العسكري والاستراتيجي، وعضو فريق الأزمات العربي في مركز دراسات الشرق الأوسط أن حرب 6 أكتوبر 1973، وعملية 7 أكتوبر 2023 تشكلان حربَيْن تحويليتَيْن وأظهرتا قدرة الجندي العربي على هزيمة الجندي الإسرائيلي إذا توّفرت الإرادة السياسية، لكن حرب عام 1973 لم تترجم النجاحات العسكرية إلى مكاسب سياسية.
وأشار محمود إلى أنّ عملية 7 أكتوبر أزالت جزءاً من حالة الوهن العربية الإسلامية، وأحدثت تغييراً في الفكر العسكري رغم أقسى أنواع الحصار والضغط الذي تعرضت له، وحققت مكاسب عسكرية وسياسية على مختلف المستويات، لكن العالم العربي بحاجة إلى إرادة سياسية وتغيير قواعد الاستقطابات في المنطقة للاستفادة من هذه المكتسبات، خاصة بعد الاعتداء الإسرائيلي على قطر، ما عزز احتمالات تفعيل الصراع بين دول عربية وإسلامية مع إسرائيل.
وخلص المتحدثون إلى أن عملية 7 أكتوبر أعادت الصراع إلى أصوله، وظهرت المقاومة مدافعة عن الأمن العربي، وبينوا في ضوء ذلك أهمية إعادة دراسة نتائج المعركتين بما يؤدي لإدراك الحقائق الجديدة بفرصها وتحدياتها، وإعداد الاستراتيجيات اللازمة للتعامل مع التداعيات والانعكاسات على القضية الفلسطينية وعلى العالم العربي والإسلامي، وضرورة إعادة بناء الثقة بالنفس والاعتماد على الشعوب والرّهان على المقاومة الفلسطينية لصد العدوان الإسرائيلي، واستعادة التعاون التكاملي بين الدول العربية والإسلامية، ودعم موقف المفاوض الفلسطيني لإنهاء الحرب على قطاع غزة وقطف ثمار الإنجازات العسكرية لعملية 7 أكتوبر 2023، والعمل على فتح آفاق المستقبل ودعم الفلسطينيين في مواجهة المكر السياسي الإسرائيلي وهزيمة المشاريع التوسعية الإسرائيلية على حساب دول المنطقة ومصالحها.
|