الرئيسية نبذة عن المركز اصداراتنا عروض خاصة للإتصال بنا

English

 

    

دولة الرئيس الدكتور/ سليم الحص، رئيس وزراء لبنان الأسبق
معالي الدكتور/ أكمل الدين أوغلي أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي
الأستاذ/ جواد الحمد، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط.
السيدات والسادة:

يسعدني في البداية أن أنقل لكم تحيات وتقدير معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى، الذي كان بوده أن يشارك في هذا الملتقى الهام مع هذه النخبة الممتازة من المفكرين والسياسيين العرب لدراسة موضوع "العرب وإسرائيل عام 2015... السيناريوهات المحتملة"؛ لولا انشغاله ومتابعته الدقيقة للشأن العراقي، لأن ما يجري في العراق يؤرق كل بيت عربي؛ فلا بد من وقف نزيف الدم في العراق، والحفاظ عليه مستقراً موحدا عربيا، ينسحب عنه الاحتلال، يعود أبناء العراق للعيش سويا في تسامح وتناغم وتفاهم وسلام كما كانوا عبر التاريخ وليعود العراق قويا، لأمته العربية يشارك في البناء وصنع المستقبل العربي، وكان اجتماع المؤتمر التحضيري في القاهرة والذي انتهى بنجاح في الأمس القريب خطوة جادة على هذا الدرب.

كما ينعقد مؤتمرنا هذا في ظروف غاية في الحساسية والدقة، ويأتي في أعقاب ما تعرض له الأردن الشقيق من عدوان آثم راح ضحيته العديد من الأبرياء نساءا ورجالا وأطفالا.

وهذه الجريمة النكراء خارجة عن تقاليدنا، وشيمنا العربية الأبية، ومنافية لمبادئ ديننا السمح الحنيف الذي حرص على أمن وأمان الإنسان، وحرم القتل بأوضح العبارات. ولا يكفي أن نستنكر وندين هذه الأفعال التي تسيء إلى أمتنا وتلحق ظلما وعدوانا بالدين الإسلامي، لأهداف سياسية خبيثة، بل لا بد أيضا من تحليل أسبابها واجتثاث دوافعها وعقاب القائمين بها؛ وذلك من خلال تعاون دولي يؤمن احترام المرجعيات الدولية والقانون الدولي؛ وتأسيس علاقات دولية سوية ديمقراطية، لا يتم فيها الكيل بمكيالين؛ ولا يستمر فيها التنكر للحقوق المشروعة للشعوب وتستمر فيه إسرائيل في ممارسة شتى أنواع العدوان والإرهاب المنظم على الشعب الفلسطيني وخلط الأوراق وتضليل الرأي العام العالمي من خلال وصف المقاومة بالإرهاب للهروب من التزاماتها. وتمعن في عدوانها وجرائمها على الشعب الفلسطيني كل يوم قتلاً وتدميراً وحصاراً وسجناً، جرائم حرب جرائم العقاب الجماعي، جرائم مصادرة واستيطان جرائم يعاقب عليها القانون الدولي لأنها انتهاكات خارجة كل بنود اتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولي الإنساني أمام العال الذي لا يحرك ساكنا؛ في مؤامرة غريبة مشبوهة.

نقول ذلك والعالم يحيى اليوم يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني الذي حددته الأمم المتحدة بيوم 29 نوفمبر من كل عام، ذكرى تقسيم فلسطين وتشريد شعبها.

وإذا ربطنا بين هذا اليوم وهذه الذكرى، وبين هذا المؤتمر الهام الذي ينعقد بالعاصمة الأردنية عمان وما يحتويه جدول أعماله من محاور، فلا بد لنا أن نؤكد على الأمور التالية:

1)      إن معظم القيادات العربية تستفيد كثيرا من مراكز الأبحاث العربية، ولم تقدم لها الدعم المناسب ومن ثم فقد غاب دور هذه المراكز، في حين أن جميع دول العالم وخاصة المتقدمة منها تولي هذه المراكز أهمية قصوى، وتحرص على تعددها وتنوعها والاستفادة من دراساتها وأبحاثها في صنع القرار الصائب الرشيد.

2)      إن لعربّ خرجوا من عباءة الحكم العثماني، دون أن يكون لهم استراتيجيات واضحة وأهداف وطنية متفق عليها، تُوضع في خدمة تحقيقها إمكانيات عربية جماعية من خلال دراسات علمية محددة وبأساليب عصرية فعالة. الأمر الذي نفذته بكفاءة الحركة الصهيونية، فكان ما كان من وقوع معظم دولنا العربية في براثن الاحتلال والاستعمار الأجنبي.

3)      ولم نعي الدرس، وخاض العالم حربين كونيتين، كانت الأرض العربية فيهما مسرحا لمعارك طاحنة، ولم تكن لنا سياسات وتوقعات وحسابات لما ستكون عليه نتائج هذه الحروب، ولم يخرج العرب منهما بشيء غير الاحتلال لمعظم أراضيهم، وقيام دولة إسرائيل في قلب العالم العربي.

4)      ودخل العالم في غمار الحرب الباردة وسباق تسلح رهيب، وانقسم العالم إلى معسكرين، ووقف العرب في كلا الجانبين، دون خطة، أو إستراتيجية، وحتى مواقف جماعية متفق على حدها الأدنى، حتى نخرج من الحرب الباردة بأقل الخسائر لا على الأقل، ولم نتمكن في نهاية هذه الحرب، والتي يسميها البعض بـ "الحرب العالمية الثالثة" لخطورة نتائجها مرة أخرى من التوصل إلى إستراتجية عربية واضحة لمعالجة نتائج هذه الحرب، بينما استفادت إسرائيل سياسة وتسليحا واقتصاداً. كما استفادت من خلال إستراتيجية طويلة المدى من تحقيق مكاسب كبيرة من خلال حروب شنتها على بعض دولنا العربية في ظل الحرب البارة أعوام 1948، 1956،1967 باستثناء حرب 1973، وهي التي نجح فيها العرب، لأنا قامت على تخطيط وتعاون عربي وإتباع منهج علمي في التضليل والخداع الاستراتيجي والحشد ووضع الخطط العسكرية.

5)      وفي أعقاب حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، توجه العرب للسلام، ولكن للأسف لم يتوجهوا بموقف موحد، متماسك، وفق إستراتيجية شاملة للحصول على أفضل النتائج من هذا التوجه، بينما صعد العدو عدوانه على الأمة العربية واجتاح لبنان عام 1982 وحاصر بيروت، وخرب في أكثر من عاصمة عربية، واغتال وحاول اغتيال قيادات فلسطينية كبيرة، وأمعن في إقامة المستوطنات وتهويد القدس ومصادرة الأراضي وحصار الشعب الفلسطيني والعدوان العسكري على أبنائه.ولا زال هذا العدوان مستمرا بالآلة الحربية الإسرائيلية رغم توقيع اتفاقيات أوسلو، وغيرها واتفاق الفصائل الفلسطينية على هدنة أو تهدئة ورغم تأكيد العرب المرة تلو المرة بأن السلام خيار استراتيجي، وتبني مؤتمر القمة في بيروت مبادرة السلام العربية، إلا أن إسرائيل أدارت ظهرها لكل ذلك، بل وكان رد فعلها عل مبادرة السلام أن اجتاحت المدن الفلسطينية وسجنت الرئيس الشهيد ياسر عرفات في مقر إقامته.

6)      وما سنواجهه اليوم هو الأجندة السياسية للسيد شارون، وتتلخص ف يحل مؤقت طويل الأمد والقبول بدولة فلسطينية مؤقتة، في غزة وأجزاء من الشفعة الغربية في ثلاثة أو أربعة معازل تتصل مع بعضها من خلال أنفاق تحت الأرض، وتهويد القدس، وضم المستوطنات والإبقاء على جدار الفصل العنصري حدوداً ما بين الجانبين، وإغراق عملية السلام في مفاوضات عقيمة طويلة حول قضايا ثانوية، بعيدة كل البعد عن قضايا الحل النهائي، والقيام بخطوات محدودة مثل الانسحاب من غزة لتخفيف الضغوط الدولية حول ضرورة تطبيق إسرائيل لخريطة الطريق ورؤية الرئيس بوش، وللظهور أمام العالم بمظهر المتمسك بالسلام والذي يتخذ قرارات مؤلمة، وفي اعتقادنا أن ما نشاهده اليم على الساحة السياسية الإسرائيلية واستمرار وضع العراقيل أمام القيادة الفلسطينية المنتخبة بقيادة الرئيس محمود عباس والادعاء الدائم بأنه لا يوجد شريك فلسطيني للسلام في هذا الجيل بأكمله، سوف يستمر لأعوام عديدة ولن نشهد انفراجات أو تغيير ذي مغزى.

ومن هنا نؤكد على أهمية محاور هذا المؤتمر والدراسات والأبحاث المقدمة له، حتى نضع أمام صانع القرار العربي الرؤى الصحيحة والبدائل التي يمكن أن يتبناها لدرء الأخطار والألغام التي توضع في طريق عملية السلام، أو إيجاد البديل الحتمي للتحرك عند إعلان فشل هذه العملية وعدم جدوى التحرك في إطارها.

7)      ومن هنا لا بد أن نؤكد مرة أخرى على أهمية هذا المؤتمر مع أهمية ربط نتائجه واستكماله بمؤتمر آخر يعالج قضية القدس والتي هي ف يقلب كل الاستراتيجيات المتعارضة.

ولتحقيق نتائج المؤتمر نعتقد أنه من الضروري مشاركة العرب في إصلاح النظام الدولي بكل فعالية لتحقيق الأهداف الرئيسي بالنسبة لاستقرار العالم وخاصة تحقيق السلام والأمن الجماعي والتنمية الاقتصادية وحماية حقوق الإنسان وسيادة القانون، وهو ما طالبت به الوثيقة الختامية لقمة الألفية الثانية  في العيد الستين للمنظمة الدولية.

كما أنه من الضروري إرساء الممارسة الديمقراطية في المعاملات بين الدول وعدم الكيل بمكيالين، وهذا يستوجب إصلاح الأمم المتحدة لتكون القدرة في الممارسة الديمقراطية، وهنا يجب التأكد على أهمية عدم غياب الدور العربي الفاعل في هذا المجال.

8)      وفي الختام إذا جاز لنا أ نقول أن المشروع الصهيوني حقق الكثير من أهدافه في القرن الماضي فإن هناك إخفاقات واضحة في تنفيذ هذا المشروع لأنه اعتمد على القوة العسكرية المفرطة لتحقيق أهدافه، كما اعتمد اعتمادا كاملاً على دول كبرى من خارج المنطقة تقدم له المال والسلاح والحماية الدولية، كما فشل هذا المشروع في كسر إرادة وصمود الشعب الفلسطيني ودفعه إلى الاستسلام وبأن تعيش إسرائيل كجزء من نسيج وثقافة المنطقة.

نشكركم مرة أخرى على دعوتكم الكريمة وأكرر تمنيات معالي الأمين العام بنجاح هذا المؤتمر الهام.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

لأعلى الصفحة  عوده للصفحة

المؤتمر في سطور

برنامج المؤتمر

المتحدثون

كلمات الافتتاح

ملخصات الأوراق

 المؤتمر في الإعلام

أخبار المؤتمر

إعلان المؤتمر

 الكلمة الختامية

التقرير الختامي

خارطة موقع المؤتمر

صور المؤتمر

الداعمون

Designed by Computer & Internet Div.