الرئيسية نبذة عن المركز اصداراتنا عروض خاصة للإتصال بنا

English

 

كلمة معالي السيد عبد الهادي المجالي
رئيس مجلس النواب

السيدات والسادة أصحاب الشرف الأعزاء،،،                                                               عوده للصفحة

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد....
        فلم يعد خافياً  عند عتبات القرن الواحد والعشرين، إن جميع القضايا التي شكلت بؤر توتر على امتداد التاريخ، كانت دائماً نتاجاً طبيعياً لعلاقات دوليه شاذة، سادت خلال هذه الحقبة الزمنية أو تلك، ولم تكن قضية فلسطين وهي أساس العلاقات غير الطبيعية بين العرب وإسرائيل، بمعزل عن إفرازات هذا الثابت، مع ما أضفته المراحل الزمنية من الصراع على هذه القضية من تطورات، فهي قضية فلسطين، وهي القضية الفلسطينية، وهي قضية الصراع العربي – الإسرائيلي، وهي مشكلة الشرق الأوسط، وهي قضية مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ولا أدري إلى أين ستذهب بنا التسميات حتى العام 2015، إذا ما استمرت وتيرة العلاقات الدولية على ما هي عليه الآن من تغليب لمنطق القوه على منطق العقل، وركوب لموجة العنف والعنف المضاد، واستمرار للخلط بين مفهوم المقاومة المشروعة للظلم والاستبداد والاحتلال، ومفهوم الجريمة الإرهابية.
        وفي السياق ذاته، فلم يعد خافياً كذلك إن النزعة الدينية القائمة على التعصب ورفض الآخر، كان لها وما زال، أثرها الواضح في تحديد شكل ومضمون منظومة العلاقات الاستراتيجية الدولية، فالحركة الصهيونية مثلاً، حتى وإن حاول البعض عبثاً تحييد السياسة عن فلسفتها الأم، إنما هي حركة انبثقت عن نزعة دينية سعت باستمرار إلى تمييز أتباع الديانة اليهودية عن سواهم من البشر، وليس أدل على ذلك من إصرار القيادة السياسية الإسرائيلية وفي هذا الوقت بالذات، على أن يقر الفلسطينيون والعرب، بأن دولة إسرائيل إنما هي دولة يهودية أو هي دولة لليهود، ولست أرى حجةً أقوى من هذه الحجة التي تؤكد طبيعة النزعة الدينية في كينونة دولة إسرائيل، والغريب أن العرب هم الذين يُتهمون وباستمرار، بتوظيف الدين في إدارتهم للصراع مع إسرائيل، بينما لا يشير أحد خارج المنظومة العربية من قريب أو بعيد، إلى أن دولة إسرائيل قد نشأت أصلاً على أساس نزعة دينية محضة.
        نحن إذن أمام حقيقة راسخة مؤداها أن التوظيف الخاطئ للدين في إدارة العلاقات الدولية على مر التاريخ، جسّد حالة الشذوذ في تلك العلاقات، وان هذا الشذوذ افرز بالتالي، قضايا النزاع والصراع وما نجم عنها من ويلات وحروب ودمار وتشريد على امتداد الكوكب، فالأديان التي إرادتها السماء لترسيخ مبادئ الحرية والعدل والاستقامة، وتجسيد قيم الحق والإخاء بين بني البشر، جرى توظيفها خطأ وبفعل تعصب متدينين وأشباه متدينين، لإشاعة القهر والتسلط والألم والمعاناة والظلم في هذه الحياة، ولم تكن قضية فلسطين وهي الجوهر في أسباب وجذور الصراع العربي الإسرائيلي، بمعزل عن هذا الواقع، عندما تم وعلى مرأى من العالم وبمباركة من دوائر القوة والنفوذ في هذا العالم، تشريد شعب في طول الأرض وعرضها، من أجل إقامة دولة أو وطن قومي لليهود على أرضه.
        إن مجمل التطورات، في العلاقات البينية العربية منذ قيام الجامعة العربية وحتى اليوم، يشير إلى بروز حالة القطرية المصلحية على حساب المصالح القومية العربية، وهو أمر ترك أثره السلبي عربياً على العلاقات العربية والإسرائيلية.
        لا أريد العودة إلى الماضي، ولا ارغب في نبش ذلك الماضي عملاً بتعليمات هذا المؤتمر المكتوبة، وعليه فإنني أود الإشارة وباهتمام، إلى محطة بارزة جداً في تاريخ علاقات الصراع العربي الإسرائيلي، عندما تبنى العرب مبادرة سلام شاملة في قمة بيروت الأخيرة، وهي مبادرة شكلت في تقديري ابرز محطة مفصلية في تاريخ هذا الصراع، ولا افهم حتى الآن، الأسباب الحقيقية لرفضها من جانب إسرائيل بالذات، خاصة وان تلك المبادرة، كانت أبرز موقف يبدي فيه العرب جميعاً، رغبة أكيدة وعملية في سلام عملي دائم وموثق يقر بوجود دولة إسرائيل، وعلى نحو يضع حداً فاصلاً للصراع الدائر منذ عقود، ففي الوقت الذي أبدى العرب فيه رغبتهم في إعطاء إسرائيل كل ما أرادت عبر تاريخ الصراع، مقابل استعادة الأرض المحتلة والإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني، نعم في هذا الوقت بالذات، بدت الحكومة الإسرائيلية غير راغبة في حل تاريخي حاسم، وهو موقف يجعلنا نجنح جميعاً إلى القبول بعنوان هذا المؤتمر، والذي يتحدث عن السيناريوهات المحتملة للعلاقة بين العرب وإسرائيل عام 2015، أي بعد عشر سنوات من الآن، فالأصل كما هو واضح من هذا العنوان، أن الصراع سيستمر والى ما لا نهاية في المنظور القريب، وان الأمر يتعلق فقط، بتدارس سيناريوهات الواقع الذي سيكون عليه هذا الصراع بعد عقد من الزمن !!.
حضرات السيدات والسادة،،،
       
مريح للمنظرين والمفكرين والمهتمين نظرياً، مواصلة التحليل سياسياً للصراع وأبعاده، واستنباط العناوين والمحاور للندوات والمؤتمرات التي تتعرض للصراع العربي الإسرائيلي، وللواقع العربي الإسرائيلي، ولربما افرز هذا الصراع حالة تجعل الكثيرين لا يكادون يتصورون أن تستقيم الحياة في هذا الإقليم من العالم، دون أن يكون هناك صراع ونزاع وخلافات تفضي إلى عنف وقتل ومفاوضات واتفاقات واختلافات، وهكذا والى ما لا نهاية.
        نعم قد يبدو هذا مريحاً أو مناسباً للمنظرين والمتابعين، ممن ارتبطت حياتهم وربما أرزاقهم بهذا الصراع، إلا أن الأمر المؤكد أن هناك بشراً يتألمون ويعانون ويجوعون ويطمحون لحياة حرة كريمة أفضل، وان ذلك لن يتحقق لهم إلا بحسم الصراع وإحلال السلام على أسس عادلة، ولست أتصور أن مثل هذا الحسم يمكن له أن يتحقق حتى العام 2015، في ظل استمرار الشذوذ في العلاقات الدولية، وفي ظل استمرار توظيف النزعة الدينية نحو مزيد من التعصب وهضم حقوق الآخر، وتغليب منطق القوة على منطق الحوار في عالم تسوده مبادئ العدل والتكافؤ والاحترام المتبادل، وتضافر الجهود من اجل حياة أكرم للإنسانية كافه.
       
نعم "حضرات السيدات والسادة الأفاضل"، شكل السيناريو ومضمونها منذ الآن وحتى العام 2015، تحدده طبيعة العلاقات الدولية، وهي علاقات يحكمها حالياً منطق إنني دائماً على حق، وان الآخرين ليسوا كذلك، وان استخدام القوة بدل لغة الحوار ومحاولة فهم الآخر ديناً وتاريخاً وحضارة وثقافة، هو الاستخدام الأفضل والأمثل لتحقيق الأهداف الكبيرة.
      
مؤسف حقاً أن يكون هذا المنطق هو السائد في الزمن الراهن، والمؤسف أكثر من هذا، شيوع حالة النفاق السياسي الذي يزين للكبار والأقوياء على هذا الكوكب، حق استباحة كرامات الآخرين وحقوق الآخرين وحياة الآخرين، بمنآى عن العدل والحق واحترام حقوق الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً، كما أكدت الأديان كافه.
       أشكركم حضرات الأعزاء، ومن خلالكم اشكر مركز دراسات الشرق الأوسط على الجهد الطيب، وعلى إتاحة هذه الفرصة الثمينة لنا كي نرحب بالضيوف الكرام، ونستمع إلى شيء من فكرهم النير وتجاربهم وآرائهم السديدة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

لأعلى الصفحة  عوده للصفحة

المؤتمر في سطور

برنامج المؤتمر

المتحدثون

كلمات الافتتاح

ملخصات الأوراق

 المؤتمر في الإعلام

أخبار المؤتمر

إعلان المؤتمر

 الكلمة الختامية

التقرير الختامي

خارطة موقع المؤتمر

صور المؤتمر

الداعمون

Designed by Computer & Internet Div.