الرئيسية نبذة عن المركز اصداراتنا عروض خاصة للإتصال بنا

English

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أصحاب الدولة والسيادة والمعالي والعطوفة والسعادة والسماحة                                           عوده للصفحة
الزملاء الباحثون والخبراء
السادة والسيدات الضيوف

انه لمن دواعي سروري ان اقف اليوم بين يدي هذه النخبة المتميزة من ابناء الامة العربية لاتحدث اليهم في افتتاح هذا المؤتمر العربي المهم، وهي نخبة تمثل اطيافه السياسية والاجتماعية والفكرية والعلمية المتعددة، والتي التأمت في عمان لتسهم في رسم مستقبل هذه الامة الواعد، ولتضع بين يدي قياداتها الرسمية والشعبية رؤيتها لمستقبل الصراع العربي-الاسرائيلي الذي شكل خرائط المنطقة السياسية منذ عقود خلت، ولا زال فاعلا في مخططات التشكيل الجديدة لها، ولترسم معالم وملامح السيناريوهات المحتملة لطبيعة الصراع ومخرجاتها والتحديات التي ستفرزها.
          ان التكامل والتنوع الذي يتمثل في هذه النخبة من أحد عشر دولة عربية، انما يعد عاملا فاعلا في انجاح اعمال هذا المؤتمر ، ونشكر لكم جميعا هذه الاستجابة لدعوة الحضور والمشاركة.
الاخوة والاخوات ،،،
        
منذ ثلاثة اعوام ونصف ( أي في آذار/ مارس 2002) التأم جمع من المفكرين والباحثين العرب في عمان بدعوة من مركزنا للتشاور حول فكرة هذا المؤتمر في ورشة عمل استمرت يومين، شارك فيها خمسة وعشرون باحثا عربيا، حيث توصلت الى محاور المؤتمر وبرنامجه الاساسي، واعدت ورقة الاطار الاسترشادي الخاصة به، كما اقترحت عددا من الباحثين والخبراء العرب المتخصصين لاعداد اوراقه وبحوثه، وها هو المشروع يرى النور في باكرة اعماله صبيحة هذا اليوم في عمان.
         ان الهدف الاساسي لعقد هذا المؤتمر يتمثل في المساهمة الموضوعية في صياغة السيناريوهات المتوقعة للصراع العربي-الاسرائيلي، ولبلورة اتجاهات اولويات الامة في التعامل مع هذا الصراع مستقبلا، وبالتالي العمل على بلورة منهج جديد في ادارة الصراع يقوم على الفعل والتخطيط وتوفير الادوات والامكانات اللازمة امام متخذي القرار في الوطن العربي، كما يهدف الى رفع مستوى الوعي بالتحديات والفرص التي يحملها المستقبل.
         وبذلك يمكن القول أن هذا المؤتمر يعد من الوقفات الاستراتيجية المهمة للامة مع الذات ومع المتغيرات الواقعية والمستقبلية، حيث يمكن عبر دراستها رسم بعض الاتجاهات والديناميكيات الخاصة بحركتها التاريخية ومآلاتها المسقبلية خلال الفترة القادمة، والتي حددناها بعشر سنوات، ليكون التنبؤ والاستشراف في المدى المعقول لحركة المتغيرات وانعكاساتها.
        وبذلك يمثل هذا المؤتمر استجابة واعية للتحديات والمخاطر التي تواجه مصير الامة ومستقبل قضية فلسطين، خصوصا في ظل غياب الرؤية العربية الواحدة، ونزوع الولايات المتحدة الى تغيير الخرائط السياسية في المنطقة وبناء منظومات اقليمية جديدة تحقق الامن والاستقرار لاسرائيل، دون ان توفر الحد الادنى من حقوق الشعب الفلسطيني.
الحضور الكرام ،،
       
ينعقد مؤتمركم اليوم في الذكرى الثامنة والخمسين للقرار الأليم بتقسيم فلسطين عام 1947،  وفي ظل تضحيات جسام قدمها ابناء الشعب الفلسطيني منذ النكبة وحتى اندلاع الثورة الفلسطينية المعاصرة، والى ان اندلعت الانتفاضتان الكبريان: الأولى عام 1987 والثانية عام 2000، كما ينعقد هذا المؤتمر في ظل تغول يميني صهيوني على الادارة الاميركية، وصل به الاستخفاف بالعالم ان يهدد بقصف قناة الجزيرة في الدوحة بعد ان دمر مكتبيها في افغانستان وبغداد عن عمد، في محاولة للجم صوت ينقل جزءا من حقيقة الاجرام الصهيوني في فلسطين ولبنان، والجرائم الاميركية في العراق، واسمحوا لي أن أعلن باسمكم من قاعات هذا المؤتمر تضامننا الكامل مع الاخوة العاملين في قناة الجزيرة ومع سياستها المهنية والدقة التي تتخذها في نقل الحقائق، ولنعبر عن ادانتنا الكاملة لتوجهات الادارة الاميركية في استخدام العنف والقوة والتهديد ضد وسائل الاعلام العربية الحرة.
       ومن جهة ثانية فهو ينعقد لبحث قضية الامة المركزية وصراعها الاكثر مرارة وخطورة في ظل تداعيات التفجيرات التي نفذت في عمان قبل اسابيع عدة، والتي راح ضحيتها العديد من الابرياء، والتي اكدت على تسارع وتنامي عمليات الاستنزاف الداخلي لطاقات وامكانات الامة التي كان ينبغي ان توظف لمواجهة التحديات والمخاطر الخارجية التي تستهدف الجميع، وتزايد اتجاهات الاحتراب الداخلي والعنف، وهو ما يعبر عن خطورة استمرار حالات الانقسام في الأمة، وفقدان لغة الحوار والاتصال فيما بينها بديلا للغة العنف والقوة.
        ان دراسة اتجاهات الصراع العربي-الاسرائيلي، والتحديات التي تواجه مستقبل فلسطين، ومقدرات الامة العربية ووحدتها، انما تسهم بعمق في توحيد الجهود من جهة، وتوجيه الطاقات الى المواجهة الاستراتيجية مع الخطر الاكبر من الصهيونية العالمية والكيان الاسرائيلي من جهة ثانية.  
ايها السادة والسيدات الحضور،،
       
لقد قادت التحولات التي شهدتها الأعوام الخمسة عشرة الماضية الشعوب العربية عامة، والشعب الفلسطيني خاصة، إلى مزيد من التماسك على محاور أساسية، أهمها دعم القضية الفلسطينية ونجاح الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية بالاستمرار بقوة وتأثير بالغين.
       
ورغم المحاولات الإقليمية والدولية والإسرائيلية لإجهاض تضحيات الشعب الفلسطيني ودفعه نحو الاحتراب الداخلي للتخلص من عبئ مواجهته، غير ان العامل الفلسطيني حافظ على ديناميكية كامنة يمكن لها أن تؤثر على مختلف اللاعبين في رسم سياسات المنطقة، ولكنه كان بحاجة ماسة لديناميكيات عربية فاعلة ربما كانت الحالة اللبنانية بدحر الاحتلال الاسرائيلي بالمقاومة المسلحة عام 2000،  والعراقية بمقاومة الاحتلال الاميركي تمثل جزءا منها. وذلك رغم ان العامل العربي الرسمي والدولي لعب دوراً سلبياً لصالح سيادة مفهوم الولايات المتحدة وإسرائيل في التعامل مع الصراع ومفرداته المختلفة.
       
من جهة اخرى قادت هذه التحولات إلى تحييد أطراف عربية وإقليمية مهمة في بناء التوازنات الإقليمية، وشجعت تحول هذه الأطراف عن الصراع للانشغال بقضاياها المحلية الداخلية بحجة المحافظة على الأمن، وكذلك سعيها للمحافظة على سيادتها الوطنية في ظل هجمة دولية لأسباب ومبررات مختلفة، بل وصل الحد بالبعض منها الى المقايضة بين مواقفه القومية من قضية فلسطين او العراق بتوقف التحرش به اميركيا على صعيد الاصلاح السياسي وحقوق الانسان.
        
في ضوء هذه المتغيرات التي عملت على تشكيل الواقع في المنطقة، سوف يؤدّي العامل الإسرائيلي دورا مهما في تردّي عملية السلام، وتراجع اتجاهاتها، لانه لا يقدم للأطراف التي تقبل التفاوض معه أي تنازلات ذات قيمة فيما يتعلق بإنهاء الاحتلال، وهو ما يصب بالتالي في صالح تصاعد التأييد لبرنامج المقاومة وتفاعل اتجاهات المواجهة مع الكيان الاسرائيلي.
       
وقد تشهد المنطقة تسارع وتيرة المطالبة بالمشاركة الشعبية بالإصلاح السياسي وتداول السلطة وتطبيق قوانين الحرية والديمقراطية بما في ذلك اتجاهات الشفافية ومحاربة الفساد، وهو ما سيجعل المعادلة بين القوى السياسية والحكومات تصل إلى حد التكافؤ جماهيريا، بما يصبّ في بلورة مواقف عربية تحظى بشعبية يتوقع أن يكون أساسها مواجهة العدوان والاحتلال الاسرائيلي ودعم كفاح الشعب الفلسطيني.
الحضور الكرام،،
       
لقد سادت سياسة ردات الفعل على توجهات وبرامج الطرف العربي في معظم مراحل الصراع الماضية، حيث كان الطرف الآخر يخطط وينفذ ليجد العرب انفسهم امام استحقاق ردات الفعل ، ويبدو ان الاوان قد آن لتضع الامة سيناريوهات المستقبل امام ناظريها ، وتتفهم مكوناتها وانعكاساتها المتوقعة، وتدرك حركة متغيراتها التاريخية، لتعمل بالتالي على وضع الخطط والبرامج القائمة على السعي لحسم الصراع لصالحها ووفق ارادتها ولتحقيق حقوقها ، معترفة بحجم الاستحقاقات التي تحملها مثل هذه الاتجاهات، وهو  ما سيخرجها من دائرة رد الفعل الى دائرة الصراع الحقيقية بالفعل ورد الفعل المتبادل، وهو ما سيعمل المؤتمر على التوصل اليه خلال أيامه الثلاثة.
       ومما احب ان اشير اليه في هذا المقام أنه قد تم تشكيل لجنة علمية متخصصة لهذا الغرض منذ اكثر من خمسة شهور ، استلمت البحوث المختلفة، لتضع اهم ما ورد فيها من سيناريوهات ، وتمكنت من التوصل الى سيناريوهات اولية اربعة خلال السنوات العشرة القادمة وهي :
1- استمرار الأوضاع القائمة واتجاهاتها العامة دون حسم واضح للصراع
2- تزايد  تدهور الوضع العربي وتراجع قضية الصراع
3- استمرار التسويات الفرعية في عملية السلام
4- تزايد فرص الصراع والمواجهة
       
حيث يتم وصف السيناريو تفصيلاً، بمحدداته والشروط التي يفترض توفرها كي يتحقق، ثم يتم تحليل انعكاسات كل سيناريو على مختلف المستويات.
       وسيتم وضع هذه الرؤية المقترحة كمسودة بين يدي هيئة استشارية موسعة يتم اختيارها من بين الزملاء المشاركين، ولتمثل فيها كل الدول العربية المشاركة، وذلك لمزيد من التنقيح والتطوير حيث تعاد صياغتها وتعرض على المؤتمر لتمثل اعلانه الختامي مدعومة بابرز التوصيات التي قدمها الباحثون للانتقال من الحال القائم الى حال التكافؤ مع الكيان الاسرائيلي في هذا الصراع، بوصفها شروطا موضوعية لاستثمار الواقع وتشجيع حركة السيناريوهات بما يحقق للامة اهدافها في هذا الصراع،  وهو ما قد يمثل رؤية استراتيجية متقدمة تخدم صانع القرار بكل مستوياته، وتضع له البدائل والخيارات المتاحة ومستلزماتها، ما يساعد على تحسين الاداء في ادارة الصراع منهجا ووسائل.
الاعزاء الزملاء ،،
       
لي كبير أمل بمؤتمركم هذا ان يتوصل الى رؤية استراتيجية واضحة ازاء هذه السيناريوهات ليكون خطوة نوعية على طريق تحقيق الاستقلال والحرية والتحرر من الاحتلال، وعودة الشعب الفلسطيني الى ارضه ووطنه، والتخلص من السرطان العنصري الصهيوني في المنطقة، ليتاح للامة الفرصة التاريخية الجديدة لخوض غمار التنافس الحضاري البناء للبشرية.
        ختاما لا يسعني الا ان اتقدم بالشكر الجزيل لحضراتكم على هذه المساهمة والمشاركة، وكذلك لوسائل الاعلام الاردنية والعربية ورموزها المتميزين بينكم اليوم، وبعض الوسائل الاجنبية التي تتعاطف مع قضايانا، كما اتقدم بالشكر الجزيل للجهات التي قامت على دعم المؤتمر وتوفير سبل النجاح له بمختلف الوسائل واخص بالذكر نقابة المهندسين الاردنيين، والبنك العربي الاسلامي الدولي، وجريدة الدستور الاردنية، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، وفندق الراديسون ساس، والخطوط الملكية الاردنية، وغيرها.
        كما يسعدني ان اتقدم بجزيل الشكر والامتنان للعاملين في لجان النظام والحماية والاعلام والضيوف والسكرتاريا وبقية اللجان وعلى راسهم رئيس اللجنة التحضيرية الاستاذ سمير ياسين، وكذلك الجهات الرسمية التي وفرت الاجواء والتسهيلات اللازمة لنجاح اعمال انعقاد هذا المؤتمر في مختلف مراحله.
       الشكر الموصول لكم جميعا ومرحبا بكم في بلدكم الاردن والله نسال ان يوفقنا واياكم لبلورة الرؤى وطرح التصورات والمشاريع التي تعين امتنا على حسم هذا الصراع الطويل لصالحها، ويحقق الآمال المعقودة على شبابها وشاباتها، ويعيد لها سيادتها وحريتها واستقلالها لتكون بين الامم واحة خير وعز كما كانت على الدوام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لأعلى الصفحة  عوده للصفحة

المؤتمر في سطور

برنامج المؤتمر

المتحدثون

كلمات الافتتاح

ملخصات الأوراق

 المؤتمر في الإعلام

أخبار المؤتمر

إعلان المؤتمر

 الكلمة الختامية

التقرير الختامي

خارطة موقع المؤتمر

صور المؤتمر

الداعمون

Designed by Computer & Internet Div.