رؤيتنا للمتغيرات

نشـاطـاتنا

إصـداراتنـا

وثـائـــق

دراســـات

خدمات مجانية

الدورات التدريبية

الدراسات الإسرائيلية


 

 
 
 
 
 
 
 

 

الصالون السياسي

 الوضع الاستراتيجي لإسرائيل في ضوء التحولات السياسية في المنطقة العربية

     عودة للصفحة

ععقد مركز دراسات الشرق الأوسط يوم السبت 5/12/2015 صالونه السياسي تحت عنوان "الوضع الاستراتيجي لإسرائيل في ظل التحولات السياسية في المنطقة العربية"،
وقدم مداخلات رئيسية فيه كل من الدكتور مهند مصطفى أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا، والدكتور نظام بركات أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك، والفريق المتقاعد الدكتور قاصد محمود الخبير العسكري والاستراتيجي، وأدار الصالون الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المتقاعد محمود إرديسات بمشاركة ثلة من الأكاديميين والخبراء والسياسيين والعسكريين.

وأشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا الدكتور مهند مصطفى إلى ثلاث مراحل من ردود الفعل الإسرائيلية مع الأحداث في المنطقة العربية، حيث وصف المرحلة الأولى بالصدمة لإسرائيل التي تفاجأت بالثورات العربية والتزمت حالة الترقب والصمت خاصة بعد الثورة المصرية؛ حيث تركز الهاجس لدى إسرائيل بالحفاظ على معاهدة السلام مع مصر، فيما لجأت في المرحلة الثانية إلى التكيّف مع المتغيرات في المنطقة العربية والتركيز على العامل الأمني للحفاظ على أمنها وتعزيز قدراتها العسكرية والاستخباراتية، كما عادت لسياسة بناء تحالفات مع أطراف المنطقة العربية كأثيوبيا وجنوب السودان واليونان وقبرص.
وأضاف مصطفى بأن إسرائيل لجأت في المرحلة الثالثة إلى بناء استراتيجية سياسية إلى جانب الاستراتيجية الأمنية، من خلال استغلال حالة الفوضى في المنطقة العربية لتأجيل الموضوع الفلسطيني وتكريس هذا التأجيل دولياً، وهو ما مكَّن إسرائيل من استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية وتعزيز عمليات الاستيطان والتهويد.

وخلص مصطفى إلى أن إسرائيل تعتقد أنها تعيش لحظة استراتيجية هامة جداً في تاريخها في ضوْء أن المنطقة العربية تعيش أضعف حالاتها، وهو ما يوجب على الدولة العبرية أن تستغل هذه الحالة وتعزز مكانتها الاستراتيجية وعلاقاتها مع دول المنطقة، غير أن إسرائيل تُقر بأن الموضوع الفلسطيني سيبقى عائقاً أمام تعزيز وضعها الاستراتيجي في الإقليم، لا سيما في ظل التقديرات بأن هذه الحالة العربية لن تستمر وأن تغيرات يمكن لها أن تؤثر سلباً على مكانة إسرائيل وأمنها.

من جانبه أكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور نظام بركات أن القضية الفلسطينية والصراع العربي- الإسرائيلي لم يعد على سلم أولويات الدول العربية في ضوء تزايد الصراع الداخلي والاستقطاب المذهبي والإقليمي، وعدم نجاح الثورات العربية في إقامة أنظمة ديمقراطية، إضافةً إلى استمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
وأكد بركات أن أبرز المخاوف التي كانت لدى إسرائيل في بداية الربيع العربي تمثلت بالخوف من استلام الشعوب زمام الأمور في دولها ما اعتبرته إسرائيل خطراً عليها نظراً للرفض الشعبي لوجود إسرائيل، إضافةً إلى المخاوف من صعود التيار الإسلامي، وحِرْص إسرائيل على المحافظة على معاهدات السلام، معتبراً أن الهاجس الأساسي لإسرائيل يتمثل بمشكلة شرعية وجودها في المنطقة وعدم قبولها، خاصة على مستوى الشعوب.
وحول التعامل الإسرائيلي مع البيئة الإقليمية، أشار بركات إلى تركيز إسرائيل على الخيار العسكري، ولجوئها للقوة العسكرية كما جرى في غزة، إضافة إلى خلق الفوضى والصراعات الداخلية باستخدام أطراف داخلية وتوظيفها بعد التدخل المباشر، مع إعادة النظر في بناء تحالفات إقليمية من جديد وتوسيع دائرة تحالفاتها، واستغلال الأقليات العرقية والإثنية في المنطقة العربية لتشجيع مطالبها ما يتسبب بانشغال الدول العربية بالسيطرة وتحقيق الأمن الداخلي على حساب الصراع مع إسرائيل.

وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور قاصد محمود في مداخلته إلى أن نقاط القوة الاستراتيجية الإسرائيلية تقوم على التخطيط السليم بعيد المدى وبناء التحالفات المصلحية مع القوى العظمى والمؤثرة، وبناء القوة القادرة دائماً على تحقيق التفوق النوعي على مصادر التهديد المجتمعة المحيطة بها، وتوفر سياسة ردع فعالة، والقدرة على إضعاف وتشتيت مصادر التهديد والتفوق الاستخباراتي والالكتروني وغياب فرص التحالف بين مصادر التهديد.
وفي المقابل اعتبر محمود أن أبرز نقاط ضعف إسرائيل تتمثل بضعف شرعية الوجود، وهشاشة المجتمع الإسرائيلي البنيوية والعوامل الديمغرافية الداخلية والشعور الدائم بالخطر.
وحول التهديدات والتحديات الاستراتيجية التي تواجه إسرائيل، أكد محمود أن التحدي الأبرز لإسرائيل هو المقاومة بكافة أشكالها، وصعود الحركات الإسلامية، موضحاً أن الفوضى التي تشهدها المنطقة تُمثل التحدي الأكبر لإسرائيل والذي قد يتحول إلى تهديد، خاصةً أن جزءاً رئيسياً من أمن إسرائيل مبنيٌ على توافق بين إسرائيل والنظام السياسي العربي على وجودها، ولذلك فإن حدوث الفوضى سيعيد الأمور إلى نقطة الصفر وسيهدم ما بنته إسرائيل طوال السنوات الماضية، حيث سيتوجب عليها التعامل مع الشعوب العربية التي لا تزال تعتبر إسرائيل العدو الأول، وهو ما يُفسر خشية إسرائيل من الفوضى في الأراضي الفلسطينية وانهيار السلطة وعدم ضبْط الواقع الفلسطيني واحتمال تصاعد الانتفاضة الفلسطينية، بعد ما حققته السلطة من ضبط أمني.
وأكد محمود على أن إسرائيل ستعود على المدى البعيد إلى حجمها الاستراتيجي الطبيعي وستواجه نهضة الشعوب العربية وانتفاضتها لتغيير واقعها، خاصةً إذا نجحت الجغرافية الفلسطينية في بناء مشروع شعبي قادر على رسم صورة المقاومة الحضارية الحقيقية في هذا المشروع.
وخلص المشاركون إلى أنه وعلى الرغم من الفرصة المتاحة لإسرائيل والمتمثلة بحالة الصراع الداخلي في المنطقة العربية، فإن إسرائيل تعيش حالةً من الارتباك وعدم القدرة على استثمار هذه الفرصة، إضافةً إلى تراجع الوضع الدولي لإسرائيل لا سيما فيما يخص علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي واستمرار حملات المقاطعة التي تستهدفها، علاوةً على ما يعيشه المجتمع الإسرائيلي من حالة انقسام سياسي وهوَسٍ أمني لا سيما بعد انطلاق الانتفاضة الفلسطينية وإتساعها إلى الأراضي الفلسطينية عام 1948.

انتهى،،،
                                                                   مركز دراسات الشرق الأوسط- الأردن


للإطلاع على الصالونات الأخرى

الترويسة من أسفل - مركز دراسات الشرق الأوسط

Designed by Computer & Internet Department in MESC.Latest update   December 15, 2015 23:42:47