رؤيتنا للمتغيرات

نشـاطـاتنا

إصـداراتنـا

وثـائـــق

دراســـات

خدمات مجانية

الدورات التدريبية

الشؤون الإسرائيلية

أحدث إصدارات 2010

التسـويـة السيـاسيـة

 التحديات والآفاق

الوطــــن البديـــل آفاق التطبيق وسبل المواجهة

القرن الإفريقي وشرق إفريقيا

الواقع والمستقبل

رسالة أوباما التصالحية والمطلوب عربيا

الفاتيكان والعرب، تحديات وآفاق في ضوء زيارة البابا للمنطقة

التداعيات القانونية والسياسية لانتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني

السياسات العربية في التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي حتى عام 2015م

الأزمة المالية الدولية وانعكاساتها

 


مبادرة الملك عبد الله الثاني لحل الخلاف بين حماس وفتح والدور الأردني الجديد

مقابلة الأستاذ جواد الحمد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط مع الإذاعة الأردنية
تم اللقاء عبر الهاتف يوم الثلاثاء / الموافق 26/12/2006 – الساعة 11 صباحاً
تم بث اللقاء مسجلاً الساعة 6.47 مساءً يوم الثلاثاء 26/12/2006
أجرى اللقاء: خليل القريوتي

خليل القريوتي: كيف تنظر إلى مبادرة الملك عبد الله الثاني بجمع عباس وهنية للمصالحة في عمّان؟

أ.جواد: رغم أن الكثير من المراقبين قد تفاجأوا من مبادرة الملك عبد الله الثاني بخصوص جمع الرئيس محمود عباس واسماعيل هنية في عمان لبحث الخلافات بينهما والتوصل إلى حلول وسط، برغم ذلك غير أنّ هذه المبادرة شكلت منعطفاً في التفكير الاستراتيجي الأردني في اتجاه التعامل مع القضية الفلسطينية في عام 2006، حيث كان التعامل والرهان الكامل على أن الفلسطينيين سوف يصلون إلى حل ما بقيادة الرئيس محمود عباس، أما وقد فشل الرئيس محمود عباس في التوصل إلى حكومة وحدة وطنية أو برنامج مشترك بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، فإن الأردن الذي يعتبر معنياً استراتيجياً بالقضية الفلسطينية ونتائجها وتداعياتها، ولذلك بادر بإطلاق هذه المبادرة من أجل جمع الرأسين على قاعدة التوصل إلى اتفاق بينهما يمثل حلاً وسطاً ربما يكون فيه الخير للشعب الفلسطيني ويمنع سفك الدماء ويمنع الصدامات على الأرض في الضفة الغربية وغزة، هذه المبادرة لا شك شكّلت رؤية أردنية جديدة تتعاطى بنظرة استراتيجية، وتدعهما معلومات تتواتر من هنا وهناك، وتتكاتف اليوم حقائق باتجاه أن الأردن يعمل على استعادة دوره القوي في الساحة الفلسطينية، وينفتح على حركة حماس انفتاحاً لم يكن قد حصل من قبل.

خليل القريوتي: هل سينجح الأردن في هذا الدور؟

أ.جواد: أعتقد أن الأدن مرشح أن يلعب هذا الدور ويحقق إنجازات، الشروط الموضوعية التي ينبغي أن تتحقق من أجل تحقيق هذا النجاح هي أن على الأردن أن يحاول ان يكون طرفاً وسيطاً بين الجانبين لا أن يكون مع أي منهما كما أشار بعض المحللين، هذه واحدة، والثانية أن يأتي الطرفان إلى عمّان بنية الاتفاق وليس بنية الإحراج ورفع الحرج فقط بسبب دعوة الملك عبد الله الثاني لهما لزيارة عمان، والثالث أن تُبحث الملفات الكاملة مع حركة حماس أيضاً سواء على صعيد العلاقة مع تنظيم حركة حماس أو على صعيد حكومتها من أجل طي الملفات السابقة وبدء صفحة جديدة في التعامل الأردني مع حماس ومع حكومة حماس، وبالتالي مع السلطة الفلسطينية ومع القضية الفلسطينية بشكل عام. هناك اعتبار رابع أن الأردن لعب دوماً دوراً مهماً في محاولة تخفيف الضغط الدولي على الجانب الفلسطيني وإقناع النظام الدولي بإعطاء الفرص وتعديل اتجاهاته العامة دون أن يجبر الفلسطينيين على اتجاهات مهمة، اليوم أعتقد أن الأردن من المفترض أن يلعب نفس الدور أيضاً، أن يأخذ دوره المهم في إقناع أمريكا وإسرائيل بضرورة إعطاء الفرصة الكافية لحكومة حماس كي تقود الشعب الفلسطيني، وأن يمارس جهوده مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعدم التدخل في أداء الحكومة الميداني وإعطائها فرصتها، مع الطلب من حركة حماس إبداء نوع من المرونة السياسية العامة التي يمكن أن يستخدمها الأردن في تحركاته الدولية والإقليمية.

خليل القريوتي: ما هي في رأيك أسباب الأزمة في الساحة الفلسطينية؟

أ.جواد: الأزمة لها سببان رئيسيان، الأول: أن البرنامج السياسي لكل من الرئيس محمود عباس وحكومة حماس متباينان، برنامج محمود عباس يقوم على استراتيجية التفاوض مع إسرائيل حتى النهاية، وعدم إعادة النظر فيها من جديد بعد مرور عشر سنوات، أما برنامج حركة حماس فيقوم على برنامج المقاومة والحشد الجماهيري والضغط على إسرائيل من أجل تحقيق الانسحاب من الأراضي المحتلة كما حصل في الانسحاب من قطاع غزة العام الماضي. هذان البرنامجان غير المنسجمين يعملان في الساحة الفلسطينية، والرئيس محمود عباس أراد ان يكون برنامجه هو السائد، ومن خلال كتاب التكليف الذي كلف به الحكومة الحالية، ولكن حركة حماس لا تستطيع أن تتبنى هذه المواقف باعتبارها مواقف تتناقض أيديولوجياً وسياسياً مع مواقفها. هذا هو السبب الأول. السبب الثاني: هو الخلاف على من يقود السلطة الفلسطينية، ومن يقود الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق برنامجه، لأن من له برنامج بحاجة أن يكون له موقع في القرار السياسي. حركة حماس تمكنت من إقناع الشعب الفلسطيني ببرنامجها، وانتخبها بنسبة أكثر من 60% في الانتخابات التشريعية الماضية، واليوم تسيطر على قرابة الثلثين من المجلس التشريعي الفلسطيني، ولذلك فهي تعتقد أنها الطرف الذي يجب أن يقود الساحة الفلسطينية والشعب الفلسطيني. فيما تعتقد حركة فتح وخاصة القيادات التي كانت في السلطة الفلسطينية سابقاً بأنها الأَولى بهذه القيادة لتحقيق برنامجها من جهة، ولتحقيق بعض المصالح من جهة أخرى. اليوم حماس تعيق تقدم برنامج حركة فتح السياسي، كما تعيق أن يتمكن بعض القيادات في فتح من تحقيق بعض المصالح له عبر السلطة، حيث تمسك حماس بالسلطة إمساكاً كاملاً.

خليل القريوتي: ما هي انعكاسات التحرك الأردني والأزمة الفلسطينية على عملية السلام؟

أ.جواد: واقعياً عملية السلام مدمرة اليوم وليس لها وجود ولا حضور ولا حقيقة، فالجانب الإسرائيلي يلجأ باستمرار للاجتياحات والقتل والاغتيال والاعتقال بدون اعتبار للموازين سواء موازين الاستقرار والأمن والمصالح العليا للأطراف المختلفة في المنطقة ولا لاعبتارات سياسية بسبب علاقاته مع الأردن ومصر، ولا بسبب الاعتبارات والقرارات الدولية، ولذلك الجانب الإسرائيلي هو من يتحمل هذه المسؤولية عن دمار عملية السلام. اليوم الكل ينظر إلى عملية السلام من زاوية قديمة، أنا أعتقد أنه يجب أن ينظر من زاوية جديدة لعملية السلام، تقوم على قاعدة أن يبدأ الجانب الإسرائيلي بتحقيق الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة عام 1967، ثم يتم النظر في برنامج الطرف الفلسطيني، وهو يقوم اليوم على برنامجين، برنامج يقول بتوقيع اتفاقية سلام وتطبيع مع إسرائيل، وبرنامج آخر يقول بإعطاء إسرائيل هدنة مع وجود قوات دولية فاصلة بين الجانبين لمدة 10-15 عاماً، وأعتقد أن أياً من البرنامجين يمكن أن يحقق نوعاً من الاستقرار في المنطقة، ويحقق مصالح بعض الأطراف. اليوم يمكن بحث هذين البرنامجين من جديد. كما أن أوروبا اليوم تجاوبت إلى حد ما مع فلسفة حماس في موضوع الهدنة كبديل لتوقيع اتفاقية سلام ويمكن أن تتجاوب إسرائيل أيضاً. الأردن يمكن أن يلعب دوراً مهماً في هذا الاتجاه، حيث إن مصر والأردن لهما علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل، وأن السلطة الفلسطينية يمكن أن تتحول إلى دولة فلسطينية مستقلة باتفاقية هدنة مدتها 10-15 عاماً، بضمانة أردنية مصرية وربما ضمانة أوروبية أمريكية وربما قوات دولية فاصلة بين الجانبين، حتى يمكن بناء الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة بشكل صحيح وسليم، وبعد انتهاء الخمسة عشر عاماً لكل حادث حديث كما يقولون في السياسة.

خليل القريوتي: أين موقع الحكومة الإسرائيلية من هذه التحركات؟ وكيف تفسر المرونة المبدئية التي أبداها (إيهود أولمرت)؟

أ.جواد: لا شك أن هناك اتجاهين داخل القيادة الإسرائيلية، الحكومة الإسرائيلية حالياً حكومة ضعيفة منذ قامت، وهي أضعف حكومة في تاريخ إسرائيل، الأمر الثاني هناك خطان داخل النظام السياسي الإسرائيلي، الخط الأول: يدعو إلى التشدد واستخدام القوة والعنف مع الفلسطينيين لقناعة أيديولوجية واستراتيجية بأن العرب يجب أن نستخدم معهم القوة حتى يضطروا للإذعان كما يقول الكثير من الكتاب الإسرائيليين. الخط الثاني يرى أنه لا بد من الالتصاق بالقيادة الأمريكية وبالخط العربي الذي يسمى (معتدلاً)، وعليه فإن الخط الثاني هو الذي يسود اليوم في قرارات (إيهود أولمرت)، حيث أنه يعيش في مأزق داخلي كبير وبحاجة إلى إنقاذ، فلجأ إلى الأردن ليحققه عبر تحريك عملية السلام وعبر لقائه مع الرئيس محمود عباس، لكن من الملاحظ أن هناك تردداً إسرائيلياً من التقدم خطوات إلى الأمام، وليس هناك جدية كاملة، الأردن ممكن أن يلعب دوراً مهماً في الضغط على إسرائيل من أجل أن تتقدم خطوات جادة تبدأ في إعادة الانتشار في المدن وتنتهي بالانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة وإنهاء الاستيطان وإعادة القدس الشرقية إلى الجانب العربي، وبالتالي توقيع اتفاقية هدنة أو اتفاقية سلام، بعد ذلك ممكن أن يحدث استقرار حقيقي في المنطقة، ثم تنمية اقتصادية واجتماعية واسعة.

خليل القريوتي: كيف ينظر الشعب الإسرائيلي والشعب الفلسطيني تجاه عملية السلام؟

أ.جواد: لا شك أن الشعب الفلسطيني اليوم يعيش حالة مأساة وحالة ضجر كبير من الاشتباكات والصدامات الميدانية التي حصلت بين أبناء الشعب الواحد، أما الشارع الإسرائيلي فأعتقد أنه يعيش حالة من الصدمة بعد حرب تموز يوليو 2006 على لبنان، عندما هُزم الجيش الإسرائيلي هزيمة نكراء، وعندما فشل بعدها في اجتياح قطاع غزة أيضاً، الشارع الإسرائيلي ما زال مرتبكاً بسبب أن حكومته مرتبكة وبسبب أن القيادات السياسية الإسرائيلية مرتبكة، ليس هناك رؤية استراتيجية إسرائيلية اليوم يسمعها الشارع الإسرائيلي من قادته.

على الصعيد الفلسطيني لا زال الشعب الفلسطيني يتطلع إلى اتفاق بين حماس وفتح، والذي من الممكن أن تلعب المبادرة الأردنية دوراً في تحقيقه في المستقبل القريب، أما فيما يتعلق بعملية السلام، الفلسطينيون يعتقدون في معظم استطلاعات الرأي العام وفي معظم كتاباتهم أن الجانب الإسرائيلي ليس جاداً على المسار الفلسطيني بتحقيق اتفاقية سلام دائمة وشاملة ضمن قرارات الأمم المتحدة، ويعتقدون أنه يستغل الوقت ويماطل من أجل تحقيق أهدافه الاستيطانية والتوسعية، وفرض الأمر الواقع ليكون أي تفاوض مستقبلي على الأمر الواقع وليس على الحقوق المطلقة للشعب الفلسطيني وفق القانون الدولي.

خليل القريوتي: الأردن مهتم بالقضية الفلسطينية، كيف تعتقد دوره المستقبلي فيها؟

أ.جواد: لا شك أن الموقف الأردني التقليدي الدائم منذ عدة عقود أن القضية الفلسطينية هي أساس الاستقرار، وسعى الأردن إلى التعامل مع هذا المفهوم بمستويات مختلفة ومراحل مختلفة بين شد وجذب، اليوم هو يحاول أن يحقق هذه الرؤية عبر مصالحة وطنية فلسطينية داخلية وعبر الضغط على الجانب الإسرائيلي ليقبل بحكومة تقودها حماس ولو بالحد الأدنى من المواقف السياسية التي يقبلها، وعلى الصعيد الأمريكي يحاول أن يقنع الرئاسة الأمريكية بأن الفلسطينيين لا يمكن أن يسلموا للإسرائيليين تماماً، وعليه ينبغي على الولايات المتحدة الأمريكية فك الحصار عن الشعب الفلسطيني وأن تقبل بحكومة تقودها حماس في المرحلة القادمة (4 سنوات قادمة) لينظر في نتائجها الواقعية، وأن تضغط الولايات المتحدة على الجانب الإسرائيلي من أجل تحقيق الانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة انسحاباً عسكرياً واستيطانياً شاملاً، وأن تقوم الدولة الفلسطينية خلال العامين القادمين كدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على كامل الأراضي المحتلة عام 1967. الموقف الأردني الجديد أعتقد ان له حظاً كبيراً من النجاح إذا وُفِّق في المصالحة بين حركة حماس وحركة فتح، وبالتالي إذا أعاد الأردن فتح علاقاته الحميمية مع حركة حماس كتنظيم وليس كحكومة فقط، هذا الاتجاه يمكن أن يجعل للأردن دوراً إقليمياً مهماً، ودوراً دولياً مهماً، وأيضاً ممكن أن يحقق للأردن مكاسب مباشرة على الصعيد الاقتصادي وعلى صعيد الاستقرار الداخلي من خلال ذلك.

أعلى الصفحة   عودة للصفحة

 

جائزة البحث العلمي

 

المؤسسة الأردنيـة

للبحوث والمعلومات

 

مجلـة دراســات

شـرق أوسطيــة

 

الندوات والمؤتمرات

حلقــات نقاشيـة

الحفل السنوي للمركز

من إصداراتنا

 

العلاقات التركية- الإسرائيلية وتأثيرها على المنطقة العربية

 


حق عودة اللاجئين الفلسطينيين بين النظرية والتطبيق

إسرائيل ومستقبلها حتى عام2015م
تداعيات حصار غزة وفتح معبر رفح

اتجاهات التحول في توازن القوى السياسية والاجتماعية في الديمقراطية الأردنية


نحو توافق فلسطيني لتحريم الاقتتال الداخلي

 

 

 

 

 

 

 

Designed by Computer & Internet Department in MESC.Latest update   December 11, 2010 11:56:10