صور من الحفل عرض تقديمي التقرير الإعلامي كلمات الافتتاح مسيرة المركز في 19 عاماً برنامج الحفل

برنامج الحفل السنوي التاسع عشر

برنامج الحفل

قاعات جبري للاحتفالات (السبت  27/3/2010)

الوقت

الفعــــاليــــــة

6:15 -6:30

استقبال الضيوف

6:30 -6:45

قص الشريط وافتتاح المعرض

6:45-7:15

حفل الافتتاح

- كلمة المركز/ أ. جواد الحمد

- كلمة زملاء المركز/ د. حسن عبد القادر

- كلمة منتدى الفكر العربي/ د. هُمام غصيب

- كلمة نقابة المهندسين الأردنيين/ م. ماجد الطباع

- كلمة الجمعية الأردنية للعلوم السياسية/ د. مصطفى العدوان

7:15-7:45

كلمة ضيف الحفل

أ. إبراهيم هلال/مدير التطوير التحريري لقناة الجزيرة

(الحراك السياسي في الوطن العربي، ملامحه، محدداته، آفاقه)

7:45-8:00

المركز في تسعة عشر عاماً ... (عرض سينمائي)

8:00 -8:15

التكريم وتوزيع الهدايا

8:15

قص الكيكة، وعشاء على شرف الضيوف

 

أعلى الصفحة     الرئيسية

******************************************************************************

مركز دراسات الشرق الأوسط

تسعة عشر عاماً من البذل والعطاء المتواصل

1991-2009

مقدمة

دور وتأثير المركز

ظروف نشأة فكرة المركز

أهداف المركز العامة

منهج المركز في البحث العلمي

هوية المركز الفكرية والاجتماعية

جمهور المركز المستهدف

فلسفة المركز

أهم البرامج

برامج المركز الرئيسية

أهم توجهات المركز للعام 2009

مقدمة

مركز دراسات الشرق الأوسط مركز علمي مستقل تأسس في عمان في 10 مارس 1991، وهو مركز متخصص في إجراء البحوث والدراسات والاستشارات وعقد الندوات والمؤتمرات وحلقات البحث العلمية المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى توفير الدراسات وتقديم الاستشارات التي تساعد في تطوير الأردن وتنميته في كافة المناحي، وخدمة المنطقة العربية وتدعيم استقلالها، وتوعية المثقفين الأردنيين والعرب والمسلمين وإيجاد مناخ ثقافي فكري يخدم مصالح الوطن والأمة، وتوفير المعلومات الدقيقة والعلمية للباحثين، ورعاية المبدعين منهم، والإسهام في التنمية الثقافية والفكرية والسياسية العامة في الأردن والمنطقة وتسديدها.

دور وتأثير المركز

لقد استطاع مركز دراسات الشرق الأوسط أن يرسخ أثره الثقافي والعلمي في المجتمع سواء على مستوى النخب أو على مستوى أفراد المجتمع بشكل عام من خلال التزامه بفلسفة واضحة ومتخصصة، وتنفيذه لعدد كبير من البرامج، ومن أهم ملامح هذا التأثير الثقافي:

1-    تبني كثير من المفاهيم التي يطرحها المركز من قبل المهتمين والمتابعين لشئون المنطقة.

2-  المشاركة المتميزة للباحثين العرب والأجانب في بحوث المركز ودراساته وتقاريره ومؤتمراته وندواته العلمية، حيث وصل العدد إلى أكثر من 650 باحثاً.

3-    تزايد حجم الخدمات التي يقدمها المركز وتنوعها.

4-    اتساع حجم مبيعات المركز، والتي وصلت إلى أكثر من 72% من مطبوعاته وإصداراته الكلية في بعض السنوات.

5-    تزايد حجم العلاقات التي أقامها المركز خلال فترة السنوات الماضية.

ظروف نشأة فكرة المركز

لقد مثل عقد التسعينات من القرن الماضي طفرات التغير المتعدد الاتجاهات والمناحي التكنولوجية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والسياسية، وقد تدافعت الإرادات الدولية المختلفة لتأخذ حظها من عملية التغير والتطور الجديدة.

في ظل هذه الأجواء والمتغيرات الإقليمية والدولية والمحلية برزت فكرة إنشاء مركز دراسات الشرق الأوسط في المملكة الأردنية الهاشمية ليكون مصدراً للمعلومات العلمية، ومكاناً لتشجيع المبدعين وتبنيهم، وتطوير البحوث والدراسات ومناهجها، وتقديم التحليلات والرؤى المستقبلية والإستراتيجية لخدمة توجهات الوطن والأمة ومصالحها، وللعمل على بناء جيلٍ واعٍ عصريٍ واعدٍ وواثقٍ من نفسه.

أهداف المركز العامة

وفقاً لهذه المعطيات صاغ المركز أهدافه التي تتركز في النقاط التالية:

1-   إعداد الدراسات والاستشارات للمساهمة في تطوير المنطقة.

2-   توعية المثقفين في المنطقة بالتحولات والتغيرات الجارية.

3-   توفير المعلومات الدقيقة والعلمية للباحثين ورعاية المبدعين.

4-   الإسهام في التنمية الثقافية والفكرية والسياسية في المنطقة العربية.

منهج المركز في البحث العلمي

اتخذ المركز لنفسه خطـاً بحثياً محدداً منذ تأسيسه يقوم على دراسة المتغيرات واكتشاف معـادلات حركتهـا التاريخية والسياسية، وتحديد العوامل الثابتة والمتغيرة المؤثرة فيها، ثـم محاولـة تحديـد المؤثرات والمكونات الأساسية لكـل منها وحركة تغيره المستقبلية المتوقعة خلال الـ 5-10 سنوات القادمة، ومن ثم استقراء مآل المتغيرات وانعكاساتها على الأمة ومصالحها، ومحاولة الدفع باتجاهات تحقق أكثر الإيجابيات لمصالح الأمة وتخفيف السلبيات التي قد تنشأ عن حالات التغير الجديدة عبر تحديد السيناريوهات والبدائل، وبذلك أصبحت المتغيرات والتطورات هي أهداف دراسات وبرامج المركز المختلفة، كما أصبح رسم معادلات التغير الجارية وحركتها المستقبلية هي النتائج التي تبحث عنها هذه البرامج.

هوية المركز الفكرية والاجتماعية

اتخذ المركز لنفسه إطارا أردنيا وطنياً، وإطارا عربياً قومياً، وإطارا حضارياً إسلاميًا، وإطاراً عالمياً إنسانياً على قاعدة الانفتاح الكامل على الآخر فكرا وحضارة وتبادلاً وتعاون، ومتابعة التطور والتقدم والاستفادة منه، مما جعل للدراسات والندوات والبحوث إطاراً اجتماعياً وفكرياً ملتزما لكنه متجدد ومتطور، وشكل للمركز هويته الخاصة المتميزة، وأعطاه فرصة اكبر للنظرة الموضوعية العلمية للمتغيرات والتحولات ومآلاتها، وهو ما استلزم الحرص على شبابية الإدارة التنفيذية والعمل على استقطاب الباحثين الشباب في برامج المركز المختلفة، وليشكل بذلك تياراً اجتماعياً يحاكي التقدم والتطور ويحافظ على الانتماء والهوية في نفس الوقت، وينظر بواقعية لحجم المتغيرات وانعكاساتها وكيفية رسم مسارات الأمة وتوجهاتها في التعامل مع هذه المتغيرات.

جمهور المركز المستهدف

استهدف المركز جمهورا أساسيا محددا في هذه المساحة الجغرافية ووفق مجالات اهتمامه وتخصصه، قوامه صنّاع القرار بمستوياته المختلفة، ومؤسسات صناعة القرار، والباحثين والمفكرين في الشئون السياسية والاقتصادية والإستراتيجية والاجتماعية، ومراكز الأبحاث العربية والعالمية، وطلبة الجامعات وطلبة الدراسات العليا في مجالات اهتمام المركز، الخبراء والمحللين والعلماء في مجالات اهتمام المركز، القيادات الاجتماعية والسياسية في المجتمعات المعنية، ومؤسسات المجتمع المدني، إضافة إلى وسائل الإعلام المختلفة.

فلسفة المركز

وتنطلق فلسفة المركز في ما يقدمه من برامج من:

‌أ- الإيمان بأهمية الدور الذي تقوم به مراكز الدراسات بوصفها "بيوت خبرة "  و"بنوك تفكير"، وما لذلك من أثر في تطوير بنية المجتمع.

‌ب- اختصار الفجوة الحضارية التي تعاني منها أمتنا العربية، والتي تتمثل أهم مظاهرها في الفجوة الزمنية بين أول مركز دراسات متخصص  أنشئ في العالم وبين أول مركز دراسات متخصص أنشئ في الوطن العربي والتي تصل إلى أكثر من مائة عام.

‌ج-  المساهمة في تغيير رؤية المهتمين من خارج المنطقة لطبيعة الصراع فيها واعتماد المركز كمصدر موثوق لتحليل تطورات الأحداث في  المنطقة بالنسبة لكثير من مراكز الدراسات وصناع القرار في الغرب، والمهتمين بالمنطقة.

أهم البرامج

1- الانتهاء من أتمتة الأرشيف:

2- المركز العربي للدراسات الإسرائيلية:        

3- الندوات العلمية وورش العمل:

4- التقارير المعلوماتية:

5- التحول نحو البيع الإلكتروني:

 برامج المركز الرئيسية

لتحقيق فلسفة المركز وأهدافه، نفذ المركز عدداً كبيراً ومتنوعاً من البرامج الأساسية، من أهمها:

أولاً: الدراسات والبحوث المحكّمة

ثانياً: الندوات والمؤتمرات

ثالثاً: حلقات نقاشية ساخنة

رابعاً: مجلة دراسات شرق أوسطية

خامساً: التقرير الاستراتيجي

سادساً: التقارير المعلوماتية والاستشارات

سابعاً: برنامج التدريب المتخصص

ثامناً: برنامج مسابقة البحوث لطلبة الجامعات الأردنية

تاسعاً: وحدة الدراسات الإسرائيلية

عاشراً: المكتبة والأرشيف

أهم توجهات المركز للعام 2009

 تحويل المركز الى عقل مفكر في المنطقة وخاصة في مجالي القضية الفلسطينية والدراسات الاسرائيلية

 تحقيق المرجعية الاستشارية والمعلوماتية  للقضية الفلسطينية ، والشئون الاسرائيلية ، والحركة الاسلامية ببعدها الدولي والشأن الاردني الداخلي ، السعي ليكون المركز موقعا لصناعة القيادات الفكرية المتخصصة

         توسيع دائرة التأثير والتفاعل محليا وإقليميا ودوليا باستخدام وسائل متجددة ومبتكرة

أعلى الصفحة  رجوع

******************************************************************************

كلمات الافتتاح

أ. إبراهيم هلال د. مصطفى العدوان م. ماجد الطباع د. هُمام غصيب د. حسن عبد القادر أ. جواد الحمد
كلمة ضيف الحفل كلمة الجمعية الأردنية للعلوم السياسية  نقيب المهندسين الأردنيين كلمة منتدى الفكر العربي كلمة زملاء المركز  مدير مركز دراسات الشرق الأوسطلأوسط

الحفل السنوي التاسع عشر 2010

مركز دراسات الشرق الأوسط - الأردن

1991- 2010م

 كلمة الأستاذ جواد الحمد – مدير المركز

  

أصحاب الدولة والمعالي والسعادة والعطوفة والسيادة

السادة والسيدات، الزملاء الكرام

أعبر لكم عن سعادتي الغامرة بان أفتتح هذا الحفل لمركزنا العزيز الذي أكمل عامه التاسع عشر، وكم هي السعادة غامرة بحضور ثلة كبيرة ممن أسهموا في بناء هذا الصرح ودعموه ووقفوا إلى جانبه في كل مراحل مسيرته المباركة، كما أنني أعبر عن الحزن بافتقاد بعض من تلك الثلة بسبب الوفاة أو المرض الشديد، ولكنني أستشعر بكل ذلك مسيرة عامرة بالعطاء والتميز على الصعيدين الأردني والعربي، وكم كانت لهذه الثلة وقفات ورؤى ثاقبة تعبر عن مصالح الأمة والوطن، كما تعبر عن الخبرة والرقي في القراءة والتحليل، وإنني اليوم أتطلع إلى الأعوام القادمة مع عمر مركزكم هذا وقد تكللت جهوده بالنجاح في تطوير واقع البحث العلمي في الأردن والوطن العربي، وإسهامه في تأسيس علم التحليل والتخطيط السياسي، ومساهمته في التوجيه والتسديد لصناعة القرار وسبل وطرق اجتياز المحن والتحديات التي تعرض للبلاد وللأمة، وبناء كادر من الشباب الواعد المنتمي لمصالح أمته وخياراتها، والذي يشكل أساس البناء الحضاري العالمي العظيم لهذه الأمة وصروحها في شتى العلوم والمجالات.

الإخوة والأخوات الأعزاء،،،

ينعقد حفلكم هذا في ظروف سياسية وأمنية واجتماعية واقتصادية صعبة تمر بها الأمة، ويمر بها الأردن، وينعقد في ظل تطلع الأمة إلى إحداث تحول كبير في مسيرتها المتعثرة على مدى الخمسين عاما الماضية، كما ينعقد في ظل انعقاد قمة عربية لا تنظر إليها الشعوب بأي أمل مع كل أسف، فقادة الأمة عبروا عن عجزهم عن إنقاذها مرارا وتكرارا، ولم يتمكنوا من رسم مسار حضاري صاعد لهذه الثروة الكبيرة من المال والنفط والرجال والحضارة العظيمة والقيم والدين العظيم، تنعقد القمة والسرطان الصهيوني يقضم كل شبر من أرض فلسطين بعد أن احتلها وسيطر عليها وجعل حياة أهلها سجنا دائما، وتنعقد القمة والخلاف والتناحر بين الحكام العرب يسيطر على قمتهم، وتنعقد القمة والأمة منقسمة بين سياسيين يبحثون عن مصالحهم، وقوى سياسية وشعوب تحاول أن تجد لها مكانا بين الأمم، ولا زال جرح العراق وفلسطين وأفغانستان داميا بلا أفق عربي لتضميده.

إن مثل هذه اللحظات تمثل وقفة تأمل كبيرة للباحثين والعلماء والغيورين على الأمة وأجيالها بحثا عن طريق المستقبل الواعد، وبحثا عن الوحدة والتآلف بين أبنائها، وبحثا عن توحيد الجهود لمواجهة الأعداء والتحديات الخارجية والداخلية على حد سواء، وقد حاولنا في مركز دراسات الشرق الأوسط طوال هذه المسيرة أن نضيء بعض علامات الطريق بأبحاثكم وإسهاماتكم، ولكن النخبة السياسية في الوطن العربي لا تزال تحتكر القرار والرؤية والفهم، ولا تعطي الوزن الطبيعي لمراكز البحث والخبراء والأكاديميين، ناهيك عن القوى السياسية والاجتماعية المعارضة.

إخواني الكرام،،،

إن اللحظة التاريخية الراهنة من هذا العام تشهد غطرسة أميركية وصهيونية تستهدف النيل من قوة الأمة وعزيمتها وتفت في عضدها، ويدعمها ويتحالف معها في ذلك بعض من أبناء الأمة من الطبقات المفكرة والسياسيين والنخب الحاكمة، ولم تكف الأطراف المعنية بهذا الاستهداف عن العمل على كل المحاور لحرف الأمة عن مسيرتها ومنع نهضتها والاستحواذ على ثرواتها، بل والتدخل في رسم سياساتها الداخلية في التعامل فيما بينها على صعيد الدول العربية وعلى صعيد علاقات الحكومات بشعوبها على مختلف المستويات القانونية والسياسية والإعلامية، ولا تزال تمسك بورقة الاتهام بالإرهاب والعنف والتطرف والعدمية والتخلف لكل من يقف في طريقها، أو يحاول أن ينوّر الأجيال بحقيقة الأزمة التي تعيشها الأمة، وحقيقة ما يحاك ضدها من قبل هذه القوى.

ورغم محاولاتنا المتواصلة إلى جانب الآلاف من الغيورين في بيان المخاطر والتحديات التي تواجه الأمة، والتشجيع على التحرر من قبضة الغرب والإسرائيليين بكل أشكالها، غير أن الضغط والإغراء الذي يمارسه الطرف الآخر لا زال كبيرا وناجحا بكل أسف.

الإخوة والأخوات ،،،

إن البحث العلمي ورعاية المبدعين الشباب في هذا المجال ودعم مراكز البحث العلمي الجادة والفاعلة لهو مسئولية وطنية أولى للحكومات بعيدا عن عمليات الابتزاز، ولذلك فإن الأمة التي يستقل فيها البحث العلمي تحقق النهضة والتقدم, وإن بقاء البحث العلمي رهينة للدعم الغربي والدولي والمشبوه المتعدد المصادر لهو من أكبر الأخطار التي تهدد مستقبل الأمة، ولطالما حذرنا من الأجندات التي تقف خلف هذه التوجهات المالية لدعم البحث العلمي غير البريئة كما نعلم جميعا.

الإخوة والأخوات ،،،

كل الترحيب بحضوركم، وكل السعادة بلقائكم السنوي هذا على مائدة البحث والعلم، وكذلك كل التقدير لجهودكم وكفاكحم العلمي والبحثي والإعلامي والسياسي لخدمة قضايا الأمة ورفعة شأن الوطن والإسهام في النقلة الحضارية التي تتطلع إليها أمتنا بين الأمم، فإنني أشدد على أهمية التزام الإطار العربي والإسلامي في بحث قضايانا الوطنية والقومية على حد سواء، حتى لا نقع فريسة الجهوية والقطرية، وفريسة المصالح الخاصة والانتفاع غير المشروع، ولنوحد جهودنا كافة.

ألف مبروك لكم جيمعا بالتسعة عشر عاما الماضية، ونسأل الله أن يوفقنا في السنة العشرين وما بعدها ليكون مركزنا منبرا للعلم ومصدرا لبناء جيل المستقبل ومكانا لصناعة الرأي الحكيم والمتماسك، ومكانا لتوحيد الجهود والرؤى بين أبناء الأمة جيمعا في قراءة الواقع والتخطيط لقضايانا المختلفة، وليكون لرأينا وجهدنا جميعا أثر أكبر مما هو عليه اليوم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 أعلى الصفحة  رجوع

******************************************************************************

الحفل السنوي التاسع عشر 2010

مركز دراسات الشرق الأوسط - الأردن

1991- 2010م

       كلمة زملاء المركز/ أ. د. حسن عبد القادر

بسم الله الرحمن الرحيم

سعادة المدير العام لمركز دراسات الشرق الأوسط

أيها الحفل الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

فإنه من دواعي السرور أن أقف بينكم لإلقاء كلمة الزملاء المشاركين في حفل مركز دراسات الشرق الأوسط. وأنتهز فرصة الأحتفالِ بمرور تسعة عشر عاماً على تأسيس المركز لأتقدم بالأصالة عن نفسي والنيابة عن الزملاء المشاركين بأسمى آيات التهاني وأصدق عبارات الشكر والامتنان لمدير عام المركز على توجيه الدعوة لنا للمشاركة في هذا الحفل. وبهذه المناسبة ينبغي أن نشيد بالجهود الكبيرة التي تبذلها إدارة المركز لتسيير شؤونه وتطويره منذ تأسيسه حتى الوقت الحاضر.

لقد أدرك القائمون على المركز أنه لا بد من تأسيسه على أسس متينة راسخة من العلم والمعرفة والإدارة الواعية والتخطيط السليم، وآمنوا منذ البداية بأن هناك حاجة ماسة لتشييد مركز يعنى بدراسات الشرق الأوسط لما لهذا الإقليم من مكانة كبيرة بين أقاليم العالم، فالشرق الأوسط يعد الوطن الاول للبشرية لما يتمتع به من مزايا موقعية وأخرى موضعية أسهمت في بناء صروح الحضارة الانسانية القديمة، وشاءت الحكمة الالهية أن يكون مهداً للديانات السماوية، فانتشرت منه السلالات البشرية والديانات في أرجاء المعمورة، وكان منهلاً غنياً لتصدير العلوم والثقافة والفكر الإنساني.

وإذا ألقينا نظرة على نشاطات المركز، نجد أنها متعددة ومتنوعة وتتناسب مع تعدد موارد الشرق الأوسط وتنوع ثقافاته وكثرة كياناته السياسية. ولا يسمح لنا الوقت للإشارة إلى هذه النشاطات الاقتصادية منها والاجتماعية والسياسية والعسكرية، ونكتفي بالمعلومات المقدمة إلينا في إطار حديث المركز عن نفسه. ولا يسعنا إلا أن نثمن ما يقوم به المركز من نشاطات تسعى إلى تحقيق أهدافه.

ومن الجدير بالذكر أن أقليم الشرق الأوسط يشهد على الدوام أحداثاً سياسية واقتصادية واجتماعية متعاقبة بلا انقطاع، الأمر الذي يلقي عبئاً كبيراً على إدارة المركز لتتمكن من متابعة هذه الأحداث وتحليلها، وأهيب هنا بالزملاء الأفاضل الذين امثلهم في هذه الكلمة  الذين لا يبخلون على المركز بما يحتاج إليه من دعم ومؤازرة. ومن الضروري أن تشكل البيانات التي يجمعها الباحثون بإشراف المركز قاعدة تخضع للاستقصاء والتحليل بغرض التوصل إلى نتائج مهمة لتقييم أوضاع الشرق الأوسط أرضاً وشعوباً وموارد وحضارات.

وأخيراً، فإننا نأمل من المركز أن يستشرف آفاق المستقبل بالتركيز على السياسات والاستراتيجيات على المستويات الاقليمية والقطرية. ونكرر شكرنا لمدير عام المركز ولأسرة المركز على إتاحة الفرصة أمامنا للمشاركة في هذا اللقاء المبارك أن شاء الله حاضراً ومستقبلاً متمنياً لهم النجاح والتوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أ.د حسن عبد القادر صالح

 27/3/2010

 أعلى الصفحة  رجوع

******************************************************************************

الحفل السنوي التاسع عشر 2010

مركز دراسات الشرق الأوسط - الأردن

1991- 2010م

 

الأُستاذ الدّكتور هُمام غَصيب

الأمين العام/منتدى الفكر العربيّ

الأخواتُ والإخوةُ الأفاضل ،أخي وصديقي جواد، السّلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه

يَطيبُ لي في هذه الأمسية أنْ أقفَ بين أيديكم مُهنّئًا ومُحتفيًا معكم بهذه المناسبة السّنويّة التي غَدَتْ تقليدًا مُحبّبًا لنا جميعًا، وأعترفُ بأنّ نفسي ترتاح للعدد 19! ذلك أنّه عددٌ أوّليّ؛ أي أنّه لا يقبلُ القسمةَ إلاّ على 1 وعلى نفسِه، مَعَ ما في ذلك من إيحاءاتٍ وإيماءات، واللّبيبُ من الإشارةِ يفهمُ! كما أنّه يُمثّل تغييرًا عن مناسباتِ الأصفارِ والخمْسات، أمثالِ 20و25، وما إلى ذلك؛ مَعَ تمنّياتي الصّادقة بأنْ نواصلَ وتُواصلوا هذا العُرْفَ الجميل حتّى الذّكرى الخمسين وما بعْدَها، بإذنِهِ تعالى.

أخي جواد، والكلامُ للجميع

يقولُ بعضُهم- وقد يكونُ هذا البَعضُ أغلبيّةً في معظمِ الأحيان- إنّ أمثالَ مَرْكزِكم الزّاهر رهينةُ الكلام وبضاعةِ الكلام وفتنةِ الكلام، اسمحوا لي بأنْ أعترضَ على هذا القْولِ جُملةً وتفصيلاً، ذلك أنّني أمجُّ التّعبيراتِ التّجاريّةَ حين تُستعملُ في غيْر مكانِها؛ أعني في قضايا الفكرِ والفؤادِ والوِجْدان، كما أنّني لا أقبلُ هذه المهانةَ للكلمة؛ فالكلمة الصّادقة تُحرّك الجبال، ولنا في ذلك دُررٌ وعِبَرٌ في جَوَامع الكَلِم من آياتٍ وأمثالٍ وحِكم، أفليس في البدْء كانت الكلمة؟ ونحن نُؤثُر الكلمةَ مَعَ الفعل؛ والفعلَ مَعَ الكلمة.

أودُّ أنْ أضعَ هنا سطرًا أو سطرْين تحتَ ما أسمّيهِ الفكرَ العمليّ، الذي يُخرجُنا من "دائرة القوْل إلى دائرةِ الفعل المؤثّر"، على حدّ تعبير سموّ الأمير الحسن بن طلال، حفظَهُ اللهُ ورعاه، وهذا الفكرُ مِنْ شأنِه أنْ يَشبّ في البداية بالكلام ِالبَيّن، وأنْ يستندَ إلى المشروعاتِ القابلةِ للتّنفيذ، والمقترَحات النّيّرة التي لها وقْعٌ ملموس على عِبادِ الله، هو الفكرُ الذي يُعْنى باحتياجاتِ النّاس، المعنويّةِ والمادّيّة، سواء بسواء، وقد يلجأ إلى القانون، بما في ذلك القانونُ الدّوليّ، أو الاقتصاد، أو شتّى المجالات، لكنّه في كُلّ الأحوال لا يَغفلُ عن الاعتباراتِ العمليّة ودراساتِ الجدْوى، هذا هو النّهجُ الذي أتمنّى أن ننتهجَهُ معًا كي نشعرَ في أعمقِ أعماقِنا أنّنا لا نحرثُ في البَحْر، فالأيّامُ والأسابيع والشّهور والسّنون تَمضي سريعًا، ونحن نحن، فهل مُقدّرٌ لنا أنْ نموتَ في هذه المرحلة غيظًا وقهرًا وكمدًا ونَكدًا؟ أمْ هل نُحوّلُ الصّعوباتِ إلى تحدّياتٍ تستنهضُ هِمَمَنا وتستنفرُ قوانا وتستخرجُ ما فينا من لآلئ كامِنة؟

إنّ الفكرَ العمليّ- أخواتي وإخوتي الكرام- يَقتضي منّا أنْ نُسايِرَ الإيقاعَ السّريع لزمانِنا،  وهذا يَعني- في رأيي المتواضع- أنْ نلجأ ما أمكن إلى السّهل الممتنع، وإلى "خير الكلام ما قلّ ودلّ"؛ وإلى عُصارةِ الفكر وزُبدتهِ، نضعُها بنزاهةٍ وأمانةٍ واستقامة بين أيادي الشّبابِ والشّيب معًا، فكثيرٌ من "المشروعات الفكريّة"، كما تُسمّى، تجرّنا إلى متاهاتٍ وأراضٍِ يَباب؛ بل إخالُها عالةً في معظمِها على أساليبِ القرْنِ التّاسعَ عشرَ ومنهجيّاتِه.، علينا أنّ نصلَ رأسًا إلى المواطنين، إلى الجمهورِ الواسعِ العريض، بأسلوبٍ يشعُّ صِدقًا ووضوحًا، ولا بدّ من الفكر الّلاخطّيّ (أو "الفكر الجانبيّ"، كما يقول سموّ الأمير الحسن)؛ أي الفكرِ المُبْدع غيْرِ التّقليديّ الذي يقتحمُ الموْضوعاتِ مباشرةً ويُقلّبُ النّظرَ من كلّ زاويةٍ ممكنة.

ويبقى الحُلُمُ الكبير أنْ نُشَبِّك معًا- نحن المنتدياتِ الفكريّةَ العربيّة، ومراكزَ البُحُوثِ والدّراسات- كي يُكملَ بعضُنا بعضًا، فيُصبحَ الكلّ أكثرَ بكثير من مجموعِ الأجزاء، لقد أهدرْنا الطّاقةَ والوقت ونحن نكرّرُ أنفسَنا ونبدأ من حيث بدأ غيْرُنا، بدلاً من أنْ نبدأ من حيث انتهى غيْرُنا، وفقدْنا عنصرَ التّراكم الذي من دونه نبقى ضمنَ دائرةٍ مُفْرَغة.

الأخواتُ والإخوةُ الكرام

إنْ هي إلاّ شَذَََراتٌ وخَطَراتٌ استوْحَيْتُها من هذه المناسبةِ العزيزة، وهي تُذكّرني دوْمًا بحماسةِ أسرة مرْكَز دراسات الشّرق الأوسط المنقطعةِ النّظير، التي تُصيبُنا جميعًا بالعدوى، وكثيرًا ما تُعبّرُ عن نفسِها باندفاعِ الكلام بلا هوادة، ولعلّها علامةٌ من علاماتِ الإخلاصِ والعَفْويّة والصّدقيّة.

فهنيئًا لأخي جواد وأسُرةِ مَرْكَزِه، سائلاً الموْلى العليّ القَدير أنْ يُوفّقَنا جميعًا في خدمةِ الوطنِ والأمّة.

والسّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،،،

أعلى الصفحة  رجوع

******************************************************************************

الحفل السنوي التاسع عشر 2010

مركز دراسات الشرق الأوسط - الأردن

1991- 2010م

نائب نقيب المهندسين الأردنيين

المهندس ماجد الطباع

الأخوات والإخوة الحضور الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

يسعدني في هذا المساء الأردني الجميل أن أزجي تحية إكبار وإعزاز لأبطال هذه الأمة وحملة راية المقاومة في فلسطين والعراق الذين يقاتلون دفاعاً عن شرف الأمة ومقدساتها ويذودون بأغلى ما يملكون عن طهر ترابها وقداستها وكرامتها، كما ونترحم على شهدائها الأبرار عنوان الحياة في هذه الأمة التي كادت أن تموت لولا جذوة الشهادة والجهاد، وأحيي جرحاهم ودماءهم النازفة التي روت أرض الرافدين وضفاف نهر الأردن بأزكى وأعطر ما تروى به أرض، وما نسمات الكرامة التي مرت علينا قبل أيام معدودة إلا أزكاها واكثرها تألقاً وروعة.

الحضور الكرام

اسمحوا لي أن اتقدم بالشكر الجزيل للأستاذ المهندس جواد الحمد- مدير مركز دراسات الشرق الأوسط- دعوته لنا للمشاركة في الاحتفال بمرور 19 عامـًا على تأسيس هذا المركز الذي نحييه على دوره الطليعي في تبني قضايا الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين, وقضايا الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى عكس من الممارسات السلبية لبعض المراكز المربوطة بالأجندة الخارجية والتي تقوم بأدوار مشبوهة, فمراكز الدراسات سلاح ذو حدين, يجب على المؤسسات والمثقفين أن يميزوا بين الغث والسمين والانتباه للسم الذي يدس لنا في الدسم من بعض المراكز.

لقد شاركت النقابة وبالتعاون مع مركز دراسات الشرق الأوسط بعقد عدة ندوات من أهمها:

·        مؤتمر "مستقبل الشتات واللاجئين الفلسطينيين" عام 2000

·        ندوة بعنوان "حق العودة" عام 2007

·        ندوة بعنوان "الأزمة المالية الدولية وانعكاساتها" عام 2008

·        ندوة بعنوان "معركة غزة ..... ماذا بعد؟" عام 2009

·        دعم مسابقة البحوث لطلبة الجامعات الأردنية التي ينظمها المركز مع الجامعات الأردنية.

إن نقابة المهندسين والنقابات المهنية معها جزء من نسيج هذا الوطن والأمة الذي يشاركهما همومها من خلال بيان رأيها ومنتسبيها في العديد من القضايا ومناصرتها ومنها:

-   دعم قضية فلسطين القضية المركزية للأمة وحقوق الشعب الفلسطيني وتحرير أرضه والعودة إلى وطنه ومشاركته في محنه، وتقديم الدعم المعنوي للانتفاضة المباركة وكذلك قضية العراق وإدانة احتلاله أو أية أرض عربية ومطالبة بترحيل الأجنبي المحتل.

-   ومناصرة مقاومة الشعوب العربية في فلسطين والعراق وجنوب لبنان والصومال في التخلص من الاحتلال ورفع الحصار عن الأراضي العربية (ليبيا، العراق، السودان، غزة...) من خلال عقد الندوات والاعتصامات والمشاركة في المسيرات والمعارض والمؤتمرات الوطنية وذلك بالتنسيق مع النقابات الأخرى والقوى الوطنية الفاعلة.

-         مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني.

-         المطالبة برفع سقف الحريات وتعديل التشريعات المقيدة لها والمخالفة للدستور (قانون الاجتماعات العامة).

-         دعم إنشاء مراكز تدريب للمهندسين في مدن الضفة والقطاع من خلال مركز القدس.

-   تمويل شراء أراض لإسكان المهندسين في مدن الضفة وتقسيطها من خلال صندوق التقاعد (سردا في رام الله/ وأريحا، ونابلس وبيت لحم).

-         دعم طلاب الهندسة المحتاجين بـ (50%) من رسوم جامعاتهم (صندوق الطوارئ).

-   متابعة معتقلي وموقوفي الرأي من مهندسين وغيرهم من الوطنيين، والمطالبة بإطلاق سراحهم وتأمين محاكمات لهم وظروف اعتقال أو سجن لا تخالف القوانين والأعراف والشرائع الدولية.

وكل ذلك من خلال : تأسيس اللجان (لجنة الحريات، لجنة العراق، لجنة فلسطين، لجنة حماية الوطن ومقاومة التطبيع)

-   دعم الصناعة الوطنية وتنظيم المعارض الهندسية المعرفة بها والمسوقة لها ومطالبة واضعي الموصفات في عقود الإنشاءات بأولوية الصناعة الوطنية.

-   المساهمة في حل المشاكل الوطنية ووضع حلول لها وبخاصة المتعلقة بالشأن الهندسي كموضوع المياه والطاقة وتوطين التكنولوجيا وغيرها...

-         التفاعل مع المجتمع المحلي والمساهمة في مشاريع تنموية واجتماعية مثل:

o      إنشاء 32 حديقة في محافظات المملكة المختلفة من خلال وزارة البلديات.

o      المساهمة في مشروع الحقيبة المدرسية للطلاب الفقراء (20.000) حقيبة.

o      مشروع الطرد الغذائي للمحتاجين في الأعياد والمناسبات.

o      دعم رمزي للجمعيات الخيرية والإنسانية وبخاصة المعلقة بالسرطان/ الشلل الدماغي/ أسر الشهداء/ العفاف/ التصلب اللوحي.

-         المساهمة في مشروع الصندوق الخيري الهاشمي.

-   إطلاق مشروع تشجير الطريق الصحراوي من عمان للعقبة ودعوة المؤسسات الرسمية وغير الرسمية للمساهمة فيه.

-         المساهمة في دعم الحالات الإنسانية الكارثية (سيل الحسينية 10 آلاف) ومخيم الرويشد ومدارس الشوبك.

-         إطلاق مشروع صيانة بيوت الفقراء في المحافظات.

-         دعم طلاب الهندسة المحتاجين في الجامعات الأردنية بالمساهمة بجزء من الرسوم الجامعية.

الحضور الكرام ،،،

اسمحوا لي في الختام بان أتقدم بالشكر للحضور الكرام على حسن الاستماع, متنميـًا للمركز الاستمرار في عمله الدؤوب وبنشاطاته المتميزه.

وستبقى النقابة معلمـًا وصرحـًا وطنياً تتبنى قضايا الأمة مع زميلاتها من النقابات ومؤسسات المجتمع المدني والخيريين من أبناء هذا الوطن.

ومعا إلى المزيد من البناء والعطاء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

نائب نقيب المهندسين الأردنيين

المهندس ماجد الطباع

 

 أعلى الصفحة  رجوع

******************************************************************************

الحفل السنوي التاسع عشر 2010

مركز دراسات الشرق الأوسط - الأردن

1991- 2010م

كلمة الجمعية الأردنية للعلوم السياسية

د. مصطفى العدوان/ نائب الرئيس

 بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبيه الأمين،،

الإخوة والأخوات الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بداية يسرني أن أتقدم من مركز دراسات الشرق الوسط والقائمين عليه، بالنيابة عن زملائي أعضاء الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، بأسمى آيات التهنئة والتبريك بمناسبة العيد التاسع عشر لهذا المركز، مثمنين الدور الرائد الذي يقوم به مديره العام سعادة الأخ جواد الحمد واهتمامه الدائم بالقضية الفلسطينية، قضية العرب الأولى، ومركز القلب من قضاياه المصيرية الراهنة.

ولا شك أيها الإخوة الأفاضل أن البحث والتقدم متلازمان، ولا يمكن تصور حلول لمشاكلنا الراهنة، كما لا يمكن تصور تنمية مستدامة للموارد البشرية والطبيعية خارج البحث العلمي، خاصة ونحن نرى اهتمام الدول المتقدمة بمراكز الأبحاث والدراسات للاستفادة من خبرات وآراء الباحثين إيمانا بأهمية البحث العلمي ودور الباحثين ومراكز الأبحاث في مسيرة التنمية ومواجهة التحديات المستقبلية؛ فتوفير المعلومات والبيانات في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من المجالات تصب في مصلحة صاحب القرار وتساعده في رسم وتنفيذ سياساته وخططه وبرامجه المستقبلية.

وفي ظل النظام العالمي الذي نعيش يعد البحث ركيزة أساسية من ركائز التقدم والتطور ونهوض المجتمعات وخدمة قضاياها المصيرية بحيث يتم توظيف إمكانات البحث العلمي لحل المشكلات التي تواجهها المجتمعات.

من هنا يصبح دعم وتشجيع البحث العلمي والدراسات في مقدمة أولويات التنمية الشاملة ويصبح البحث العلمي وسيلة للتطور والرقي والرفاه. ومن هنا أيضا تبرز أهمية التعاون بين مراكز البحث المختلفة بهدف تبادل خبراتها وتطوير آلياتها بالاعتماد على التجارب الناجحة.

ونحن في الجمعية الأردنية للعلوم السياسية يسرنا أن نتعاون في هذا المجال مع مركز دراسات الشرق الأوسط الذي لم يبخل علينا من قبل، كما يسرنا التعاون مع غيره من المراكز البحثية لما فيه خدمة هذا البلد الطيب بأهله وقيادته، إذ إننا نؤمن أن لا جدوى من العمل المنفرد، بل إن تعميق التواصل وتوسيع آفاق التعاون هو الذي يساهم بشكل أساس في خدمة المجتمع والارتقاء به حضارياً لتصبح مؤسسات البحث العلمي فيه موطناً للفكر الإنساني على أرقى مستوياته، ومصدراً لتنمية موارده المختلفة.

فالتعليم بشكل عام والبحث العلمي في أي بلد رهان حضاري بمثابة العمود الفقري لمجتمع المعرفة والتقدم، وعلينا أن نتذكر دائما أن أول ما أنزل على نبينا الأمي الأمين "اقرأ"، حاضا نبيه وعباده على التزود بالعلم والمعرفة، ومميزا المتعلمين منهم في قوله جل وعلا: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ". الزمر/9.

وكما ركز ديننا الحنيف على العلم والبحث والمعرفة، وربط العلم والمتعلمين بالدين وميزهم عن غيرهم من البشرية، نرى الغرب عموما والشرق يؤمنون بهذه الميزة التي يقول عنها ألبرت أينشتاين: "الدين دون علم أعمى، كما أن العلم دون دين يمشي على رجل واحدة"، وكما هو الدين هاديا للبشرية فإن العلم سبيل نهضتها وتقدمها.

أكرر الشكر والتقدير لهذا المركز المعطاء متمنيا للقائمين عليه كل تقدم ونجاح في توعية مثقفينا وتوجيههم لما يخدم الأمة العربية والإسلامية جمعاء.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 أعلى الصفحة  رجوع

******************************************************************************

الحفل السنوي التاسع عشر 2010

مركز دراسات الشرق الأوسط - الأردن

1991- 2010م

الحراك السياسي في الوطن العربي

ملامحه، محدداته، آفاقه

إبراهيم هلال / شبكة الجزيرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ الدكتور جواد الحمد مدير المركز، السادة الأفاضل الحضور

أشكركم على كريم دعوتكم لي وتشريفي بمشاركتم الحفل السنوي لمركزكم العريق، وكل عام وأنتم بخير.

الإخوة والأخوات

أحدثكم اليوم ليس كدارس للعلوم السياسية ولكن كمراقب إعلامي يجتهد في قراءة الأحداث، عندما طُلب مني الحديث عن الحراك السياسي في العالم العربي وجدته عنواناً عريضاً فضفاضاً لكنه عنوان يلخص التغيرات التي نعيشها اليوم.

قبل أن أخوض في موضوع ورقتي أبدأ بأربع ملحوظات عامة:

الأولى أقتبسها من الفيلسوف توماس هوبز الذي يعرّف الحرب بأنها: "لا تكمن في المعركة وحدها أو في القتال، ولكن في حقبة من الزمن يكون معلوماً فيها أن العزم متوجه نحو المعركة"، وأظن أن العرب اليوم يمرون بحالة حرب من هذا النوع.

الملاحظة الثانية هي أن الفئة الفاعلة سياسياً والمشاركة في الحراك السياسي العربي أو المؤهلة للمشاركة فيه هي فئة محدودة لا تزيد نسبتها في أحسن الأحوال عن عُشر سكان أي دولة عربية، وهي الفئة التي قد تعي أننا نحيا حالة تشبه حالة الحرب وتسعى إلى الإبقاء على هذه الحالة إن كانت مستفيدة منها أو إلى تغييرها إن كانت من المعارضين لها.

الملاحظة الثالثة تتعلق بتعريف الحراك السياسي؛ إذ ينتمي مفهوم الحراك السياسي إلى أدبيات علم الاجتماع، حيث يُعرَّف الحراك الاجتماعي بأنه تغير الوضع الاجتماعي لشخص أو مجموعة عبر الانتقال من طبقة أو فئة اجتماعية إلى أخرى صعوداً أو هبوطاً أو عبر التحرك داخل الطبقة أو الفئة ذاتها.

والحراك السياسي إذن هو انتقال أو تغير في المركز أو المكانة السياسية نتيجة سلوك سياسي معين. وبالتالي فكل سلوك سياسي يهدف إلى التأثير على تقسيم السلطة في المجتمع ينتج عنه حراك سياسي ولو محدود.

الملاحظة الرابعة هي أن الحراك السياسي من وجهة نظري ليس بالضرورة إيجابياً من ناحية تأثيره على حرية الشعوب وتحقيقها مزيداً من المشاركة في صنع القرار، ولا هو بالضرورة تعبير عن تحرك باتجاه انتقال أسلم أو أسلس للسلطة، أو تداول لها على أسس متعارف عليها.

فالحراك الذي يشهده الوطن العربي هو مجرد حراك، قد ينتهي في دولة ما إلى تشديد قبضة القابضين على السلطة، وفي دولة أخرى إلى ارتخاء تلك القبضة وفتح مجال أوسع لمشاركة المجتمع المدني في إدارة شؤون البلاد.

سأتعرض إلى الملامح والمحددات والآفاق العامة للحراك السياسي في الوطن العربي غير أنني سأخص بالحديث أحياناً عدداً من الدول العربية أسوق أمثلة منها للتدليل على ما أقول، وسأخص ببعض الحديث: العراق- اليمن- فلسطين- مصر- الجزائر.

أولاً: ملامح الحراك السياسي في العالم العربي

1.    تدهور أو اهتزاز صورة القائد الوحيد الأوحد القادر على التعامل مع مشكلات الداخل والخارج

o   ففي عراق ما بعد صدام تعددت القيادات وانقسم ما كان لقائد البعث من مكانة على عدد لا بأس به من الزعماء الذين لم يتمكن أحدهم حتى من ادعاء قيادته لطائفته.

o   وفي اليمن شكلت المواجهة المسلحة بين السلطة وجماعة الحوثي وكذلك مسلحي القاعدة، شكلت تحدياً لمكانة الرئيس علي عبد الله صالح، كما تأثرت مكانة الرئيس بتجذر الانقسام بين الشمال والجنوب وتبلور ما يسمى بالحراك الجنوبي كقوة معارضة في الشطر الجنوبي من البلاد.

o   وفي فلسطين ما بعد عرفات، لمّا تزل مكانة خليفته أبي مازن تنهار يوماً بعد يوم. فبعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، بات الرجل حاكماً لنصف الشعب ونصف الأرض. ثم أتى تعثر مفاوضاته مع إسرائيل وفشل واشنطن في فرض وقف الاستيطان، وهو شرط محمود عباس لاستئناف المفاوضات، بمثابة ضربة أخرى لصدقية السلطة الفلسطينية ومكانة رئيسها.

o   أما مصر التي لم يعرف جيل كامل فيها رئيساً سوى الرئيس حسني مبارك الذي يحكم البلاد لثلاثة عقود، فقد بات الرئيس نفسه في مواجهة تحدٍ مباشر من جيل جديد من المعارضين، تغافل عن المحرمات التقليدية في بلد كمصر، فأصبحت مكانة الرئيس وصورته مباحة لإبداعات المتظاهرين وغضب الغاضبين، شجعهم على ذلك التجرؤ تكرار مرض الرئيس وتكرار تداول شائعات وفاته أو تدهور صحته بشكل حطم تدريجياً جلال مكانة الزعيم لدى المصريين منذ آلاف السنين.

o   وفي الجزائر يواجه الرئيس بوتفليقة أزمة حقيقية رغم تمكنه من تمرير تعديل دستوري سمح بانتخابه لفترة ثالثة العام الماضي؛ فصحة بوتفليقة ليست على ما يرام، وفي ظل غياب مؤسساتية حقيقية وأيضاً غياب سيناريو التوريث للابن إذ إنه لا ولد له، يدور حديث عن رغبته في التوريث لشقيقه الذي يمسك بالكثير من الملفات المهمة في الدولة، كل هذا أدى إلى تدهور مكانة عبد العزيز بوتفليقه ومحو كثير من إنجازاته من ذاكرة الجزائريين.

o   في كل الحالات السابقة، تأثرت مكانة الرئيس/ الزعيم الأوحد بصورة غير مسبوقة، واللافت أن الرغبة في التشبث بالسلطة وقفت سبباً وراء تدهور المكانة بشكل أساس، وهو أمر فتح باب حراك من نوع جديد أضحى فيه رأس السلطة هو من يواجه الانتقادات والاحتجاجات الشعبية لا وزراء حكومته أو رموز نظامه كما كان الحال في السابق.

2.    تدهور السلطة العسكرية للدولة

في معظم الدول العربية يحتفظ الجيش بمكانة تاريخية امتدت عقوداً بسبب دوره في التحرر من الاستعمار أو إبقائه على تماسك الوطن أو مقاومته طموح الجيران، غير أن هذه المكانة تتعرض مؤخراً لضربات متلاحقة في الصميم:

o   في العراق جرى حل الجيش في أعقاب الاحتلال الأمريكي عام 2003، ورغم محاولات إعادة بنائه فإن انقسام ضباطه السابقين طائفياً وانضمام سنتهم إلى المقاومة، وشيعتهم إلى ميليشيات مسلحة، أثر بقوة على صورة الجيش في أذهان السياسيين والمواطنين، ورغم محاولات إعادة إدماج بعض الضباط وكل جهود التدريب، لا يزال الجيش العراقي غير قادر على حماية استقرار الداخل من دون الدعم الأمريكي، دعك عن الحديث عنه كجيش قادر على حماية حدود الوطن.

o   في اليمن تعرضت مكانة الجيش لضربات من كل من الحوثيين وتنظيم القاعدة، وكان واضحاً أن التدخل العسكري السعودي المباشر كان ضرورياً لإنقاذ الجيش اليمني في حربه مع ثلة من أتباع الحوثي، وبعد هدوء غبار المعارك أصبح من الصعب الحديث عن الجيش اليمني كسند لشرعية النظام في مواجهة معارضيه.

o   في فلسطين، جاء انهيار قوات السلطة الفلسطينية أمام مقاتلي كتائب القسّام التابعين لحركة حماس في غزة أسرع من التوقعات، وعلى الرغم من صعوبة الحديث عن جيش فلسطيني فإن اهتزاز صورة قوات الأمن التابعة للسلطة ولحركة فتح ووقوفها موقف المتفرج إبان الحرب الإسرائيلية على غزة، أضعف مكانة "العسكر" في المجتمع الفلسطيني بشكل كبير.

o   في مصر يواجه الجيش تحدياً مزدوجاً، إذ يُنظر إليه من قبل ملايين المواطنين على أنه مصدر الشرعية وقائد الثورة ومن خاض الحروب مع العدو الإسرائيلي، غير أن تحييده في الصراع العربي- الإسرائيلي بعد معاهدة السلام مثل تحدياً لهذه الشرعية، إذ أصبح الجيش المصري (الملقب بأقوى الجيوش العربية) متفرجاً على مجازر تُرتكب بحق العرب في فلسطين ولبنان والعراق، غير قادر على استعادة مكانته المحلية والإقليمية.

o   وفي الجزائر حيث بنى الجيش صدقيته على إرث الثورة، تعرّض هذا الجيش ذاته لحقبة كاملة من التشكيك بقدرته على هزيمة الميليشيات المسلحة الإسلامية التي اُتهمت بارتكاب مذابح في طول البلاد وعرضها، ثم زعم البعض أن الجيش نفسه وقف وراء بعض تلك المذابح، كما زُعم أيضاً أن بعض قيادات الجيش أقرت تصفية الرئيس السابق بوضياف بسبب إعلانه حرباً على الفساد، إذ يُشك في أن جنرالات الجيش يمسكون بكثير من الملفات الاقتصادية في البلاد.

كل هذه التحولات التي واجهتها المؤسسات العسكرية العربية خلال السنوات الأخيرة وجهت ضربات حقيقية لمكانة الجيش وقدرته على كسب احترام المواطنين، في الوقت الذي تمكنت فيه حركات مقاومة غير رسمية مثل حزب الله وحماس من تحقيق مكاسب عسكرية ضد إسرائيل، فشجع تدهور مكانة المؤسسة العسكرية العربية حراكاً سياسياً لفئات فقدت بشكل متزايد الشعور بالأمان أو باحترام أهم مؤسسات الدولة، فتجرأت على مقارعة النظم الحاكمة التي لم تفتقد شرعية مؤسساتها العسكرية فقط، بل قدرتها على القيام بوظيفة الدفاع عن الوطن بصورة مرضية.

3.    تراجع سيطرة الدولة على الاقتصاد

مع توسع برامج الخصخصة (أو التخصيص) واتباع عدد كبير من الدول العربية "برامج إصلاح اقتصادي" تحت إشراف المؤسسات المالية العالمية، تنامى نفوذ القطاع الخاص المحلي والأجنبي إلى حد بلغ أن بمقدور هذا القطاع التدخل لفرض قوانين جديدة أو تغيير القوانين القائمة بما يتلاءم مع مصالحه.

قلّص هذا النفوذ المتنامي من احتكار الدولة العربية التقليدي لإدارة "بيت المال"، وهزّ مكانتها في أعين مواطنيها، فهم يتطلعون إلى دعم الدولة في مواجهة الارتفاع المتوحش للأسعار المصاحب لبرامج "الإصلاح الاقتصادي"، لكنهم مدركون مدى هشاشة مؤسسات الدولة الاقتصادية ووقوعها ضحية تحالف شرس يضم رأس المال المحلي والأجنبي.

عندما أيقن المواطن العربي أن قوت يومه لم يعد بالكامل بيد مؤسسات الدولة، أفرز ذلك تحركاً لم يكن له في السابق أن يحدث، فرأينا الاعتصامات والإضرابات العمالية والنقابية بل وثورات الجوع في عدد من المجتمعات العربي.

4.    تزايد حركات الاحتجاج والتجمعات المعارضة

أفرزت الملامح الثلاثة السابقة- وغيرها مما سآتي على ذكرها- ظاهرة تزايد حركات الاحتجاج الشعبي في معظم الدول العربية، وأقصد هنا الحركات الاحتجاجية العفوية كالاعتصامات النقابية والعمالية المؤقتة المرتبطة بمطالب مالية محددة، وكذلك الحركات الاحتجاجية الأكثر تنظيماً كحركة "كفاية" في مصر، و"الحراك الجنوبي" في اليمن.

ولا يكاد يمر يوم إلا وتطالعنا وسائل الإعلام بأنباء الاعتصامات والاحتجاجات السياسية أو الاقتصادية، ويميز المغرب مثلاً تزايد الاحتجاجات التي ينظمها العاطلون عن العمل، كما أقدم ضباط الجيش السابقين في العراق على تنظيم احتجاجات مشابهة مطالبين بحقوق الحياة الأساسية.

5.    تزايد مشاركة الشباب في المواقع الاجتماعية والمدونات على الإنترنت (العالم الافتراضي)

فرضت رغبة الحكومات العربية في فتح باب الاستثمار للقطاع الخاص المحلي والأجنبي، فرضت على هذه الحكومات تطوير بنية أساسية قوية لقطاع الاتصالات، وقد بدأت حركات الاحتجاج المنظمة وغير المنظمة اللجوء لوسائل الاتصال الحديثة كشبكة الهاتف الجوال والإنترنت بديلا لوسائل التواصل التقليدية التي من السهل على الحكومات مراقبتها وقمعها.

ويبدو أن جيلاً من الشباب العربي يعيش عالماً افتراضياً خاصاً به عبر المنتديات الإلكترونية وغرف الدردشة والمدونات والمواقع الاجتماعية كالفيس بوك وتويتر وغيرها، وتحتل الأفكار المعارضة للأنظمة السياسية حيزاً متزايداً في هذا العالم الافتراضي، حتى إن تقريراً حديثاً للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان صدر في كانون أول/ديسمبر الماضي قال: "إن الإنترنت قد تحول إلى كرة ثلج ديمقراطية تتحرك بقوة في العالم العربي، ولم يعد بالإمكان وقفها، وفي تحركها لن تظل على حالها أو حجمها، بل سوف تتضخم وتطيح في طريقها ما كان يمثل عقبة كبيرة في السابق، فلم تكد الحكومات العربية تفيق وتلتقط أنفاسها مما سببه لها المدونون من صداع مزمن، حوّلـهم إلى شوكة في حلقها، حتى فوجئت بوسيلة أخرى أتاحتها لهم شبكة الإنترنت، وهي الفيس بوك، هذا الموقع الذي لم يدر بخلد مبتكريه أنه سوف يتحول لأداة هائلة وطيّعة بيد نشطاء الإنترنت العرب يسخرونه لدعم حقهم في مجتمعات ديمقراطية، في منطقة هي الأكثر قمعا في العالم".

ويضيف التقرير الذي صدر تحت عنوان: "شبكة اجتماعية واحدة ذات رسالة متمردة"، إن مستخدمي الإنترنت العرب أجادوا استغلال أربع وسائل في صراعهم لانتزاع حق حرية التعبير عن الرأي وفضح الفساد والقمع في العالم العربي، وهي المدونات، والفيس بوك، وتويتر، ويوتيوب.

وتناول التقرير حالة التضييق الشديدة التي تفرضها أغلب الحكومات العربية على مستخدمي الإنترنت، والانتهاكات التي تمارسها ضدهم، والتي بلغت حد الاختطاف والتعذيب والاعتقال.

ويقول التقرير إنه على الرغم من أن عدد المهتمين بالشؤون السياسية من مستخدمي الإنترنت في العالم العربي قد لا يتجاوز بضعة آلاف من النشطاء والمدونين، من حوالي 58 مليون مستخدم للإنترنت في العالم العربي، إلا أن هؤلاء النشطاء والمدونين، على قلة عددهم، قد نجحوا تماماً في تسليط الضوء على فساد وقمع هذه الحكومات والأنظمة الدكتاتورية التي أعيتها الحيل لكبح جماح هؤلاء النشطاء والمدونين، لا سيما وقد كسبوا إلى جانبهم كتلاً ضخمة من قوى وحركات المعارضة العربية*.

لقد أصبحت مواقع الإنترنت مُتنفساً للمعارضة العربية المنظمة وكذلك لعدد متزايد من المهتمين بالشأن العام من الشباب العربي الذين وجدوا في عالمهم الافتراضي كمّا من المعلومات والحقائق عن فساد أنظمتهم الحاكمة، فتمترسوا وراء شاشات الكمبيوتر يتداولون تلك الحقائق والآراء خالقين حراكاً سياسياً بات ينتقل بسهولة من العالم الافتراضي إلى العالم الحقيقي.

6.    تراجع سيطرة الدولة على وسائل والإعلام

لم تكن الدولة العربية تخطط يوماً لحدوث مثل هذا الملمح؛ فمعظم حكوماتنا لا تزال متمسكة بمنصب وزير الإعلام كي تضمن أكبر قدر من السيطرة على وسائل الإعلام، بيد أن اتساع مجالات استثمار القطاع الخاص تبعه اتساع مواز لسوق الإعلانات التجارية، مما أدى بدوره إلى فتح شهية مستثمرين آخرين رغبوا في التربّح من حجم السوق الإعلانية التي لم تعد وسائل الإعلام الحكومية قادرة على استيعابها.

لقد دفعت برامج الخصخصة والإصلاح الاقتصادي الدولة العربية دفعاً باتجاه فتح المجال أمام الإعلام الممول برأس مال خاص، بداية بالصحف ووصولاً إلى القنوات الإذاعية والتلفزيونية، وبعد أن كانت الأنظمة الحاكمة تسيطر على مضمون ما يبثه الإعلام عبر الاحتكار، باتت تسعى لتحقيق قدر من السيطرة عبر طرق مبتكرة مشروعة وغير مشروعة، منها:

·        القوانين المنظمة للعمل الصحفي والإعلامي.

·        احتكار الدولة لسلطة إصدار تصاريح تأسيس الصحف ووسائل الإعلام الخاصة.

·        ممارسة ضغوط على ملاك وسائل الإعلام عبر التأثير على مجالات أنشطتهم الاقتصادية الأخرى.

·        محاولة شراء ذمم  بعض الصحفيين وتقريبهم من دوائر السلطة وتزويدهم بالأخبار المهمة قبل غيرهم.

·        محاولة ترهيب من يرفض الترغيب عبر التلويح بارتكابه مخالفات قانونية.

·        الاعتداء على بعض الصحفيين الأكثر جرأة إن فشلت معهم كل وسائل الترغيب والترهيب.

·   استخدام مؤسسات عربية مشتركة مثل مجلس وزراء الإعلام العرب لتفصيل مواثيق وتشريعات تحد من حرية القنوات الفضائية والخاصة عبر بنود غامضة يمكن لكل نظام حاكم تفسيرها كما يشاء ووقت ما يشاء.

مما لا شك فيه أن الأنظمة تبتكر الحيلة تلو الأخرى كي تستعيد ما أمكنها من سيطرةٍ على ما تعتبره انفلاتاً لفضاء العمل الصحفي والإعلامي، وفي ظل انتشار الإنترنت ووسائل البث الفضائي، تقلصت كثيراً قدرة الأنظمة على فرض مثل تلك السيطرة، وأضحت مضطرة للتعامل مع واقع جديد وضع طرفاه (السلطة والإعلام) لنفسيهما خطوطاً حمراء أبعد، وسقوفاً أعلى سمحت بحراك سياسي أكبر، بل إن الأنظمة اضطرت في كثير من الأحيان إلى التعامل بإيجابية مع انتقادات وسائل الإعلام، فعينت متحدثين رسميين وممثلين لها غير رسميين للظهور على الشاشات الخاصة، بل إنها ذهبت أبعد عندما سمحت لشخصيات عامة ومستقلة بالظهور على الشاشات الرسمية والكتابة في الصحف الحكومية في مسعى تنافسي قد يبقي لوسائل الإعلام الرسمية بعض صدقية ومتابعة.

إن ما تشهده الساحة الإعلامية العربية من نمو متسارع، وتنافس شرس، فرض درجة أكبر من "المهنية" في شكل ومضمون ما يُقدم من منتج إعلامي بصرف النظر عمن يملك الوسيلة التي تبث ذلك المضمون. هذه "المهنية"- أصيلة كانت أو مُفتعلة- خلقت مساحة واسعة للغاية يمارس فيها الفاعلون السياسيون حراكهم السياسي، بل إنها أصبحت المساحة الوحيدة المتاحة لهذا الحراك في كثير من القضايا التي يصعب أن تنتقل معالجتها من القول إلى الفعل.

7.    النزول بحاجز سن المعارضين والقادة المتنافسين

من ملامح ما أعتبره حراكاً سياسياً، ما نشهده من تزايد نسبة جيل الشباب في العمل السياسي المنظم و ضمن حركات الاحتجاج الشعبي، وتسمية الشباب هنا نسبية بالمقارنة بجيل الحكام الذي يتجاوز السبعين أو حتى الثمانين من العمر، إذ بتنا نرى قيادات حزبية ونقابية في العقد الخامس أو حتى الرابع من عمرها.

واللافت أن شرائح متزايدة من الشعوب على اختلاف مستواها الثقافي والاجتماعي أصبحت أكثر استعداداً لقبول قيادات شابة بعد أن تهاوت صدقية وشرعية كثير من القيادات التقليدية المُحنّطة على كراسي السلطة لعقود.

لقد أصبحت الشعوب تبحث عن بطل جديد قد يميزه صغر سنه أو مستوى تعليمه أو ارتباطه بمؤسسات غربية وعالمية أو تمكنه من تحقيق إنجازات مُعترف بها خارج حدود الوطن، باختصار: البحث جار عن بطل ولو من ورق، والكل يتعلق بقشة البديل؛ أيِّ بديل، ولسان حال كثيرين: "اصرفونا (من هذا الواقع) ولو إلى النار.."

لقد دفعت عوامل كثيرة ومعقدة باتجاه تبلور هذا الملمح، غير أن نزول حاجز سن المعارضين كان سبباً في حد ذاته استفز بعض الأنظمة لتقديم "شباب النظام" لمقارعة شباب المعارضين، وخلق ذلك حراكاً من نوع آخر داخل دهاليز الحكم من جهة و أروقة المعارضة من جهة أخرى، إذ نشب صراع أجيال خفي حيناً ومعلن أحياناً أدى بدوره لمزيد من الحراك السياسي على مختلف الأصعدة.

ثانياً: محددات الحراك السياسي في العالم العربي

علينا الإقرار بأن الكثير من الملامح السابقة إن لم يكن جميعها، تلعب دوراً مزدوجاً، أي إن كل ملمح منها لا يعد مظهراً للحراك السياسي في الوطن العربي فقط، بل إن اتجاهات تطوره تحدد كذلك مدى استمراره أو تراجعه، ومدى استمرار أو تراجع الملامح الأخرى.

فمزيد من تراجع سيطرة الدولة على اقتصادها سيفتح باب مزيد من تراجع سيطرتها على الإعلام، وكذلك قد يؤدي إلى مزيد من حركات الاحتجاج الشعبية ضد تعاظم دور القطاع الخاص في الاقتصاد، وهو بطبيعته قطاع لا يلقي كثيراً من بال للآثار الاجتماعية لقراراته الاقتصادية.

كما أن مزيداً من تدهور مكانة الرئيس أو الجيش قد يعني خوض مزيد من المعارضين الشباب غمار التجربة عبر العمل السياسي الحزبي أو عبر المشاركة في فضاء الإنترنت أو حركات الاحتجاج الشعبي.

ومع التسليم بكل ما سبق، يظل ممكناً رصد مجموعة من العوامل الأخرى التي تحدد مسار الملامح السبعة السابقة وغيرها من ملامح الحراك السياسي في الوطن العربي.

1)    مدى نجاح أو تعثر سياسات "الإصلاح الاقتصادي" ومدى تغلب الحكومات على الآثار الجانبية الاجتماعية لها

فاستمرار ضغوط سياسات الإصلاح الاقتصادي على الطبقات الأكثر فقراً قد يولد نوعا غاضباً محتجاً من الحراك السياسي، فيما قد يؤدي نجاح تلك السياسات إلى التفريج عن ضيق عيش المواطن العربي وبالتالي يولد حراكاً تشارك فيه فئات أكثر في الحياة السياسية السلمية بعيداً عن صور الاحتجاج الغاضب.

2)    مدى ديمقراطية قوى المعارضة

فالحراك السياسي المثمر لا تقوم به جماعات متفرقة تعمل ضد بعضها، ومن أبرز مشكلات قوى الحراك السياسي العربي أنها لا تتفق على أهداف طويلة المدى، فبالكاد تجتمع تلك القوى في أكثر من بلد عربي على هدف وحيد هو معارضة النظام، وإلى أن تتمكن قوى المعارضة من صياغة أجندة ذات رؤية استراتيجية تتسامح فيها مع اختلافاتها، سيظل أي حراك سياسي يراوح مكانه في مساحة ضيقة.

3)    مدى تنفيس وسائل التنفيس

عند الحديث عن تزايد مشاركة الشباب في المواقع الاجتماعية وعن تراجع سيطرة الدولة على وسائل الإعلام، علينا أن ندرك أن هذين الملمحين للحراك السياسي يلعبان دوراً تنفيسياً قد يؤدي إلى انتهاء دورة الحراك السياسي بلا نتيجة، ففي بيئة غير ديمقراطية، يقتصر دور حرية التعبير فقط على التعبير دون الانتقال إلى المشاركة الفعلية في التغيير، لا بل إن حرية التعبير قد تزيل أسباب الاحتقان بشكل ظاهري ومؤقت ينعكس سلباً على الحراك السياسي.

4)    تأثير مثلث الفقر- البطالة- الأمية

تقدم معدلات البطالة والأمية ومستويات الفقر في الدول العربية صورة قاتمة قد تجعل من الحديث عن الحراك السياسي ترفاً فكرياً؛ فمن جهة، يلعب هذا المثلث دوراً سلبياً يحرم الأغلبية في الشعوب العربية من المقومات الأساسية للتحرك السياسي، ومن جهة أخرى يشكل مثلث الفقر والبطالة والأمية محركاً نفّاثاً للغضب والانتفاض ضد الظلم، غير أن المعادلة المطلوبة كي يدفع باتجاه الحراك السياسي تختلف من شعب لآخر ومن زمن لآخر، إضافة إلى أن انفجار الغاضبين في صورة ثورة جوع غير منظمة لن يكون أفضل أشكال الحراك السياسي من حيث القدرة على الاستمرار وتحقيق النتائج.

5)    مصالح الدول المتنفذة إقليمياً وعالمياً

غني عن البيان أن كل ما يدور في العالم العربي من تفاعلات وحراك يخضع لمتابعة دقيقة من قبل الدول ذات النفوذ والمصالح في المنطقة العربية، وهذه الدول لن تكتفي بالمتابعة والمراقبة إن هي رأت حراكاً سياسياً لا يصب مزيداً من الرياح في أشرعة سفنها، فالحراك السياسي في العراق يهم إيران بشكل كبير لأسباب طائفية وجيواستراتيجية، وكذلك تتابع طهران عن كثب ما يدور في كل من سوريا ولبنان، ولم تستح السلطات الإيرانية، فعبرت عن رأيها في مسار الحرب التي دارت بين الحكومة اليمنية والحوثيين، وعكست وسائل الإعلام الإيرانية والمدعومة من إيران هذا الرأي بشكل واضح.

كما أن للولايات المتحدة الأمريكية مصالح تتحق أكثر إن اتجه الحراك السياسي في مصر أو في فلسطين باتجاه معين، ولن تقف واشنطن متفرجة أمام مشهد سياسي تتكرر فيه تجربة حركة حماس في بلد عربي آخر!

حتى دول الاتحاد الأوروبي كفرنسا مثلا لم تتمكن من منع نفسها من التدخل في مسار الحراك السياسي في لبنان أو الجزائر.

وفي ظل انقسام قوى المعارضة وهشاشة الحكومات وتصدع شرعياتها، يبقى المحدد الخارجي الأكثر تأثيراً في مسار الحراك السياسي في الوطن العربي.

ثالثاً: آفاق الحراك السياسي في العالم العربي

إن الوطن العربي يمر بحالة تفكك وسيولة على كل الأصعدة، حالة فقدت فيها كثير من الثوابت معانيها السابقة ولم تكوّن بعد معاني جديدة، لقد شاء القدر أن نلتقي اليوم فيما يلتقي القادة العرب في قمتهم السنوية في ليبيا هذه السنة، وربما يمكن تلخيص العلاقة بين ما يدور في سرت وما يدور في المجتمعات العربية على أرض الواقع بكلمة واحدة، أنها علاقة غائبة.

يصف المفكر فهمي هويدي الحراك السياسي بالمعركة ويعتبرها معركة طويلة وشرسة، ما زلنا نشهد خطواتها الأولى، والإنجاز فيها مرهون بعوامل كثيرة من بينها أن يختفى رموز الحراك من على شاشات التليفزيون، لنراهم فى الشارع وفى قلب المجتمع.

ورغم قتامة جزء كبير من الصورة، فإن في الأفق ضوءا باهرا يتبدى في جرأة وجسارة جيل جديد من الناشطين السياسيين الذين باتوا يؤمنون بالعمل المجتمعي من دون الحصول على نتائج فورية أو مصالح آنية.

إن مستقبل الحراك السياسي في الوطن العربي مرتبط بصبر وحكمة قيادات التيارات السياسية وعلى رأسها التيار الإسلامي الذي قُدر له أن يتصدر العمل السياسي في العقدين الأخيرين بشكل واضح، وكلما آمنت قيادات هذا التيار بحق الآخرين من التيارات الأخرى في المشاركة، وتمكنت من استيعابهم، نضج الحراك السياسي وتحول من تحركات عفوية إلى تيار له رؤية استراتيجية يمكن أن يفرض وجوده.

"قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل، فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار، إنه لا يفلح الظالمون" (سورة الأنعام، الآية 135).


 

 أعلى الصفحة  رجوع

******************************************************************************

التقرير الإعلامي

وسط حشد من قادة الرأي والفكر والسياسة الأردنيين

مركز دراسات الشرق الأوسط يحتفل بذكرى تأسيسه التاسعة عشرة

احتفل مركز دراسات الشرق الأوسط بالذكرى التاسعة عشرة لتأسيسه يوم السبت 27/03/2010م، وشارك في الحفل نخبة واسعة من شخصيات المجتمع الأردني السياسي والأكاديمي، وتم خلال الحفل تكريم عدد من الضيوف وزملاء المركز وجهات داعمة وإعلامية أردنية وعربية، على جهودهم المتميزة والرائدة في دعم العمل الأكاديمي والبحثي والفكري في الأردن، وانتهى الحفل بعشاء على شرف الحضور.

قام الفريق المتقاعد الأستاذ عفيف الغول في بداية الاحتفال بقص شريط المعرض الخاص بأنشطة المركز وإصداراته خلال 19 عاما، يصحبه ثلة من كبار الشخصيات الوطنية، ثم افتتح الأستاذ جواد الحمد/ مدير المركز الحفل بالترحيب بالسادة الحضور، والتركيز على بذل الجهود في إنجاح وتطوير واقع البحث العلمي في الأردن والوطن العربي، والإسهام في تأسيس علم التحليل والتخطيط السياسي، والتوجيه والتسديد لصناعة القرار، لاجتياز المحن والتحديات التي تعرض للبلاد وللأمة، ودعا إلى بناء كادر من الشباب الواعد المنتمي لمصالح أمته وخياراتها، لأنه يشكل أساس البناء الحضاري العالمي العظيم لهذه الأمة وصروحها في شتى العلوم والمجالات، حيث إن البحث العلمي ورعاية المبدعين الشباب في هذا المجال ودعم مراكز البحث العلمي الجادة والفاعلة مسؤولية وطنية أولى للحكومات.

وقال الحمد: "إن الحفل ينعقد في ظروف سياسية وأمنية واجتماعية واقتصادية صعبة تمر بها الأمة، ويمر بها الأردن، أملا في إحداث تحول كبير في مسيرتها المتعثرة على مدى الأعوام الخمسين الماضية، وينعقد في ظل انعقاد قمة عربية لا تنظر إليها الشعوب بأي أمل مع كل أسف، وتنعقد القمة والسرطان الصهيوني يقضم كل شبر من أرض فلسطين، ولا زال جرح العراق وفلسطين وأفغانستان داميا بلا أفق عربي لتضميده، ولأجل ذلك لا بد من وقفة تأمل كبيرة للباحثين والعلماء والغيورين على الأمة وأجيالها بحثا عن طريق المستقبل الواعد، وبحثا عن الوحدة والتآلف بين أبنائها، وقد حاولنا في مركز دراسات الشرق الأوسط طوال هذه المسيرة أن نضيء بعض علامات الطريق بأبحاثكم وإسهاماتكم، ولكن النخبة السياسية في الوطن العربي لا تزال تحتكر القرار والرؤية والفهم، ولا تعطي الوزن الطبيعي لمراكز البحث والخبراء والأكاديميين، ناهيك عن القوى السياسية والاجتماعية المعارضة".

ثم ألقى الدكتور حسن عبد القادر/ أستاذ الجغرافيا في الجامعة الأردنية كلمة زملاء المركز، حيث هنّأ المركز والزملاء بهذه المناسبة، مشيدا بالجهود الكبيرة التي تبذلها إدارة المركز لتسيير شؤونه وتطويره منذ تأسيسه حتى الوقت الحاضر، وأن المركز يقوم على أسس متينة راسخة من العلم والمعرفة والإدارة الواعية والتخطيط السليم، وهو مركز استراتيجي في إقليمنا العربي والمحيط وله، وقال عبد القادر: "إن النظرة إلى أنشطة المركز تشير إلى أنها متعددة ومتنوعة ومركزة، وتتناسب مع تعدد موارد الشرق الأوسط وتنوع ثقافاته وكثرة كياناته السياسية، ولا يسعنا إلا أن نثمن ما يقوم به المركز سعيا إلى تحقيق أهدافه، خاصة أن الأحداث المتعاقبة في منطقة الشرق الأوسط تلقي عبئاً كبيراً على إدارة المركز لتتمكن من متابعتها وتحليلها، وأدعو الزملاء الأفاضل إلى دعم ومؤازرة المركز بكل طاقاتهم، سعيا في تشكيل قاعدة بيانات تخضع للاستقصاء والتحليل بغرض التوصل إلى نتائج مهمة لتقييم أوضاع الشرق الأوسط أرضاً وشعوباً وموارد وحضارات".

وعبّر الدكتور هُمام غصيب/ أمين عام منتدى الفكر العربي في كلمته عن سروره بهذه المناسبة، مشيرا إلى امتلاك المركز للكلمة الصّادقة وتأثيرها على المتلقي، ودعا إلى السير في منهج الفكرَ العمليّ، الذي يُخرجُنا من دائرة القوْل إلى دائرةِ الفعل المؤثّر الذي يستندَ إلى المشروعاتِ القابلةِ للتّنفيذ، والمقترَحات النّيّرة التي لها وقْعٌ ملموس على البشر، وهذا يَقتضي منّا أنْ نُسايِرَ الإيقاعَ السّريع لزمانِنا، لأن كثيرا من المشروعات الفكريّة غير العملية تجرّنا إلى متاهات وعقبات، ولا بدّ من الفكر المُبْدع غيْرِ التّقليديّ الذي يقتحمُ الموْضوعاتِ مباشرةً ويُقلّبُ النّظرَ من كلّ زاويةٍ ممكنة، ودعا غصيب إلى التشبيك بين نحن المنتدياتِ الفكريّةَ العربيّة، ومراكزَ البُحُوثِ والدّراسات، كي تُكملَ بعضها.

كما ألقى المهندس ماجد الطباع/ نائب نقيب المهندسين الأردنيين كلمة النقابة قدّم فيها تحية إكبار وإعزاز لأبطال هذه الأمة وحملة راية المقاومة وشهدائهم في فلسطين والعراق الذين يدافعون عن الأمة ومقدساتها، مستذكرا في هذه الأيام ذكرى معركة الكرامة، وشكر الطباع المركز على دوره الطليعي في تبني قضايا الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين، داعيا إلى الوقوف إلى جانب المركز ودعمه، وذكر مشاركات نقابة المهندسين الأردنيين مع مركز دراسات الشرق الأوسط بعقد المؤتمرات والندوات، ودعمها لجائزة البحث العلمي لطلبة الجامعات الأردنية التي ينظمها المركز مع الجامعات الأردنية.

وقدّم الطباع إيجازا مركزا عن رؤية نقابة المهندسين والنقابات المهنية وأنشطتها واهتماماتها بالقضايا الأردنية المحلية والعربية ومناصرتها، وداعيا إلى المزيد من البناء والعطاء.

أما الدكتور مصطفى العدوان/ نائب رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية فقد تفضل بكلمة الجمعية معبرا عن تقديره للمركز واهتماماته، ومركزا على أن البحث العلمي والتقدم متلازمان، خاصة ونحن نرى اهتمام الدول المتقدمة بمراكز الأبحاث والدراسات للاستفادة من خبرات الباحثين وآرائهم، ودعا العدوان إلى دعم وتشجيع البحث العلمي والدراسات والتعاون بين مراكز البحث بالاعتماد على التجارب الناجحة، مبديا استعداد الجمعية الأردنية للعلوم السياسية للتعاون في هذا المجال.

وقدّم ضيف الحفل الأستاذ إبراهيم هلال/ مدير التطوير التحريري لشبكة الجزيرة كلمة رئيسة في الحفل بعنوان: "الحراك السياسي في الوطن العربي، ملامحه، محدداته، آفاقه"، عرض فيها لصور الحراك السياسي الذي يشهده الوطن العربي، بدءا من العراق وفلسطين ومصر والجزائر واليمن، حيث تظهر ملامح هذا الحراك بنقاط أجملها هلال بتدهور أو اهتزاز صورة القائد، وتدهور السلطة العسكرية للدولة، وتراجع سيطرة الدولة على الاقتصاد، وتزايد حركات الاحتجاج والتجمعات المعارضة ومشاركة الشباب في المواقع الاجتماعية والمدونات على الإنترنت، وتراجع سيطرة الدولة على وسائل والإعلام، والنزول بحاجز سن المعارضين والقادة المتنافسين، أما محددات الحراك السياسي في العالم العربي- بحسب هلال- فهي مدى نجاح أو تعثر سياسات الإصلاح الاقتصادي، ومدى تغلب الحكومات على الآثار الجانبية الاجتماعية لها، ومدى ديمقراطية قوى المعارضة، وتأثير مثلث (الفقر- البطالة- الأمية)، ومصالح الدول المتنفذة إقليمياً وعالمياً.

ومن هنا يرى هلال أن الوطن العربي يمر بحالة تفكك وانحدار، وأن العلاقة بين الأنظمة العربية وشعوبها غائبة، ولذا فإن معركة التغيير طويلة وشرسة، وما زلنا نشهد خطواتها الأولى، والإنجاز فيها مرهون بعوامل، العمل في الميدان وفي قلب المجتمع، ومما يجعلنا نتفاءل في ذلك أن في الأفق ضوءا يتبدى في جرأة وجسارة جيل جديد من الناشطين السياسيين الذين باتوا يؤمنون بالعمل المجتمعي دون الحصول على نتائج فورية أو مصالح آنية، ومن هنا فإن مستقبل الحراك السياسي في الوطن العربي مرتبط بصبر وحكمة قيادات التيارات السياسية وعلى رأسها التيار الإسلامي الذي قُدر له أن يتصدر العمل السياسي في العقدين الأخيرين بشكل واضح.

ثم تفضل الأستاذ اللواء المتقاعد موسى الحديد والأستاذ جواد الحمد مدير المركز بتقديم الدروع والهدايا لضيف الحفل وللزملاء الأكثر إسهاما في أنشطة المركز لعام 2009، وللجهات الداعمة (شركة انسجام للمفروشات)، والإعلامية الأردنية (وكالة الأنباء الأردنية- بترا، وصحيفة السبيل، وصحيفة الغد)، ولقناة الجزيرة مباشر، على إسهامهم المتميز جميعا في دعم أنشطة المركز خلال عام 2009، ثم جرى السحب على هدايا المركز الثلاث للحضور.

وبعد ذلك قام الأستاذ جميل هلسة بقطع كعكة المناسبة لهذا العام تصحبه ثلة من الشخصيات والزملاء الحاضرين، حيث دُعي الجميع بعدها إلى طعام العشاء على شرف الحضور.

 

 أعلى الصفحة  رجوع

******************************************************************************

عرض تقديمي

صور من الحفل

أعلى الصفحة  رجوع