رؤيتنا للمتغيرات

نشـاطـاتنا

إصـداراتنـا

وثـائـــق

دراســـات

خدمات مجانية

الدورات التدريبية

الشؤون الإسرائيلية

أحدث الإصدارات

التحـول التركـي تجاه

المنطقة العربية

مطالب الثورات العربية والتدخل الأجنبي

المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية

 

 

اتجاهات التنمية الاجتماعية والبشرية في الأردن

التحولات والثورات الشعبية في العالم العربي الدّلالات الواقعية والآفاق المستقبلية

تركيـــــا وإسرائيـــــل وحصار غزة

تـداعيـات هجـوم إسـرائيـل على أسطول الحرية

التسـويـة السيـاسيـة

 التحديات والآفاق

الوطــــن البديـــل آفاق التطبيق وسبل المواجهة

القرن الإفريقي وشرق إفريقيا

الواقع والمستقبل

رسالة أوباما التصالحية والمطلوب عربيا

الفاتيكان والعرب، تحديات وآفاق في ضوء زيارة البابا للمنطقة

التداعيات القانونية والسياسية لانتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني

السياسات العربية في التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي حتى عام 2015م

الأزمة المالية الدولية وانعكاساتها

 

ورقة العمل الرئيسة

في ظل استمرار عرض القوة والمناورات العسكرية وسباق التسلح بين أطراف الصراع في منطقة الشرق الأوسط، ومع زيادة حدة الخطاب الذي تنتهجه هذه الأطراف ضد بعضها، حتى وصل إلى ذروته بتوجيه إسرائيل لسيل من الاتهامات ضد سوريا وإيران بأنهما تزودان حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة بالسلاح والعتاد لمواجهة إسرائيل، وفي ظل تراجع عملية التسوية السلمية في إيجاد حلول جذرية ومهمة للصراع العربي- الإسرائيلي، يأتي انعقاد هذه الندوة لبحث احتمالات اندلاع حرب في المنطقة، سواء كانت حربا شاملة أو محدودة، متعددة الأطراف أو ثنائية.

ويزداد الحديث يوما بعد يوم عن تجهيزات إسرائيلية لفرض واقع سياسي وأمني واقتصادي، وربما ديمغرافي، جديد على منطقة الشرق الأوسط، خصوصا في دول المواجهة، سواء كان ذلك بتوجيه ضربات استباقية محدودة وقوية جدا ضد سوريا أو حزب الله في لبنان أو حركة حماس في قطاع غزة، أو حتى إيران، أو كان بشن حرب شاملة تشترك فيها أطراف الصراع العربي- الإسرائيلي، إضافة إلى إيران من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى، وخاصة ضد سوريا وإيران.

ورغم أن الاستعداد للحرب لا يعني اتخاذ القرار بشنها عند أي طرف، إلا أن عددا من المحللين والخبراء والمراقبين يرشحون احتمالية حدوثها، ولو بشكل محدود، نظرا لما يمر به مشروع التسوية السلمية، والحوار بين الغرب من جهة وإيران وسوريا والمقاومة من جهة أخرى، من عقبات وتحديات لا تؤدي إلى تحقيق نتائج واقعية تنهي الصراع في المنطقة وتخدم مصالح شعوبها.

ومع سعي إسرائيل للمحافظة على واقع سياسي واستراتيجي وأمني داخل كيانها، سواء على الحدود الشمالية مع كل من سوريا ولبنان، أو في الضفة الغربية، أو في قطاع غزة، خاصة في ظل الخوف المتزايد لدى جبهتها الداخلية من وصول صواريخ المقاومة وضرباتها إلى مواقع حيوية إسرائيلية، فإن الأحداث والواقع يؤشران إلى صعوبة استسلام إسرائيل وقادتها لهذا الواقع الذي يهدد وجودها، بل إن تهديد مصالح إسرائيل يعني تهديد المصالح الغربية- وعلى رأسها مصالح الولايات المتحدة الأمريكية- ما ينذر باحتمالية شن حرب لضمان استمرار تحقيق تلك المصالح والمحافظة عليها، خاصة أيضا مع بروز الدور الإيراني والسوري الداعي إلى مواجهة هيمنة المشروع الأمريكي والمشروع الصهيوني، وسعيهما- أي إيران وسوريا- في أن يكون كل منهما لاعبا إقليميا رئيسا في المنطقة.

وتأتي هذه الندوة في ظل هذه الأجواء لدراسة الواقع السياسي والاستراتيجي والأمني المحيط والحاكم للاستعداد لشن حرب ما، وتنفيذها، عند كافة أطراف الصراع المباشرة وغير المباشرة في منطقة الشرق الأوسط، وتهدف إلى تحقيق ما يلي:

1-  قراءة البيئة الحاكمة لتحركات الأطراف تجاه الحرب

2-  دراسة إمكانات الأطراف في شن الحرب، وتحديد اتجاهات المواجهة حال حدوثها

3-  تقديم التوصيات الاستراتيجية لصانع القرار العربي والإسلامي المعني حول الاستعدادات للتعامل مع الحرب حال وقوعها- سياسيا وإعلاميا وأمنيا وعسكريا واقتصاديا.

وتأتي الندوة في ثلاث جلسات، هي:

الجلسة الأولى: البيئة الحاكمة لتحركات الأطراف- سياسيا وأمنيا- تجاه الحرب

الجلسة الثانية: إمكانات واحتمالات اندلاع الحرب

الجلسة الثالثة: التوصيات الاستراتيجية لصانع القرار العربي والإسلامي المعني

عودة للصفحة   أعلى الصفحة


برنامج الندوة

9:00 – 9:30 التسجيل واستلام ملف الندوة

9:30 – 9:45

الافتتاح

أ. جواد الحمد/ مدير مركز دراسات الشرق الأوسط

09:45 – 11:30

الجلسة الأولى

البيئة الحاكمة لتحركات الأطراف- سياسيا وأمنيا- تجاه الحرب

(قراءة في المشهد وتقدير الموقف)

رئيس الجلسة:  د. محمد خير مامسر

1- البيئة الحاكمة لتحركات إسرائيل. أ. عبد الحكيم مفيد

2- البيئة الحاكمة لتحركات الدول العربية "الاعتدال" و "الممانعة"+ إيران وتركيا. د. أحمد سعيد نوفل

3- البيئة الحاكمة لتحركات المقاومة (الفلسطينية واللبنانية) أ. علي حسين باكير

المناقشة

11:30- 11:45 استراحة

11:45 – 01:45

 

 

 

 

الجلسة الثانية

إمكانات واحتمالات اندلاع الحرب

رئيس الجلسة: : د. محمد صقر

1- البيئة الحاكمة لتحركات (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين)  د. رائد نعيرات 

2- إمكانات الأطراف وإرادتها في شن الحرب وتداعياتها.  أ. موسى الحديد

المناقشة

01:45- 03:00

استراحة غداء

3:00 – 05:00

 

 

 

 

الجلسة الثالثة

التوصيات الاستراتيجية لصانع القرار العربي والإسلامي المعني

رئيس الجلسة:  د. علي محافظة

1- قراءة في المشاهد السابقة لحروب (2003-2010).                      أ. عاطف الجولاني

2القدرة على احتواء إمكانات اندلاع الحرب، ومواجهة احتمالاتها حال الفشل.  د. خالد عبيدات

3الاستعدادات لاندلاع الحرب ونتائجها- سياسيا وإعلاميا.                    د. صبري سميرة

4الاستعدادات لاندلاع الحرب ونتائجها- عسكريا وأمنيا واقتصاديا.            د. أحمد الخلايلة

المناقشة

05:00-05:15 استراحة

05:15- 05:30

البيان الختامي والتوصيات

عودة للصفحة   أعلى الصفحة


التعريف بالمشاركين

رؤساء الجلسات

الاسم

البلـد

الصفة

د. محمد خير مامسر

الأردن

عضو مجلس الأعيان
ووزير التنمية الاجتماعية والشباب الأسبق

د. محمد صقر

الأردن

رئيس الجامعة الإسلاميةالأسبق - غزة
وأستاذ الاقتصاد الإسلامي في الجامعة الأردنية

د. علي محافظة

الأردن

رئيس جامعة جدارا السابق
وأستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية

عودة للصفحة   أعلى الصفحة


الباحثون

(الأسماء مرتبة هجائيا)

الاسم

البلد

الصفة

د. أحمد الخلايلة

الأردن

عميد متقاعد وخبير في الدراسات الاستراتيجية

د. أحمد سعيد نوفل

الأردن

أستاذ العلوم السياسية في جامعة فيلادلفيا

د. خالد عبيدات

الأردن

دبلوماسي وباحث سياسي

د. رائد نعيرات

فلسطين

أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح- نابلس

د. صبري سميرة

الأردن

محلل سياسي

أ. عاطف الجولاني

الأردن

رئيس تحرير صحيفة السبيل اليومية الأردنية

أ. عبد الحكيم مفيد

فلسطين

كاتب ومحلل سياسي

أ. علي باكير

الأردن/ لبنان

باحث في العلاقات الدولية

أ. موسى الحديد

الأردن

لواء متقاعد وخبير استراتيجي

كلمة الافتتاح

جواد الحمد /  مدير مركز دراسات الشرق الأوسط

أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة،، الإخوة والأخوات،

يسعدني أن أرحب بكم، باسمي وباسم طاقم المركز العامل، باستجابتكم للمشاركة في هذه الندوة المتميزة، وقد أخذنا قرار البحث عن مستقبل المنطقة في ظل تغيرات مهمة وتبادل تهديدات متصاعدة بين أطراف عدة فيها، وهو أن نستشرف إمكانات اندلاع الحرب في المنطقة خلال الفترة 2010-2011، وهو الجزء الثاني المكمل لتجربتنا الأولى للبحث في إمكانات تحقق التسوية بشكل أو بآخر، والتي عقدت لها ندوة خاصة في 04/04/2010، وقد بدأنا التجربة الأولى إزاء موضوع الحرب بالتعاون مع مركز الزيتونة للدراسات في بيروت بعقد نفس الندوة ومع مشاركين مختلفين في 22/04/2010، وقد صدر تقدير الموقف الخاص بتلك الحلقة النقاشية وهو بين أيديكم، ولنا أمل كبير بتحقيق هدف هذه الندوة بتقدير وقراءة استراتيجية تعتمد على التحليل والمعلومات، وتستفيد من نظريات وآليات تقدير الموقف المتعارف عليها عالميا وبأفضل المقاييس.

وقد حرصنا على مشاركة أحد عشر باحثا من دول عربية رئيسية في تقديم الأوراق الأولية لهذه القراءة ليصار بعدها إلى صياغة تقدير موقف حول اندلاع الحرب في المنطقة خلال الفترة 2010-2011.

ويسرني الترحيب بضيوف الأردن القادمين من دول عربية أخرى للمشاركة في هذه الندوة،  كما نشير إلى أن الاحتلال قد حال بيننا وبين مشاركة الزميل الدكتور رائد نعيرات من نابلس والذي سيلقي ورقته أحد الزملاء نيابة عنه.

الزملاء الأعزاء،،

تحيط بالمنطقة الكثير من طبول الحرب الأميركية والإسرائيلية وغيرها، وتتفاعل معطيات وظروف هذه الحرب أو العدوان من قبل إسرائيل على وجه التحديد وبضوء أميركي حول جبهات أربع محتملة: إيران، سوريا، لبنان، غزة، وبغض النظر عما ستتوصل إليه ندوتكم من الاحتمالات فإن القراءة الأولية للمشهد العام تشير إلى تفاقم الاستعدادات الإسرائيلية لشن الحرب على غزة وهي تستعد اليوم لأوسع من ذلك في حال اندلعت على إحدى هذه الجبهات، وبرغم الإشكالات التي تعاني منها إسرائيل في تقديراتها الاستراتيجية والاستخبارية، كما ثبت سابقا في حربي لبنان وغزة، غير أن الجو السياسي الإسرائيلي يدفع إلى تسخين الأجواء وتهيئتها لعدوان عسكري وشيك الوقوع، وتعتقد النخب السياسية والعسكرية الإسرائيلية أن اندلاع مثل هذه الحرب أو العدوان الواسع ربما ينقل البيئة السياسية الحاكمة في المنطقة إلى اتجاهين، الأول: إعادة تفعيل وتوسيع دائرة التعاطف الغربي العام مع إسرائيل والاستنفار الرسمي لحمايتها والدفاع عنها ودعمها عسكريا وماليا، والثاني: نقل الضغوط من على الجانب الإسرائيلي إلى أطراف أخرى ، ناهيك عن الجو الجديد تماما الذي قد ينشأ في حال نجحت إسرائيل بتحقيق بعض من أهداف مثل هذا العدوان، والتي لم تعلن بشكل دقيق بعد خوفا من انهيار معنويات الجمهور والجيش في حال الفشل أو الهزيمة العسكرية، كما فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهود أولمرت في الحرب على غزة، تلك الحرب التي خرج منها دون نتائج جوهرية وراح يصوغ أهدافه منها وفق الوقائع على الأرض بعد انجلاء الحرب ليمنع أحدا من تقييم الحرب بشكل منهجي وعلمي يمكن أن يحاسبه عليها.

وبرغم قرع طبول الحرب في المنطقة منذ أكثر من خمسة شهور، فإن المؤشرات الأولية تؤكد أنها ستكون محدودة، لأن توسيع الحرب لا يخدم الحسابات الإسرائيلية من جهة، ويقلل من قدرتها على التحكم بنتائجها من جهة ثانية، ويضاعف من ردة الفعل الشعبية العربية والإسلامية، الأمر الذي قد يشكل تهديدا لسياسات الأنظمة العربية في محور الاعتدال من جهة ثالثة، ناهيك عن إمكانية التئام دول أخرى في محور الممانعة وخارجها ضد إسرائيل كما جرت محاولة لم تستكمل في الحرب على غزة من جهة رابعة.

الإخوة والأخوات،

لا أريد أن أطيل عليكم لأترك التفكير والحوار في الندوة يأخذ مجراه بين الخبراء المشاركين، ويسرني ختاما أن أتقدم بالشكر الجزيل للزملاء الباحثين جميعا وللسادة رؤساء الجلسات، وإلى المشاركين جميعا على الحضور، وكلي أمل بإثراء الندوة وفق نظامها وعناوينها بآرائكم القيمة، وتوقعاتكم وتحليلاتكم المتميزة لتقدم نتائجها إلى الحكومات والقوى السياسية والفصائل الفلسطينية واللبنانية حتى تخدم صناعة القرار إزاء أي عدوان إسرائيلي محتمل الوقوع على أي جبهة كانت خلال هذه الفترة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عودة للصفحة   أعلى الصفحة


ملخصات أوراق العمل

الجلسة الأولى

البيئة الحاكمة لتحركات الأطراف- سياسيا وأمنيا- تجاه الحرب

الورقة الأولى

البيئة الحاكمة لتحركات إسرائيل تجاه الحرب

عبد الحكيم مفيد

تقوم رؤية هذه الورقة على احتمالية نشوب الحرب بقراءةٍ أكثر عمقاً من النظر إلى وسائل الإعلام، متجاوزة إيّاها إلى فهم أطراف الصراع، ففي نموذج حزب الله، يرى الباحث أنه رغم تلك الحالة التي استطاع فيها أن يخرج حزب الله من حرب تموز/يوليو 2006 محققاً بعض الإنجازات، إلا أنه لم يستطع أن يحقق إنجازات على الصعيد المحلي ما حدا به إلى الدخول في تشكيلة حكومة الحريري، إضافة إلى أنه طرف مرتبط بإيران وسوريا في قرار خوضه حرباً من عدمه.

أما في الحالة السورية، فيرى الباحث أن سوريا تُفضّل احتفاظها بلقب "دولة ممانعة" دون الإيغال أكثر من ذلك في أية حرب قد لا تخدمها، مستشهداً بقبولها "المبادرة العربية للسلام" كارتباط بالعمق والحالة العربية، كما أن جبهتها الداخلية لا تساعدها على القيام بأي عمل كهذا.

أما بالنسبة لحماس، فيشير الباحث إلى عدم تمكنها من البدء بالحرب، لعدم امتلاكها المقومات الكافية لذلك، كالسلاح والبقعة الجغرافية، عدا عن أن حماس تعيش حالة من الحصار المطبق.

ويرى الباحث أن إيران غير معنية في خوض حرب تكون فيه هي البادئة، لأنها تحاول كسب العطف الدولي فيما يخص ملفها النووي، أو على الأقل لا تريد أن تظهر بدور العدو أمام المجتمع الدولي.

وعلى هذا فإن الورقة البحثية تقدم كلا من الولايات المتحدة الأمريكية, وإسرائيل كقوى يمكن أن تملك زمام المبادرة في خوض أي حرب، ومع هذا فإن الباحث يرى أن أمريكا لا تريد حربا بسبب تورطها في العراق وأفغانستان، وما ينطلي على ذلك من كلفة حقيقية تؤثر على القرار الأمريكي، أما بالنسبة لإسرائيل فيتفاوت موقفها بين حالة الحرب واللاحرب تجاه محور الممانعة، لتبقى بذلك رهينة تطور الموقف في الشرق الأوسط.

*************

الورقة الثانية

البيئة الحاكمة لتحركات الدول العربية "الاعتدال" والممانعة" + إيران وتركيا

أحمد سعيد نوفل

تعيش منطقتنا أجواء توتر وحرب هذه الأيام، واحتمال شن إسرائيل عدوانا على لبنان وسوريا وقطاع غزة وحتى إيران، وفي الواقع فإن الحروب والصراعات هي السمة الرئيسة في المنطقة منذ أكثر من مائة عام، بسبب مقاومة العرب والفلسطينيين للمشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني، واستمرار العدوان الإسرائيلي عليهم، وما زالت حالة الصراع مستمرة بين العرب والحركة الصهيونية، على الرغم من توقيع اتفاقيات تسوية بين إسرائيل وبعض الدول العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية، مما يثبت على أن تلك الاتفاقيات لم تنه حالة الصراع والحروب بين العرب وإسرائيل، إلا أنه يوجد تفاوت في مواقف الدول العربية من الكيان الصهيوني وإدارة الصراع معه، مما أدى إلى ظهور تسميات عديدة بين الأقطار العربية لمواجهة إسرائيل، كان آخرها مصطلح دول الاعتدال ودول الممانعة، كما دخلت إلى حلبة الصراع مؤخرا عناصر جديدة ومهمة إلى الجانب العربي، لم تكن موجودة من قبل، وهي إيران وتركيا، وزاد الحديث في الأشهر الأخيرة عن احتمالات حدوث حرب شاملة في المدى المنظور، خاصة بعد وصول حكومة نتنياهو اليمينية إلى السلطة في إسرائيل، وتهديداتها توجيه ضربة عسكرية على إيران.

وتعالج الورقة البيئة الحاكمة والمؤثرة على الدول العربية المعتدلة والممانعة، وكذلك كل من إيران وتركيا، في مواقفهم من احتمال حدوث حرب شاملة في المنطقة، واقتصر التركيز على ثلاثة دول عربية هي مصر والأردن والسعودية، تمثل دول الاعتدال العربي، بينما لم نجد سوى دولة عربية واحدة تمثل دول الممانعة وهي سوريا، ولهذا فقد أضفنا إلى دول الممانعة بعض الأطراف غير العربية كإيران، وحركات مقاومة لا تمثل دولا كحزب الله وحماس.

وفي البداية لا بد من الإشارة إلى ثلاث ملاحظات منهجية:

الأولى: رغم احتمال حدوث حرب جديدة، إلا أن العدوان العسكري الإسرائيلي الصهيوني على الفلسطينيين والعرب لم يتوقف، منذ بداية الصراع العربي- الصهيوني قبل أكثر من قرن، ولهذا ففي حال حدوث مواجهة عسكرية جديدة فإنها تدخل من ضمن سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية على العرب والفلسطينيين، وليست المرة الأولى التي تدق فيها إسرائيل طبول الحرب.

الثانية: هناك استعراض للقوة لدى جميع أطراف الصراع وكأن الحرب ستحدث حتما، من خلال المناورات العسكرية، والحصول على الأسلحة والصواريخ والإعلان عن جاهزيتها للحرب القادمة، والتهديد من جميع الأطراف بأن نتائجها ستكون مدمرة على الطرف الآخر.

الثالثة: إسرائيل هي التي تبدأ بالحرب دائما، من أجل خلق واقع جديد تحتاج الإقدام عليه لفرض ظروف جديدة في معادلة الصراع، وأنه في حال حدوث تلك الحرب، فإن إسرائيل تريد الخروج من المأزق الذي وصلت إليه عملية التسوية مع الفلسطينيين، والضغوطات الأمريكية والدولية عليها، وكذلك الوضع الداخلي للحكومة الإسرائيلية، والتباين في مواقف حكومة الائتلاف من تلك الضغوطات.

*************

الورقة الثالثة

البيئة الحاكمة لتحركات المقاومة (فلسطين ولبنان) تجاه الحرب

علي حسين باكير

تحاول هذه الورقة إيجاد العوامل المشتركة عموما لتحديد البيئة الحاكمة لكل من حزب الله اللبناني وحركة حماس في تحركاتهما، وتتطرق إلى شكل المقاومة لكل منهما، ومدى تأثرهما بالعوامل الداعمة لهما، كالدول الحاضنة والتأييد الشعبي، ومدى تأثرهما كذلك بالعامل الإسرائيلي الذي يرى الباحث أنه محرك في تحديد خيار الحرب أو عدمه، ويناقش ضمن هذه النقطة معطيات مهمة بشأن المجتمع الإسرائيلي وتغيراته التي طرأت عليه نتيجة للعوامل الخارجية، كتنامي الدور الإيراني والتركي في المنطقة، والإدراك الأمريكي لمدى الضرر اللاحق بكيانها بسبب الموقف الإسرائيلي المتعنت بشأن عملية السلام، أما عن العوامل الداخلية المؤثرة فيشير الباحث إلى تآكل قدرات إسرائيل الردعية ومواجهة الخطر الديمغرافي وغيرهما.

وتستشرف الورقة الإطار الدفاعي لكل من حزب الله وحماس، الذي يُمكّن كلا منهما من تغطية نفسه في حال نشوب أي حرب، وقدرة كل من الطرفين (حزب الله وحماس) لاستغلال نقاط القوة الحاصلة، إضافة إلى المعيقات التي تواجههما في المنظومة الدفاعية.

وفي المقابل ترى الورقة أن الإطار الهجومي لكل من حزب الله وحماس قد تطور بفعل علاقاتهما مع إيران وسوريا، فهناك تدريب لعناصر من حزب الله للقيام باحتلال أراضٍ شماليّ إسرائيل، وبناء ذراع عسكرية لحزب الله مضادة للطائرات من قبل الجانب السوري، أما فيما يتعلق بحماس فقد استطاعت هي الأخرى تطوير قدراتها الصاروخية بما لا يمكن إغفاله، ولكن، رغم كل هذا، فإن البيئة الحاكمة غيرُ مواتية لدفع كل من حزب الله وحماس في مواجهة بادئة منهما مع إسرائيل، نتيجة للظروف الداخلية لدى كل منهما، أهمها أن البيئة الشيعية لم تهضم إلى الآن الظروف التي واجهتها وما زالت بسبب عدوان تموز/يوليو 2006، والانقسام الفلسطيني والأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها القطاع فيما يتعلق بحماس.

ويخلص الباحث في ورقته إلى ما أسماه "مقاومة مع وقف التنفيذ"، إذ يرى أن المقاومة ترى الآن ضرورة عدم المبادرة في مواجهة العدو، منكفئة باتجاه الداخل ومحاولة تثبيت موقعها الداخلي، ما أدى إلى بروز حالة أصبحت ترى إسرائيل فيها أنّها استعادت قوّتها الردعيّة، ومع هذا فإن كلا من الطرفين يحتاج إلى وقت مستقطع، وأن هذا الهدوء إنما هو هدوء نسبي لعودة التصعيد وأشكاله في وقت لاحق.

ويختم الباحث ورقته بأهم المعطيات الاستراتيجية التي يجب أن تلتزم بها كمعطى دائم لتفادي الوضع الحرج، بينما تقوم بالاستعداد لدفع العدوان، كوضع المقاومة المسلحة في إطارها الصحيح، واستخدامها وسيلة لا غاية، إضافة إلى ضرورة تحقيق التكامل بين الشقين العسكري والسياسي التفاوضي، وعدم الانخراط في سياسيات محاور وتحالفات محليّة وإقليمية، لأن من شأن ذلك كله إدخالها في دائرة الابتزاز الإقليمي وتحويلها إلى ورقة سياسية رابحة في يدي الطرف الداعم.

*********************************
الجلسة الثانية

إمكانات واحتمالات اندلاع الحرب

 الورقة الأولى

البيئة الحاكمة لتحركات (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين)

رائد نعيرات

يتلخص الهدف العام من هذه الورقة البحثية في الوقوف على مدى إمكانية اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط، وماهية البيئة التي ستتحكم في توجهات وسياسات الدول العظمى من خلال دراسة معطيات أطراف الصراع ضمن ثلاثة محاور: البيئة في الشرق الأوسط، البيئة الدولية، طبيعة الحرب.

ويشير الباحث إلى طبيعة البيئة المتشكلة في الشرق الأوسط، من خلال تعدد المشاريع وتنوعها كالمشروع الإسرائيلي-الأمريكي، المشروع الإيراني والمشروع التركي، بالإضافة إلى اصطفاف المحاور كالممانعة والاعتدال، ووجود قوى الرفض العلني، وامتداد الزخم الجماهيري الذي يحاول التغيير في محاولة منه لتغطية الضعف الناتج من المؤسسات العربية الرسمية.

أما فيما يتعلق بالبيئة الدولية فيرى الباحث أن طبيعة المشاكل الكونية كالانهيارات الاقتصادية، البطالة والكساد، عدا عن التنافس الدولي الحاصل بين الدول العظمى، والإرهاب والقاعدة والاستهداف العالمي، والتوجهات الدولية للإدارات الحاكمة وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية، كلها عوامل رئيسة في تشكل هذه البيئة والتأثير على خياراتها تجاه القضايا العالمية، وبالتحديد عندما يتعلق الأمر بنشوب صراعات وحروب.

ولدى النظر إلى طبيعة هذه الحرب المحتملة نجد أن طبيعتها تؤثر أيما تأثير على عملية السلام والمشاريع في المنطقة، كما يمكن استخلاص بعض النتائج ولو جزئياً حال النظر إلى محاور هذه الحرب المتشكلة.

ويخلص الباحث في نهاية ورقته إلى تقدير إمكانية اندلاع حرب في المنطقة، مشيراً إلى ضآلة هذا الاحتمال ولو على المدى المنظور، نتيجةً لعدم تحقيق الأهداف المرجوة للدول ذات العلاقة، الإ فيما يُشار إليه حالياً من اندلاع "حروب اللاحل" لضبابية الموقف في منطقة الشرق الأوسط وخروجاً من المأزق الذي تعيشه تلك الدول.

*************

الورقة الثانية

إمكانات الأطراف وإرادتها في شن الحرب وتداعياتها

موسى الحديد

الملخص هنا تعد هذه الورقة البحثية قراءة صادقة لإمكانيات الأطراف في شن حرب ما وصور تداعياتها، آخذةً بعين الاعتبار دراسة كل من البيئة الاستراتيجية للأطراف المتصارعة ( الولايات المتحدة الأمريكية، "إسرائيل"، الدول العربية، إيران)، والقوة العسكرية لدى كل منها، إضافة إلى القدرة الاقتصادية والتكنولوجية ، ومدى القدرة السياسية على تحمل تبعات الحرب.

ويُشير الباحث إلى تأثير تلك الخيارات في تحديد نشوب الحرب أو عدمه.فمثلاً، تلعب البيئة الاستراتيجية لدى الولايات المتحدة قدراً كبيراً من تحديد سياساتها في المنطقة، وبالرغم من تربعها على العرش العالمي، الإ أنها تُواجه صعوبات كبيرة تتمثل في استمرار وتنامي قوة تيار المعارضة والممانعة في الإقليم، وتراجع قوة تيار الاعتدال المساند للسياسات الأمريكية في الإقليم بسبب غياب المبررات والمسوغات السياسية والأخلاقية.

ويرى الباحث أهمية دراسة المتطلبات الآتية لفهم أي معادلة في ميزان القوى العالمي وهي: القوة العسكرية مضافاً إليها القدرة الاقتصادية و القوة السياسية و الجبهة الداخليةو البيئة الإقليمية والدولية والعامل الجغرافي و زمن الحرب (الوقت الذي يجب فيه حسم الحرب) و عامل السرية والمفاجأة و شرعية الأنظمة وارداتها السياسية وقدرة العدو وردة أفعاله، عندها يمكن تقدير الموقف بصورة صحيحة.

ويدرس الباحث سيناريوهات الحرب بشقيها: نشوبها أو عدمه، وردود الفعل لدى أطراف الصراع، ويختم الباحث تداعيات هذه الحرب حال قيامها، والمسارات الإقليمية والدوليّة التي ستفضي إليها مثل هذه الحرب، والنتاجات المترتبة عليها.

 *************

الجلسة الثالثة

التوصيات الاستراتيجية لصناع القرار العربي والإسلامي المعني

الورقة الأولى

قراءة في المشاهد السابقة لحروب 2003 – 2009

عاطف الجولاني

من المهم دراسة نتائج المواجهات العسكرية الأخيرة في لبنان وفلسطين، والوقوف عند انعكاساتها على احتمالات وفرص اندلاع مواجهات جديدة.

لقد أثبتت استراتيجية الحروب الاستباقية عقمها، وفشلت المواجهات الأمريكية والإسرائيلية في تحقيق أهدافها المعلنة رغم عمليات الخداع والتضليل في تلفيق مبررات العدوان.

وفي ذات الوقت نجحت استراتيجيات حركات المقاومة في استنزاف الخصم، وفي جرّه إلى مواجهات طويلة لا يقوى على احتمالها، وفي تكبيده خسائر بشرية واقتصادية فادحة، الأمر الذي كان له انعكاسات مهمة على حماس الأمريكان والإسرائيليين لخوض مغامرات عسكرية جديدة.

كما عرّض قادة عسكريون وسياسيون في الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل مستقبلهم السياسي ومستقبل أحزابهم للخطر، ثمنا لمغامرات وإخفاقات عسكرية في العراق ولبنان وفلسطين، بات خلفاؤهم يفكرون طويلا قبل التورط بمغامرات جديدة في ذات الساحات أو في ساحات أخرى.

وأكدت نتائج المواجهات العسكرية الأخيرة جاهزية حركات المقاومة لخوض مواجهة جديدة، أظهرت اهتزاز ثقة المجتمع الإسرائيلي والأمريكي في قدرة الجيش على تحقيق انتصارات سريعة  على حماية الجبهة الداخلية، وبرزت القدرات الصاروخية عاملا مهما في ميزان القوى العسكرية، مقابل تراجع دور القوة الجوية وقوة النار الضخمة في حسم نتائج المواجهة.

في المقابل، فإن الضرر الكبير الذي ألحقته المواجهات الأخيرة بقوة الردع الإسرائيلية، يشكل عاملا مشجعا على استعادة قدرة الردع المهدورة، كما أن تنامي القدرات العسكرية لحركات المقاومة ولدول الممانعة، والذي ترى فيه إسرائيل والولايات المتحدة تهديدا وخطر مرشحا للتصاعد إن لم يتم التعامل معه سريعا، يشكل عامل ضغط من شأنه أن يعزز احتمالات المواجهة.

 *************

الورقة الثانية

القدرة على احتواء إمكانات اندلاع الحرب، ومواجهة احتمالاتها في حال الفشل

خالد عبيدات

جاءت هذه الورقة في محاولة استشرافية للقدرة على احتواء إمكانات اندلاع الحرب ومواجهة احتمالاتها في حالة الفشل والعوامل المؤثرة في ذلك.

وقد أشار الباحث في بدئها إلى أهمية منطقة الشرق الأوسط ودورها في السلم العالمي بما تحويه من أهمية جيوسياسية، ومشيراً إلى قدرة الطرف المسيطر عليها في إبراز دوره قوة عالمية فاعلة، ومؤشراً إلى الدول الفاعلة في هذه المنطقة كالكيان الصهيوني وغيره، وإلى التحولات الطارئة على منطقة الشرق الأوسط، وتغيّر كثير من المفاهيم والمقولات نتيجة لكثير من العوامل المؤثرة، كقولهم: "لا حرب دون مصر، ولا سلام دون سوريا"، ومؤكداً على أدوار أخرى ومشاريع كبرى لدول مثل إيران وتركيا.

ويرى الباحث فقدان وغياب الثقة والنوايا الحسنة بين دول منطقة الشرق الأوسط إلا فيما يشكل اصطفافاً ضمن محاور ذات طابع معين، ما يؤدي بدوره إلى انعدام خيارات الهدوء في هذه المنطقة، وبما يشكل بالتوازي خيارات نشوب الصراعات والحروب فيها.

وتحاول الورقة تلمس أشكال الحرب القادمة بناء على الحروب السابقة في المنطقة، وما أحدثته حربا تموز/يوليو 2006، وغزة 2008-2009 من تغيير في النظرة لأي حرب قادمة مع محور الممانعة، مشيرة إلى هذا الخيار بين الضرورة والكارثية التي ستخلفها مثل هذه الحرب، إذ ستكون الأوضاعُ أكثر خطراً من أيّ وقت مضى، نتيجةً لتغير المعطيات العسكرية والسياسية، وعليه، فإنّ اللجوء والنزوح القسري لمواطني الدول المتضررة سيكون عنواناً لأي حرب قادمة، عدا عن الدمار الشامل والدماء التي ستلون وجه المنطقة.

ويخلص الباحث إلى نتاجات مهمة، إذ إن "صراع الإرادات" هو الصراع الأهم في المنطقة، لذا فإن تشكّل القوى الجديدة، وتغيّر سمت المنطقة سيكون نتاجاً طبيعياً لأي حربٍ قادمة، وأنّ منطقة الشرق الأوسط ستكون قادرةً على امتصاص أيّ كوارث ناتجة عن مثل هذه الحروب المدمرة، ما يؤهلها لأن تكون محل صراع دائم وتنازع مستمر لأي طرف يسعى لبسط سيطرته على العالم.

 *************

الورقة الثالثة

الاستعدادات لاندلاع الحرب ونتائجها – سياسيا وإعلاميا

صبري سميرة

إن اقتراح أي توصيات استراتيجية لما يمكن أن يقوم به صناع القرار العربي والإسلامي المعنيين من الاستعدادات والأعمال والتعاملات السياسية والإعلامية قبل وخلال وبعد أي حرب أو حروب متوقعة ونتائجها، أمر في غاية التعقيد والتشتيت والحساسية، ويحتاج إلى دراسات وخطط استراتيجية وتكتيكية وتنفيذية مدعمة ببرامج ومشاريع فعالة وعملية يعمل عليها فريق متكامل من الممارسين والمنظرين لمراحل متلاحقة طويلة، فزمان هذه التوصيات قبل وخلال وبعد الحرب، وأطراف الحرب وجبهاتها وأنواعها ومستوياتها وجوانبها متعددة.

وابتداء، فإن التوصيات يجب أن تستوعب كل البيئات والخلفيات المتعلقة بالصراع العربي- الإسرائيلي وحروبه وتسوياته وبكل أطرافه، وأن تبلور رؤية واستراتيجية ومضمونا وخطابا وسياسات ومواقف وخططا وبرامج ومشاريع تنفيذية سياسية وإعلامية، تخدم المصالح العليا للقضية الفلسطينية والمنطقة العربية وفق منهجية المقاومة الشاملة للاحتلال الإسرائيلي، والبناء المستمر نحو دولة فلسطينية حرة مستقلة، وبالتحالف والاستعانة بكل القوى المحلية والعربية والإقليمية والدولية، الرسمية والشعبية، وبكل ما لديهم من قدرات مادية ومعنوية.

وسعيا للتركيز في هذه الدراسة، فإن هذه الورقة تتعرض للاستعدادات والأعمال السياسية والإعلامية اللازمة للتعامل مع أي حرب قادمة، ولكن بالتركيز على حرب تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

وتنطلق الاستعدادات من رؤية واستراتيجية لمقاومة شاملة، بما فيها سياسية وإعلامية، تتصدى للاستراتيجية الإسرائيلية القائمة في شن المعارك الكثيرة المتنوعة للتخلص من، أو السيطرة على، أو إضعاف أي جماعة أو مجتمع فلسطيني أو دولة عربية أو إسلامية أو تحالف إقليمي أو دولي يقف أمام تحقيق مخططاتهم العدوانية التوسعية، ومن هذه المنطلقات قد تشن إسرائيل حربا جديدة على قطاع غزة وحماس.

وتنبه هذه الورقة إلى أهمية الانتباه إلى التوقيت السياسي والأهداف الإسرائيلية لمثل هكذا حرب،  وتعرض الورقة لجملة من المنطلقات للاستعدادات السياسية والإعلامية في مواجهة حرب إسرائيلية جديدة على غزة، وتعقبها بعناصر الأداء والتعاطي السياسي والإعلامي الاستراتيجي والتكتيكي مع هذه الحرب المتوقعة، وتختمها بملامح التعامل السياسي والإعلامي مع نتائج حرب إسرائيلية جديدة خاسرة على غزة.

 *************

الورقة الرابعة

الاستعدادات لاندلاع الحرب ونتائجها – عسكريا وأمنيا واقتصاديا

أحمد الخلايلة

تُعنى هذه الورقة البحثية بالاستعدادت لاندلاع الحرب ونتائجها عسكرياً وأمنياً واقتصادياً لكل من أطراف الحرب، وتشير إلى مدى الاستعدادية للطرف الإسرائيلي والأمريكي حال المباشرة فيها، إذ تعزز الزيارات القيادية الإسرائيلية للولايات المتحدة والدول الغربية هذه الفرضية القائمة على اندلاع حرب في المنطقة، إضافة إلى التحركات الإسرائيلية-الأمريكية في محاولة لتهدئة الجانب العربي بخيار المفاوضات، وتوزيع أقنعة الغاز في "الداخل الإسرائيلي"، ونبرة التهديد لمحور الممانعة، والطلعات الجوية الإسرائيلية للجنوب اللبناني، والمناورات العسكرية، والتزود بمنظومات الدفاع الجوي، وغيرها من الأمور التي تدلل على احتمالية نشوب حرب في المنطقة.

وفي الطرف المقابل تماماً، تشير الورقة كذلك إلى استعدادات الطرف الإيراني وحلفائه لمثل هذه الحرب، وترصد المظاهر الدالة على هذا الأمر، من ذلك: تزويد حزب الله بصواريخ سكود ودعم قدراته الدفاعية، وحشد الطاقات الشعبية وتحريك الوازع العقائدي لدى الشعب الايراني، وإجراء المناورات العسكرية المتكررة البرية والبحرية والجوية، و تعزيز ايران لعلاقاتها بحلفائها ومؤيديها من خلال زيارات المسؤولين الايرانيين، تعهد سوريا وحزب الله بمساندة ايران في حال تعرضها للحرب، وإعلان حزب الله حالة استنفار قصوى لقواته في جنوب لبنان والبقاع، إضافة إلى مظاهر أخرى عنيت بها الورقة.

وتحاول الورقة استقراء الخطة الإسرائيلية– الأمريكية لإجهاض القدرة النووية الإيرانية، معطية أبرز ملامحها وخصائصها، مثل: حرص الولايات المتحدة وإسرائيل على أن تكون الحرب خاطفة حال نشوبها، والتركيز على مفاهيم الحرب الإلكترونية، واستخدام الصواريخ المضادة للصورايخ الإيرانية، وعدد آخر من السمات المتعلقة بهذه الخطة.

كما تدرس الورقة ختاماً نتائج هذه الحرب بخياري نجاح الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل أو فشلهما في تحقيق النتاجات المرجوة منها.

عودة للصفحة   أعلى الصفحة


البيان الختامي والتوصيات

عقد مركز دراسات الشرق الأوسط- عمان، اليوم السبت 29/05/2010، ندوة علمية بعنوان "احتمالات اندلاع الحرب في منطقة الشرق الأوسط" في فندق لاند مارك- عمان، وشارك فيها أكاديميون وخبراء استراتيجيون من داخل الأردن وخارجه.

وجاء انعقاد الندوة في ظل استمرار عرض القوة والمناورات العسكرية وسباق التسلح بين أطراف الصراع في منطقة الشرق الأوسط، ومع زيادة حدة الخطاب الذي تنتهجه هذه الأطراف ضد بعضها، حتى وصل إلى ذروته بتوجيه إسرائيل لسيل من الاتهامات ضد سوريا وإيران بأنهما تزودان حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة بالسلاح والعتاد لمواجهة إسرائيل، وفي ظل تراجع عملية التسوية السلمية في إيجاد حلول جذرية ومهمة للصراع العربي- الإسرائيلي، وهدفت الندوة إلى قراءة البيئة الحاكمة لتحركات الأطراف تجاه الحرب، ودراسة إمكانات الأطراف في شن الحرب، وتحديد اتجاهات المواجهة حال حدوثها، إضافة إلى تقديم التوصيات الاستراتيجية لصانع القرار العربي والإسلامي المعني حول الاستعدادات للتعامل مع الحرب حال وقوعها على المستويات كافة.

توزعت الندوة على ثلاث جلسات، وقدمت فيها عشر أوراق علمية، حيث درست الجلسة الأولى "البيئة الحاكمة لتحركات الأطراف- سياسيا وأمنيا- تجاه الحرب"، وقدمت فيها أربع أوراق، تناولت الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والصين، وروسيا، وإسرائيل، والدول العربية بموقفيها "الاعتدال" و"الممانعة"، والمقاومة في لبنان وفلسطين، وإيران، وتركيا.

وتناولت الجلسة الثانية "إمكانات واحتمالات اندلاع الحرب"، وفيها ثلاث أوراق تناولت قراءة في المشاهد السابقة لحروب 2003 – 2009، وإمكانات الأطراف وإرادتها في شن الحرب وتداعياتها، واتجاهات المواجهة وحدودها.

أما الجلسة الثالثة فقدمت "توصيات استراتيجية لصانع القرار العربي والإسلامي المعني"، من خلال دراسة القدرة على احتواء إمكانات اندلاع الحرب، ومواجهة احتمالاتها في حال الفشل، والاستعدادات لاندلاع الحرب ونتائجها، سياسيا وإعلاميا وعسكريا وأمنيا واقتصاديا.

وقدمت الندوة عطاء فكريا واستراتيجيا مميزا، كما ركزت على موضوع البحث وتناول جوانبه المختلفة بموضوعية ووضوح، إضافة إلى الحوارات والتحليلات والتقديرات لاحتمالات اندلاع الحرب في المنطقة في الفترة 2010/2011، ولذا فإن ما توصلت إليه الندوة كان في صميم الموضوع، ويصلح ليبنى عليه تقدير موقف متوازن وموضوعي، وليستخرج الإجراءات والسياسات اللازمة لمواجهة هذه الاحتمالات، ومن واقع أوراق البحث التي قدمت، والمناقشات التي دارت بتقليب الأمر والنظر في مختلف المعطيات، فقد توصلت الندوة إلى ما يلي:

1.   توقف المشاركون عند أصوات قرع طبول الحرب، وقدموا لها تحليلات متكاملة، شملت الدوافع والأهداف والقدرة والبيئة الحاكمة للقرار، وتبين للمشاركين جميع الصعوبات التي تعتري إمكانية حدوث حرب شاملة من قبل إسرائيل على أي من الجبهات الأربع المرشحة (إيران، سوريا، لبنان، وغزة)، الأمر الذي يعزز تشجيع الصمود على الجبهات الأربع، مع الاستعداد لأي حرب على أي جبهة قد تقع.

2.   رجح أكثر الباحثين والمشاركين عدم وقوع حرب شاملة، فيما لم يستبعدوا استمراراً لحرب جزئية أو متقطعة وخاصة على جبهة غزة.

3.   أكدت الندوة استمرار الخطر الاستراتيجي الذي يهدد أمن المنطقة ومصالحها ومستقبلها، وأكدت أن إسرائيل هي مصدر الخطر الرئيس على الأمن القومي والقطري للأمة العربية والإسلامية.

4.   حذرت الندوة من نشوب حرب لتغيير بنية المنطقة وتركيبها لتكون مهيأة لتطبيق الاستراتيجية والمشاريع الأمريكية والصهيونية، وأكدت أن ذلك لا يتوقف على قوى المقاومة ودول الممانعة بل يطال مكونات الأمة كلها، حكومات وقوى وشعوبا.

5.   حذرت الندوة الدول العربية من التورط في أي حرب مع إيران نيابة عن الولايات المتحدة وإسرائيل، ودعت إلى السعي لنزع فتيل أي مواجهة محتملة بين إيران والعرب، لأن الخاسر الأكبر فيها الشعوب العربية والشعب الإيراني ولا تخدم إلا مصالح الأمن القومي الأمريكي والإسرائيلي.

6.   رحبت الندوة بتنامي الدور التركي الصديق للعرب، سواء فيما يتعلق ببناء توازن في علاقات الجوار العربي بمختلف دوله، أو فيما يتعلق بتوسيع التحالفات العربية لمواجهة الخطر الصهيوني.

7.   توقفت الندوة عند قدرات وسياسات قوى الممانعة الدفاعية بطبيعتها، ودعتها إلى التفكير ببناء قدرات وقوة هجومية، في حال قامت إسرائيل بأي عدوان على أي جبهة، وذلك بهدف تحقيق الحماية للأمة أو الردع للقوة الإسرائيلية الغاشمة.

8.   دعا المشاركون الأطراف المعنية بالمواجهة لأي عدوان أو حرب على الجبهات الأربع، أي بناء استراتيجية دفاعية منسقة تضعف قدرة إسرائيل على التسبب بأي هزيمة على أي جبهة، مؤكدين على ضرورة أخذ متطلبات الأمن القومي العربي بالحسبان.

9.   أوصى المشاركون الدول العربية جميعاً بتقديم الدعم السياسي والإعلامي والاقتصادي والعسكري والأمني اللازم لأطراف الجبهات الأربع (إيران، سوريا، لبنان، غزة) بما يحقق الصمود وإفشال العدوان، بما في ذلك رفع الحصار المفروض على قطاع غزة.

10.    دعا المشاركون إلى تحصين جبهات المواجهة بما يحقق القدرة على امتصاص الضربة الأولى في حال وقع العدوان، وتوفير الفرصة لأخذ زمام المبادرة بعدها لإفشال العدوان وهزيمة الكيان الصهيوني.

11.    دعت الندوة الدول العربية إلى التقوي بحركات المقاومة، والقوى الشعبية الفاعلة فيها، وطالبت بالعمل على تحقيق الوحدة الوطنية الداخلية في البلاد العربية، والقيام بمصالحات داخلية واسعة، لمصلحة تقوية الجبهة الداخلية والاستعداد لمواجهة التحدي والخطر الصهيوني المتواصل.

12.    أوصى المشاركون في الندوة مركز دراسات الشرق الأوسط بتشكيل فريق لإعداد تقدير للموقف، وفق الأسس العلمية، ليكون وثيقة علمية يستند لها صانع القرار العربي والإيراني والتركي على حد سواء، وذلك بهدف حماية الأمن القومي والقطري للأمة، ودحر الأطماع والأخطار الصهيونية.

عودة للصفحة   أعلى الصفحة


صور من الندوة

كلمة الافتتاح أ. جواد الحمد مدير المركز جانب من الحضور جانب من الحضور
الجلسة الأولى جانب من الحضور جانب من الحضور
الجلسة الثالثة الجلسة الثانية الجلسة الأولى

عودة للصفحة   أعلى الصفحة


جائزة البحث العلمي

 

المؤسسة الأردنيـة

للبحوث والمعلومات

 

مجلـة دراســات

شـرق أوسطيــة

 

الندوات والمؤتمرات

حلقــات نقاشيـة

المحاضرات

الحفل السنوي للمركز

من إصداراتنا

المصالحـة الفلسطينيـة 2011

ما بعد التوقيع

 

مستقبل وسيناريوهات الصراع العربي- الإسرائيلي

معركـــة غزة ... تحول استراتيجي في المواجهة مع إسرائيل

احتمالات اندلاع الحرب في منطقة الشرق الأوسط 2010/2011

دراسة في الفكر السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس

العلاقات التركية- الإسرائيلية وتأثيرها على المنطقة العربية

 


حق عودة اللاجئين الفلسطينيين بين النظرية والتطبيق

إسرائيل ومستقبلها حتى عام2015م
تداعيات حصار غزة وفتح معبر رفح

اتجاهات التحول في توازن القوى السياسية والاجتماعية في الديمقراطية الأردنيةة


نحو توافق فلسطيني لتحريم الاقتتال الداخلي

 

 

 

 

 

 

 

Designed by Computer & Internet Department in MESC.Latest update   آذار 25, 2012 10:39:13