برنامج حلقات النقاش 

"المصالحة الفلسطينية: التحديات وآفاق المستقبل"

 السبت2/7/2011

 

المحاور التقرير العلمي المشاركون صور الحلقة

محاور الحلقة

المحور الأول:

 تحليل للواقع والمضمون السياسي لاتفاق المصالحة وتجربة الأسابيع الأولى- التحديات والفرص

المحور الثاني:

سيناريوهات ما بعد المصالحة وخيارات الطرفين في التعامل معها

المحور الثالث:

الموقف الأمريكي والدولي من المصالحة وأثره على إنجاحها

 

أعلى الصفحة  عودة للصفحة


التقرير العلمي

حلقة نقاش:"المصالحة الفلسطينية: التحديات وآفاق المستقبل"

السبت 2/7/2011

عقد مركز دراسات الشرق الأوسط في مقره في عمان مساء السبت 02/07/2011 حلقة نقاشية علمية بعنوان "المصالحة الفلسطينية: التحديات وآفاق المستقبل"، شارك فيها باحثون عدد من الأكاديميين وسياسيين، وأدارها الدكتور أحمد سعيد نوفل أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك.

وتناولت الحلقة ثلاثة محاور رئيسة، وناقش المشاركون في المحور الأول "تحليل للواقع والمضمون السياسي لاتفاق المصالحة وتجربة الأسابيع الأولى- التحديات والفرص"، والذي قدم له فرج شلهوب/ مدير تحرير صحيفة السبيل الأردنية الظروف التي أدت إلى إتمام المصالحة في هذا الوقت بالذات، ومنها فشل المسار التفاوضي الذي تقوده السلطة الفلسطينية، وانطلاق الحراك الشعبي في الدول العربية الذي أخذ يُفقد أبو مازن البيئة الإقليمية الداعمة لمسار المفاوضات، خاصة في ظل انهيار نظام حسني مبارك الحاضن لنظام السلطة، إلى جانب الخوف من إعادة إنتاج المشهد الذي حصل في تونس ومصر فلسطينياً خصوصاً في ظل تزايد تآكل شرعية السلطة أمام الشعب الفلسطيني بسبب التنسيق الأمني مع الاحتلال، وما كشفته وثائق ويكيليكس والجزيرة بشأن المفاوضات مع إسرائيل، أما بالنسبة لحماس فيرى المشاركون أن أهم العوامل التي دفعت حماس لتوقيع اتفاق المصالحة هي: استمرار الحصار الخانق على قطاع غزة، وتعطل مشاريع إعادة الإعمار، والأضرار الشديدة التي لحقت بالبنية التحتية لحماس بسبب التضييق عليها في الضفة الغربية نتيجة لتنسيق السلطة أمنياً مع قوات الاحتلال، إضافة إلى الواقع الجديد الذي فرضته الثورات العربية، مما لوح للحركة بإمكانية الاستفادة من فرص جديدة بدون حصار أو ملاحقات أمنية، كما أن غياب نظام مبارك عن المشهد السياسي أوجد - من وجهة نظر حماس - بيئة أفضل تسمح بتوقيع الاتفاق تحت رعاية مصرية محايدة.

وتساءل المشاركون حول ما إذا كانت هذه كل المتغيرات قة قد نجحت في جسر الهوة بين فتح وحماس لتغيير مواقفهما والتوصل إلى اتفاق جدي، وخلصوا إلى أنه من المشكوك فيه أن يكون هذا الإتفاق قد جسر الفجوات بشكل حقيقي، خاصة في ظل ما ظهر من خلافات وتباعد سياسي، بل وفي الشروع بخلق جو من المصالحة خلال الشهرين الذين تبعا توقيع المصالحة؛ ويُعتقد أن الإتفاق يمثل تأجيلاً لحسم الخلافات العالقة من قبل الحركتين، وذهب بعض المشاركين إلى أن هذا الاتفاق ما هو إلا "اتفاق مرهقين"، حيث استبعد المشاركون أن تستطيع السلطة المضي قدماً في المصالحة بسبب صعوبة اتخاذها لقرار مستقل في المجال الأمني والسياسي، وبعيد عن الموقف الأمريكي والإسرائيلي، وذلك بسبب الهيمنة المالية الإسرائيلية على رواتب وتحويلات السلطة وعمق التغلغل الإسرائيلي في قوات أمن السلطة جهة ثانية، وتطلع كل طرف من الطرفين إلى تحقيق مزايا تفوق قبل الانتخابات من جهة ثالثة، مما قد يدفع  إلى التصارع من جديد، إضافة إلى التناقض الأساسي والكبير بين الطرفين في المجال السياسي، ففي الوقت الذي تستند فيه حماس إلى خيار المقاومة وترفض مسار المفاوضات، يذهب أبو مازن إلى الحد القائل بتجريم العمل المقاوم بشتى صوره واعتبار خيار المفاوضات خيارا أوحدياً.

 أما بالنسبة للفرص والتحديات التي قد توجدها هذه المصالحة، فقد أوضح المشاركون أن من أهم النتائج المتوقعة للمصالحة لو تم استكمالها: فتح الأبواب أمام قطاع غزة وإعادة إعماره، وتوحيد الموقف الفلسطيني في الداخل والخارج، وإعطاء حماس فرصة لإعادة بناء وجودها في الضفة، وإعطاء الفرصة لفتح لإعادة بناء وجودها في غزة، وتعزيز زخم الحراك الشعبي باتجاه حدود فلسطين لإقرار حق العودة، مما سيضع القضية الفلسطينية في مكان متقدم ضمن أولوية المنطقة والمجتمع الدولي.

 كما أن اتفاق المصالحة قد يوفر واقعاً أكثر تعافياً للحريات وحق التعبير في الأراضي الفلسطينية وكبح جماح عسكرة الواقع الفلسطيني، ويحد من تدخلات الأجهزة الأمنية في الحياة المدنية والسياسية، وقد تضع المصالحة الدول العربية أمام التزاماتها- السياسية والمالية- تجاه القضية الفلسطينية في ظل غياب ذريعة الانقسام الفلسطيني، وأشارت الحلقة إلى جملة من التحديات التي تطرحها المصالحة، ومنها فتح ملف الاعتقالات والملاحقات في الضفة، وإطلاق سراح المعتقلين، واتساع دائرة الإنقسام الظاهر في فتح إزاء المصالحة، حيث يقف الجهاز الأمني على رأس التيار الرافض للمصالحة، وتزايد الضغوط الإسرائيلية والأمريكية التي على السلطة (خصوصاً المالية منها المتعلقة بالرواتب والمساعدات) والتي قد تؤدي إلى اضطراب سياسي في الضفة.

ولا حظ المشاركون في المحور الثاني "سيناريوهات ما بعد المصالحة وخيارات الطرفين في التعامل معها"، والذي قدم له وليد عبد الحي/ أستاذ العلاقات الدولية – جامعة اليرموك، على أن الاتفاق على الحكومة المؤقتة والانتخابات – خاصة في ظل غياب الأرضية السياسية المشتركة بينهما- ما هو إلا مراهنة من الطرفين؛ ففتح ترى أن عودتها عبر صناديق الاقتراع إلى غزة هو الخيار المتاح مستثمرة الأوضاع الاقتصادية الخانقة في القطاع، وفي المقابل تراهن حماس على أن فشل السلطة في تحقيق أي تقدم في المفاوضات سيمكنها من العودة إلى الضفة الغربية بطريقة مشروعة أمام الشعب الفلسطيني وأمام الرأي العام العربي والدولي.

من ناحية أخرى أوضح المشاركون أن عمر الاتفاق مرهون بأي خطوة قد تقوم بها إسرائيل، كما طرحوا إشكالات عدة تواجهه، كحالة ربط الدول المانحة استمرار الدعم للسلطة بالتخلي عن الاتفاق، أو قيام بعض الخلايا الفدائية بعملية عسكرية في الضفة الغربية، وقدرة الطرفين على اتخاذ فهل ستلاقي دعماً من الطرفين أم ستتناقض مواقفهما، أو فوز حركة حماس مجدداً في الانتخابات، أو فشل الترتيبات لإعادة بناء منظمة التحرير، وكلها احتمالات ممكنة الحدوث، ولكل منها تبعات تؤثر على اتفاق المصالحة.

أما بالنسبة للسيناريوهات المتوقعة فقد خلص المشاركون في هذا المحور إلى أربعة سيناريوهات ممكنة:

·        السيناريو الأول: أن يتحول اتفاق المصالحة إلى استراتيجية متكاملة، وأن تنجح التنظيمات الفلسطينية في توحيد النسيج الفلسطيني، وهذا يتطلب ثورات داخل الثورة الفلسطينية، ومساعدة عربية سخية، وتفهم دولي، وهي أمور تبدو عسيرة إلى حد بعيد.

·        السيناريو الثاني: أن يؤدي السير قدماً في الاتفاق إلى انشقاقات جديدة في التنظيمات الفلسطينية، مما سيجعل الوضع الفلسطيني أكثر تعقيداً من المرحلة السابقة.

·        السيناريو الثالث: أن تندلع انتفاضة جديدة تعصف بكل الترتيبات الحالية وتؤدي إلى وضع جديد يحمل معه تنظيمات وقيادات واستراتيجيات جديدة مع ملاحظة أنها قد تكون انتفاضة على الاحتلال أو انتفاضة على السلطتين في الضفة والقطاع.

·        السيناريو الرابع: أن يتعثر الاتفاق في المراحل القادمة، ويعود الحال إلى نقطة الصفر، مع تعميق حالة الإحباط في الشارع الفلسطيني، ورجح المشاركون إمكانية تحقق السيناريوهات الثلاثة الأخيرة على تحقق السيناريو الأول، حيث رأوه الأضعف تحققاً.

وفي المحور الثالث "الموقف الأمريكي والدولي من المصالحة وأثره على إنجاحها"، الذي قدم له صبري سميرة/ أستاذ العلوم السياسية ومحلل سياسي، أوضح المشاركون أن الولايات المتحدة والغرب يرون أن أهم جزء من اتفاق المصالحة هو إعطاء المشروعية للتحركات الفلسطينية على المسرح الدولي لتأمين اعتراف هيئة الأمم المتحدة بدولة فلسطينية في شهر أيلول/ سبتمبر عام 2011، وحيث أن الولايات المتحدة- مدفوعة من إسرائيل- تعمل بكل جد لمنع الاعتراف الدولي عبر أساليب مختلفة، فإن إفشال المصالحة أصبح هدفاً أمريكياً تعمل أمريكا على حشد الدعم الغربي له، وتلعب الولايات المتحدة دوراً أساسياً في إتمام أو إفشال الاتفاق؛ لأنه حيث أن الخلافات بين فتح وحماس يدور بعضها حول المواقف التي تتبناها فتح تحت الضغوط الأمريكية.

من جهة أخرى فإن الولايات المتحدة ترى في عدم إتمام اتفاق المصالحة مصلحة لها ولحليفتها إسرائيل؛ حيث من شأن توقف السير في الاتفاق أن يزيد من تأزم العلاقات بين فتح وحماس، ومن ثم زيادة ضعف وانقسام الفلسطينيين جغرافياً وسياسياً واستراتيجياً، وبالتالي تضاؤل قدرتهم على التأثير على مستقبل قضيتهم إقليمياً ودولياً، وعليه فإن الولايات المتحدة تسعى لإذكاء الخلافات الفلسطينية، وتمنع تشكل إرادة حقيقية لدى فتح لتحقيق المصالحة، وكما يبدو فإن التراجع والتأخير الذي لوحظ من قبل السلطة فيما يتعلق بتنفيذ بنود المصالحة يدل على استجابتها للضغوط الأمريكية والغربية، حيث أن الولايات المتحدة لا تريد أن تحصل حماس على شرعية قانونية ودولية عبر انخراطها في الحكومة الفلسطينية والمجلس الوطني ومنظمة التحرير؛ لأنها مهما انخفضت مطالب حماس فإنها سترفع من سقف وقوة وتماسك المطالب الفلسطينية في مواجهة إسرائيل والمجتمع الدولي.

وكبديل يجهض أسلوب الاعتراف المنفرد والدولي من محتواهما تسعى الولايات المتحدة حالياً إلى إحياء عملية المفاوضات، وذلك بتقديم إغراءات للطرف الإسرائيلي وإغراءات أو ضغوطات على الطرف الفلسطيني، كما يرى بعض أعضاء مجلس النواب الأردني أن المصالحة الفلسطينية غالباً ما ستفشل من تلقاء نفسها، وبحسب المحللين الأمريكيين فإن عباس لا يريد بإعلانه دولة فلسطينية أن يتحمل الرد الإسرائيلي العنيف مثل إلغاء معاهدة أوسلو أو ضم أجزاء أخرى من الضفة الغربية.

وتناول المشاركون أثر الثورات العربية على التعاطي الأمريكي مع القضية الفلسطينية، حيث أشاروا إلى أن الولايات المتحدة باتت تجد نفسها أمام واقع انفراط محوري الاعتدال والممانعة العربيين، وإمكانية نشوء تحالفات جديدة، وانتقال بعض الدول من تحالفاتها السابقة إلى تحالفات ومواقع مختلفة، وهو ما يدفعها إلى تشجيع أحلاف تخدم مصالحها ومصالح إسرائيل، وذلك لتخفيف آثار الثورات العربية السلبية على إسرائيل، حيث يبدو أنه لم يتبقَ لدى إسرائيل أصدقاء أقوياء في المنطقة بعد انهيار نظام حسني مبارك، وتراجع العلاقات الإسرائيلية – التركية.

أكدت الحلقة على أن الثورات العربية سلهمت في زيادة عدد الأصوات المتذمرة لدى صناع القرار الأمريكيين من السياسات الإسرائيلية التي باتت تشكل عبئاً متزايداً يهدد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، مما قد يشجع زيادة الضغط الأمريكي على إسرائيل، ورغم عدم تفاؤل الكثيرمن المحللين بإمكانية بروز تغييرات كبيرة في ملف الصراع العربي - الإسرائيلي من دون ضغط فلسطيني وعربي هائلين، وذلك بسبب تعنت إسرائيل واستسلام القيادة الأمريكية لها، كما يرى العديد من الخبراء الأمريكيين أن ثمة حاجة ماسة للولايات المتحدة للقيام هذا العام بتحركات جادة من أجل تأسيس دولتين، وربما قد تكون هذه التحركات كبيرة بحجم مؤتمر مدريد.

وخلص المشاركون إلى أن اتفاق المصالحة تحكمه العديد من المتغيرات الداخلية والدولية، الأمر الذي يجعل مساره المستقبلي مفتوحاً، وأن هذا الاتفاق ما كان إلا لشعور الطرفين بالإرهاق من جولات التنافس التي خاضاها، وأنه لا يمكن لأي مصالحة تنشأ في ظل الظروف الحالية أن تجلب قيادة فلسطينية متفقة على مشروع واحد، لكن في خضم حركة التغيرات الواسعة في الدول العربية فإن أمام القضية الفلسطينية فرصاً جديدة يمكن اقتناصها مع وجود محاذير أيضاً، لافتين إلى أهمية النهوض بالوعي الفلسطيني، والإدراك الموضوعي لطبيعة الإشكالات القائمة، سواء على الصعيد الفلسطيني الداخلي أو على الصعيد الفلسطيني- الإسرائيلي، كما أكدوا على أهمية السعي بمسار أكثر جدية وبعبارات أكثر التزاما لتحقيق المصالحة الفلسطينية على أسس عملية وواقعية وبرؤية سياسية وهذا بعيدا عن التدخلات الدولية والإقليمية.

 

أعلى الصفحة  عودة للصفحة


المشاركون

(حسب الترتيب الهجائي)

الاسم

الصفة

د.أحمد سعيد نوفل

أستاذ العلوم السياسية – جامعة اليرموك

م. إبراهيم غوشة

سياسي وقيادي إسلامي

أ.جواد الحمد

مدير مركز دراسات الشرق الأوسط

أ. فرج شلهوب

مدير تحرير صحيفة السبيل الأردنية

د. سعد السعد

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الشرق الأوسط

د. صبري سميرة

أستاذ في العلوم السياسية ومحلل سياسي

م. عزام الهنيدي

نائب سابق في البرلمان الاردني

د.محمد الموسى

أستاذ في القانون الدولي

د. وليد عبد الحي

أستاذ العلاقات الدولية – جامعة اليرموك

أعلى الصفحة  عودة للصفحة


صور من الحلقة 

أعلى الصفحة  عودة للصفحة